النهج الديمقراطي: لا للإجهاز على صندوق المقاصة

النهج الديمقراطي: لا للإجهاز على صندوق المقاصة

بيان الكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي


لا للإجهاز على صندوق المقاصة بدعوى تمويل برنامج الحماية الاجتماعية

عقدت الكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي اجتماعها يوم 29 يوليوز 2021، تدارست خلاله مستجدات الاوضاع الدولية والاقليمية والوطنية والتنظيمية، وقررت تبليغ الرأي العام المواقف التالية:

– استياءها لاستمرار معاناة الطبقة العاملة وعموم الكادحين من السياسات التي يتبعها المخزن وتحميلهم تبعات الأزمة الناجمة عن جائحة كوفيد-19. بالمقابل، تحيي الكتابة الوطنية عاليا النضالات لتي تخوضها الطبقة العاملة دفاعا عن مصالحها ومن بينها نضالات عمال وعاملات النظافة بكل من الدار البيضاء والقنيطرة وسلا، وكذا النضالات التي نظمتها الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي/إم ش يوم 28 يوليوز الجاري تحت شعار “موحدون/ات ومتضامنون/ات في المطالبة بتنفيذ الالتزامات وتحقيق مطالبنا العادلة”.

– شجبها لتوجه المخزن نحو تصفية صندوق المقاصة بذريعة تمويل برنامج الحماية الاجتماعية وإلى رفع الدعم التدريجي عن بعض المواد الأساسية كالسكر والدقيق وغاز البوتان كما جاء في مشروع قانون المالية لسنة 2022 قصد تمويل الحماية الاجتماعية، انصياعا لتوجيهات المؤسسات المالية الدولية، وهو ما سيزيد من تدهور وضعية الطبقات الشعبية التي تعاني منذ عقود من الغلاء والبطالة والهشاشة في العمل وغياب أو ضعف الخدمات الاجتماعية، في مقابل تجميد عملي للأجور. وتؤكد الكتابة الوطنية على رفضها تمويل برنامج الحماية الاجتماعية عبر تصفية صندوق المقاصة بدل اللجوء لسن ضرائب على الشركات الكبرى وكبار الأغنياء.

– تسجيلها لتدهور الوضعية الصحية جراء الارتفاع المتسارع لعدد الحالات التي يسجلها المغرب للمصابين بفيروس كورونا والذي تجاوز حاجز 9000 حالة يوميا، مما أدى إلى اكتظاظ العديد من المراكز الصحية ووصولها إلى حالة حرجة، في ظل الضعف الكبير الذي يعاني منه القطاع الصحي العمومي واكتفاء القطاع الخاص بالبحث عن الربح وتحويل الخدمات الصحية إلى سلعة. وفي الوقت ذاته، تدعو الكتابة الوطنية عموم المواطنين/ات إلى المزيد من الالتزام بالتدابير الوقائية حفاظا على سلامتهم وحياتهم.

– تفاقم أزمة العطش في العديد من المدن كإيموزار كندر والسهول وصفرو ووزان ومعاناة ساكنتها من العطش، نتيجة لسيطرة العديد من الشركات الاحتكارية على الموارد المائية والاستغلال المفرط للفرشة المائية من قبل كبار الملاك الزراعيين، مما حذا بالعديد من المواطنين/ات إلى تنظيم وقفات احتجاجية للمطالبة بحقهم المشروع في الماء، قوبلت كما العادة بترهيب كبير من خلال انزالات أمنية كثيفة.

– تؤكد الكتابة الوطنية على مقاطعة المواطنين/ات للانتخابات المخزنية المقبلة، وهو الموقف الذي تجسده الجماهير في كل مناسبة انتخابية تعبيرا منها عن سخطها وعدم ثقتها في المسار الانتخابي برمته، باعتباره مجرد فولكلور لتجميل وجه المخزن القبيح واستمرار ذوي المصالح في استغلال كراسيهم باسم الجماهير للمزيد من قهرها واستغلالها.

– إدانتها للأحكام الجائرة والقاسية التي صدرت في حق كل من الصحفيين سليمان الريسوني وعمر الراضي، وكذا المناضل نور الدين العواج، والذي يندرج في إطار الهجمة البوليسية والتغول المخزني الذي أصبح اليوم يبين بوضوح تحول المغرب إلى دولة بوليسية، الشيء الذي يفند كل محاولاتها لتلميع صورتها على المستويين المحلي والدولي.

– تؤكد على خطورة التحقيق الذي قامت به 17 مؤسسة إعلامية دولية، بتنسيق من منظمة “فوربيدن ستوريز” ومنظمة العفو الدولية، والذي تشير من خلاله إلى تورط المخزن في التجسس على أكثر من 10.000 مواطن/ة مغربي/ة وأجنبي من بينهم صحفيين ونشطاء من خلال برنامج “بيغاسوس” الذي طورته شركة “إن إس أو” الصهيونية. وتأتي هذه الاتهامات في سياق نزوع المخزن إلى تخويف المواطنين/ات ومحاولة إلصاق التهم بالمناضلين/ات. كما تدين كل محاولات التجسس على كافة المناضلين السياسيين والنقابيين والحقوقيين ونشطاء المجتمع المدني.

– إدانتها لاستمرار مسلسل التطبيع والذي كانت آخر مظاهره استقبال رحلات مباشرة تربط مراكش بالكيان الصهيوني والبهرجة المذلة التي صاحبتها في استقبال “السياح” الصهاينة. وتثمن الكتابة الوطنية بهذه المناسبة المبادرات النوعية للجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع وحملتها الناجحة ضد الغزو السياحي الصهيوني.

– في تونس تسجل الكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي ان السيرورة الثورية دخلت مرحلة جديدة تتمثل في انفجار التناقضات الداخلية للمنظومة الحاكمة مما حذا بالقطب المتمثل في الرئيس قيس سعيد بالانقلاب على الدستور وبمحاولة تهميش باقي الاطراف السياسية المعبرة عن مصالح الكتلة الطبقية السائدة. إن هذه الصراعات تهدد مصالح الشعب وتهدف الى اجهاض السيرورة الثورية ولذلك تؤكد الكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي على ان الحل السديد للازمة التي يعاني منها الشعب التونسي يكمن في إرساء سلطة شعبية حقيقية واستكمال مهام الثورة بالقضاء على المنظومة برمتها وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية والشعبية بتونس الشقيقة.

الرباط في: 29 يوليوز 2021