تيار الأساتذة الباحثين التقدميين في النقابة الوطنية للتعليم العالي بيان فاتح ماي 2020

تيار الأساتذة الباحثين التقدميين في النقابة الوطنية للتعليم العالي بيان فاتح ماي 2020

تيار الأساتذة الباحثين التقدميين في النقابة الوطنية للتعليم العالي

بيان فاتح ماي 2020

في ظل “الحجر الصحي” بسبب “جائحة كوفيد 19 “

يحل العيد الأممي للطبقة العاملة في فاتح ماي لهذه السنة في ظل فرض “الحجر الصحي” المتميز بعدم التنظيم الجماهيري للتظاهرات والمسيرات والمهرجانات الخطابية في ظروف دولية استثنائية غير مسبوقة بسبب “جائحة كوفيد 19 ” التي ما زالت تنتشر عالميا منذ عدة شهور وتحصد يوميا الآلاف من الأرواح، مما أدى إلى تفاقم واشتداد الأزمة الاقتصادية والاجتماعية على الصعيد العالمي في ظل نظام العولمة الرأسمالي المتوحش الذي عرت هذه الجائحة على محدوديته الاجتماعية وعلى سياسته الجشعة المرتكزة على الاستغلال البشع للموارد الطبيعية والبشرية، وعلى سعيه لإيجاد مخرج للأزمة على حساب الطبقة العاملة وعموم الأجراء والكادحين.

على المستوى الوطني، أبانت الظروف الحالية على الدور الحيوي للمرفق العمومي في مجال الصحة والتعليم والخدمات، وعلى ضرورة الانكباب الجاد على الاستجابة الحقيقية للمطالب المشروعة للطبقة العاملة وعموم الأجراء، وعلى الاهتمام الفعلي بالكادحين والكادحات بصفة تجسد الطابع التضامني المستدام مع الفئات الشعبية التي تعاني من وباء كورونا وتداعياته.

وفي صميم الأزمة واستغلالا منها لهذه الظرفية، أقدمت الحكومة بطريقة عدائية تجاه الحريات وحقوق الإنسان بصفة عامة على إعداد مشروع قانون تضييقي على حرية التعبير والاختيار )مشروع 20 / 22 (، يروم تجريم مختلف أشكال النضال الشعبي عبر الفضاء الرقمي الافتراضي، زيادة عن فرضها لاقتطاعات من أجور الموظفين ضدا على الطابع التطوعي للمساهمة في “صندوق تدبير جائحة كوفيد 19 .”

أمام هذه الأوضاع المزرية، فإن تيار الأساتذة الباحثين التقدميين في النقابة الوطنية للتعليم العالي :

* يتقدم بأحر التعازي وأصدق المواساة لعائلات ضحايا فيروس كورونا المستجد )كوفيد 19 (، متمنيا الشفاء العاجل والتام لباقي المصابين ولجميع المرضى ومؤكدا على ضرورة التحلي بالحيطة والحذر والالتزام الفعلي بالإجراءات الاحترازية في مواجهة هذا الوباء ؛
* يحيي عاليا الطبقة العاملة في عيدها الأممي معبرا عن تضامنه المطلق مع عموم الأجراء والكادحين، ويدعو الدولة إلى الاهتمام بتحسين أوضاعهم المادية والمعنوية والاستجابة الفورية لمطالبهم المشروعة والعادلة، وإلى الضغط على أرباب المعامل من أجل التقيد باحترام شروط الوقاية والسلامة خلال تواجد العمال والعاملات بالوحدات الإنتاجية تفاديا لإصابتهم بوباء فيروس كورونا وظهور بؤر وبائية جديدة ؛
* يحيي جميع العاملين والعاملات بقطاع الصحة اللذين يتواجدون في الصفوف الأمامية لمواجهة جائحة كورونا رغم تواضع الإمكانيات المتاحة، ويطالب المسؤولين بالاهتمام بهم وبتحسين أوضاعهم تقديرا لدورهم الحيوي ؛
* يحيي نساء ورجال التعليم بجميع أسلاكه الذين أبانوا عن حسهم العالي بالمسؤولية عبر تسخير طاقاتهم المادية والمعنوية من أجل المواكبة
الرقمية لتلامذتهم وطلبتهم، مع التأكيد على أهمية التكوين الحضوري ؛
* يؤكد من جديد على أهمية البحث العلمي خصوصا في المجال الطبي والأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي بعيدا عن منطق التبعية للدوائر الإمبريالية وفي إطار استكمال معركة التحرر وبناء اقتصاد وطني يرتكز على الذات ؛
* يذكر بتنديده الشديد بالسياسات النيوليبرالية المجحفة الهادفة دائما إلى ضرب المكتسبات الجزئية والهشة للجماهير الشعبية وإلى خوصصة القطاعات العمومية الاستراتيجية كالصحة والتعليم، ويطالب بالقطع النهائي مع السياسات التعليمية اللاشعبية الهادفة إلى تدمير التعليم العمومي وضرب مبدأ تكافؤ الفرص وتكريس الطبقية المؤدية إلى تفشي الأمية والجهل والفقر ؛
* يطالب بسحب مشروع القانون 20 / 22 وبإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي والصحافيين والمدونين وغيرهم من معتقلي الرأي والحركات الاجتماعية ببلادنا وعلى رأسهم معتقلو حراك الريف.
وفي الأخير، فإن تيار الأساتذة الباحثين التقدميين يعبر عن تضامنه المطلق واللامشروط مع كفاح الشعوب التواقة إلى الحرية والاستقلال، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني من أجل بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودة المنفيين.
عن تيار الأساتذة الباحثين التقدميين
في النقابة الوطنية للتعليم العالي
السكرتارية الوطنية