من وحي الاحداث 377: الدولة المغربية والإذعان لإرادة الرأسمال الأجنبي

من وحي الاحداث 377: الدولة المغربية والإذعان لإرادة الرأسمال الأجنبي
التيتي الحبيب: رئيس التحرير

من وحي الاحداث 377
التيتي الحبيب
الدولة المغربية والإذعان لإرادة الرأسمال الأجنبي

تقوم انظمة الدول التبعية على قاعدة خدمة مصالح الرأسمال الاجنبي. انها انظمة الإذعان لإرادة هذا الرأسمال وهذه هي حالة تعامل و تصرف الدولة المغربية. كل أنظمة التبعية على الصعيد العالمي تخضع مصالحها الخاصة لهذه الإرادة. لكن الجديد هو في ظل الازمة الاقتصادية المتفاقمة ومستجدات جائحة كوفبد 19 أصبح استجلاب الاستثمار الأجنبي يقتضي المزيد من الإذعان والمنافسة الشديدة على من سيربح استقبال الرأسمال الأجنبي المأزوم.
لهذا الغرض أقدمت الدولة المغربية على إجراءات لا تخرج عن سياسة الإذعان هذه ويمكننا سرد أهم الحالات:
* إقرار التوقيت الصيفي تلبية لطلب مباشر للإدارة المركزية لمجموعة رونو نيسان.
* مشروع قانون تجريم الإضراب – المسمى تلطيفا قانون تنظيم الإضراب- وهو المشروع الذي قررت الحكومة عرضه على * البرلمان من اجل فرضه وهي تحاول تشتيت الصف النقابي من اجل تسهيل تمريره .
* قانون 17-51 الهادف للتخلي عن قطاع التعليم وفتحه للاستثمار الأجنبي
* نفس الوضع يتم الترميز له في قطاع الصحة.
* بدأت تتضح معالم المشروع التنموي البديل على الأرض وزادت الخطابات الرسمية الاخيرة وضوحا والتي تريد فتح المجال للتغلغل الرأسمالي الأجنبي تحت مبرر النجاعة والكفاءة.
* تقليص ايام العطل الرسمية بالمغرب وهذا كان مطلبا قديما للمستثمرين الأجانب وعلى ما يبدو إلغاء عيد الشباب يعتبر إشارة لا تخطئها العين.
* تحويل في الامر الواقع سلطة والي بنك المغرب الى سلطة دستورية في انتظار ان تتضمن في متنى النص الدستوري كما قامت به دول رضوخا لتوصيات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
إنها منافسة محمومة من طرف أنظمة التبعية للرضوخ لإرادة الرأسمال الأجنبي وقد تم التمهيد لذلك بالانصياع التام الى إرادة المؤسسات الدولية من بنك دولي وصندوق نقد دولي. ونتيجة هذا الاذعان يعتبر المغرب من بين الدول الغارقة في الديون و التبعية وفقدان السيادة الغذائية والإرادة السياسية امام الدول المانحة او المساعدة على الاستثمار وعلى رأسها فرنسا. لا زال المغرب يراوح نفس مكان التبعية للرأسمال الاجنبي فكما كان في بداية القرن العشرين تفاقمت هذه التبعية ونحن في العشرية الثانية من القرن الواحد وعشرين بينما حققت شعوب وأمم مكتسبات في طريق تحررها من الاستعمار المباشر والغير مباشر.