النهج الديمقراطي: الوباء والتطبيع والظروف المناخية، مظاهر عرّت فشل السياسات المخزنية

النهج الديمقراطي: الوباء والتطبيع والظروف المناخية، مظاهر عرّت فشل السياسات المخزنية

logo-vd-1 النهج الديمقراطي: الوباء والتطبيع والظروف المناخية، مظاهر عرّت فشل السياسات المخزنية
بيــــان


الوباء والتطبيع والظروف المناخية، مظاهر عرّت فشل السياسات المخزنية

في اجتماعها العادي، بتاريخ 10 يناير 2021، وقفت الكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي عند المشاكل التي تتخبط فيها الجماهير الشعبية من جرّاء السياسات اللاشعبية للنظام، المملاة من طرف الدوائر المالية الامبريالية. هذه السياسات التي فضحت جائحة كورونا والأحوال المناخية الأخيرة فشلها الذريع.

فاستمرار انتشار الوباء، واستقالة الدولة جعل الشعب يواجه مصيره أمام قطاع صحّة عمومية متهالك، بسبب حجم التخريب الممنهج الذي تعرّض له، لفائدة الرأسمال المستثمر في مجال المصحات الخصوصية. وكعادته، حاول النظام خلق أجواء من الإنتظارية داخل الشعب، لمدة فاقت ثلاثة أشهر حول وصول اللقاح وإمكانية مواجهة الوباء.

أما الثلوج والتساقطات الأخيرة فقد عرّت، هي الأخرى، عن حجم الفساد الذي ينخر كل مفاصل الدولة، فالعديد من البنيات التحتية من طرق وقناطر وقنوات الصرف، تهاوت بشكل كامل، لتغرق العديد من الأحياء تحت المياه والأوحال، كما انهارت عدة منازل في الدار البيضاء والمحمدية وغيرها؛ وبالنسبة للعالم القروي، لا زالت العديد من الدواوير محاصرة بالثلوج، دون التوفر على التدفئة والمؤونة، في غياب شبه تام للدولة. وقد سقطت أرواح بريئة نتيجة هذه السياسة الفاشلة في المدن، لعدم إيجاد حل للمنازل الآيلة للسقوط، ولعدم توفير شروط السلامة لتنقل التلاميذ في البادية.

ومن جهة ثانية وقفت الكتابة الوطنية على استمرار التضييق المخزني على الحريات بهدف اجتثاث ما تبقى من مكتسبات حققها الشعب المغربي عبر نضالات مريرة، أهمها الإجهاز على المدرسة العمومية وفرض التعاقد على الأستاذات والأساتذة، وجعلهم رهن إشارة لوبيات التعليم الخصوصي.

وعلى مستوى الطبقة العاملة، منح النظام الباطرونا دعما إضافيا، من خلال إطلاق يدها في الإقدام على التسريحات الجماعية للعمال، ومضاعفة استغلالهم بدعوى المرونة، والهدف هو التخلص التدريجي من مدونة الشغل رغم علاّتها.

كما أن حرمان الطبقة العاملة من الرعاية الصحية وتعويضها عن الاصابة بكورونا، جعل العمال المصابين يضطرون للعمل مخافة تعرضهم للطرد. فالطبقة العاملة هي أكبر ضحية للوباء، وقد طبق عليها مناعة القطيع.

إن النهج الديمقراطي يعبر عن تضامنه المبدئي مع:

– العاملات والعمال ضحايا الطرد التعسفي والذين يتم استغلالهم وتشغيلهم في ظروف لا إنسانية وبدون شروط احترازية في ظل انتشار الوباء، ويطالب بوضع حد لاستهتار النظام والباطرونا بحقوق العمال والعاملات.

– الشبان والشابات ضحايا البطالة الناتجة عن سياسات النظام التي تخدم مصالح الرأسمال الكومبرادوري ومصالح الشركات العابرة للقارات على حساب المصالح الحيوية للشعب المغربي، ويطالب بنهج سياسة تحررية تروم بناء اقتصاد وطني متمحور على الذات يعطي الأولوية للتشغيل واستعادة كرامة الشعب.

– الأستاذات والأساتذة المفروض عليهم التعاقد ضد القمع المسلط عليهم، ويطالب بالاستجابة الفورية لمطلبهم الشرعي المتمثل في إدماجهم في الوظيفة العمومية، مع وقف سياسة تدمير المدرسة العمومية.

– ضحايا الفيضانات المطرية والمحاصرين بالثلوج، ويطالب الدولة بتحمل مسؤولياتها في إعادة النظر في تدبير الشؤون المحلية المبنية على الريع والفساد ومحاكمة المتورطين في هذه القضايا، مع توفير الإعانات المادية والمعنوية الضرورية بالسرعة المطلوبة للمواطنات والمواطنين المتضررين.

وبخصوص التطبيع المخزني مع الكيان الصهيوني، يدعو النهج الديمقراطي كافة القوى الديمقراطية والحية لتأطير المقاطعة الشعبية الواسعة لهذا التطبيع، الذي لعب فيه الرئيس الامريكي المنتهية ولايته دورا أساسيا. ولقد وقفت الكتابة الوطنية، أيضا على أحداث اقتحام مبنى الكابتول مقر الكونغرس الأمريكي من طرف أنصار ترامب المنهزم في الانتخابات الاخيرة، الأمر الذي يشير إلى مازق الديمقراطية البورجوازية في معقل ما يعتبر قلعة الديمقراطية. إن الرأسمالية في أزمتها البنيوية تقود البشرية الى الدمار لما يتولى اليمين الفاشي قيادتها.

ان النهج الديمقراطي يندد بتحريك ملفات مشاريع قوانين تراجعية مثل قانون النقابات في عز انتشار الوباء والحصار المضروب على كل الحركات الاحتجاجية بذريعة الحجر الصحي.

وفي الأخير يهنئ النهج الديمقراطي الشعب المغربي برأس السنة الأمازيغية 2971 ويطالب بجعلها عيدا وطنيا ويوم عطلة. كما يطالب بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين القابعين وراء القضبان وعلى رأسهم قادة حراك الريف.