من أجل جبهة عالمية ضد الامبريالية الامريكية ومن أجل السلم وحق الشعوب في الحياة وتقرير مصيرها

من أجل جبهة عالمية ضد الامبريالية الامريكية ومن أجل السلم وحق الشعوب في الحياة وتقرير مصيرها

annahj-1 من أجل جبهة عالمية ضد الامبريالية الامريكية ومن أجل السلم وحق الشعوب في الحياة وتقرير مصيرها

لقد سرعت جائحة كوفيد-19 سير تاريخ البشرية: فقد عرت المستوى الغير مسبوق لتعفن نمط الانتاج الرأسمالي وطرحت، من جديد، ضرورة تجاوزه وبناء نظام اجتماعي والاقتصادي وسياسي أكثر عدلا وأكثر ديمقراطية. هكذا تتأكد نبوءة لينين بأن الامبريالية هي أعلى مراحل الرأسمالية وعصر الثورات الاشتراكية.

فأزمة نمط الانتاج الرأسمالي التي انفجرت، في 2008، ليست أزمة دورية عادية، بل عميقة لن تستطيع الرأسمالية تجاوزها إلا من خلال:

– ضرب التوازنات الطبقية السابقة: تسريح نصف الطبقة العاملة ونشر الهشاشة في نصفها الآخر (عقود عمل محدودة المدة أو لإنجاز مهمة محددة، العمل عن بعد…) وتقليص أجورها، تصعيد الهجوم على الفلاحين الصغار وانتزاع أراضيهم لفائدة الملاكين الكبار والشركات المتعددة الاستيطان، الهجوم على الملاكين الصغار (التجار الصغار وملاكي المطاعم والمقاهي الصغار…) وفرض الهشاشة في الوظيفة العمومية (العمل بالعقدة) وتسريع وتيرة التراجع عن المكتسبات الاجتماعية. هكذا فإن فئات واسعة من البرجوازية الصغرى القروية والحضرية مهددة بالإفلاس. وستكون المرأة العاملة والكادحة والشعبية بشكل عام أكبر ضحية لهذا الهجوم.

وتستغل الرأسمالية الجائحة لتمرير هذه السياسات المدمرة بتبرير أن الضرورة الاقتصادية تفرضها، بينما هي، في الحقيقة، ضرورية لاستمرار التراكم الرأسمالي الذي يهيمن عليه الرأسمال المالي ذي الطبيعة الريعية والمضارباتية. ولفرض هذه السياسات، ستسعى الرأسمالية إلى المزيد من احتواء و/أو تدمير أدوات الدفاع الذاتي للطبقة العاملة وفئات واسعة من الطبقات الوسطى، وخاصة النقابات. وسيكون الوضع أكثر سوءا في دول المحيط الرأسمالي.

– اللجوء إلى تقوية السلطوية ودعم اليمين المتطرف والفاشية الجديدة وانكشاف جوهر الديمقراطية البرجوازية كدكتاتورية ضد الشعب، وخاصة الطبقة العاملة.

– تصعيد نهب الخيرات الطبيعية وتدمير البيئة.

– الرفع الغير مسبوق من وتيرة التسلح والحروب.

هكذا يتبين أن الرأسمالية تقود البشرية نحو البربرية، إن لم يكن الفناء. إنها توفر الشروط الموضوعية لوحدة كل الطبقات الشعبية في كل بلد ووحدة شعوب العالم، بل وحدة البشرية جمعاء ضدها.

لكن توفر الشروط الموضوعية ليس كافيا لكي تصبح هذه الوحدة واقعا ماديا. ومن الأكيد أن توفير الشروط الذاتية لهذه الوحدة يتطلب تطورا جذريا لوعي الشعوب ولن يتحقق بين عشية وضحاها بل يتطلب المرور بمراحل تعبر عن مستوى تطور الوعي الشعبي.

وبما أن الوعي بأن الامبريالية الامريكية تمثل أخطر عدو للشعوب وأكبر خطر يتهدد البشرية بالفناء يتنامى أكثر فأكثر، فلعل أول مرحلة في سيرورة توحيد شعوب العالم ضد الرأسمالية هي بناء جبهة عالمية واسعة ضد الامبريالية الامريكية ومن أجل السلم وحق الشعوب في الحياة وتقرير مصيرها.

إن الطبقة النقيض للرأسمالية والحاملة للمشروع الاشتراكي هي الطبقة العاملة. لذلك، فإن تقدم سيرورة توحيد شعوب العالم ضد الرأسمالية متوقف على قدرة الطبقة العاملة على لعب دور أساسي في قيادة هذه الجبهة. الشيء الذي يتطلب بناء حزبها المستقل عن البرجوازية وقيادتها للجبهات الشعبية. إنها مهام جسيمة مطروحة بإلحاح على جدول أعمال الأممية الماركسية وكل القوى المناهضة للرأسمالية والامبريالية