أفريقيا منطقة ساخنة في إطار الحرب الباردة

أفريقيا منطقة ساخنة في إطار الحرب الباردة
التيتي الحبيب: رئيس التحرير

titi-e1593062000449-800x496 أفريقيا منطقة ساخنة في إطار الحرب الباردة


أفريقيا منطقة ساخنة في إطار الحرب الباردة

انتقل ثقل تواجد الميليشيات الإرهابية من العراق وسوريا وحتى ليبيا إلى البلدان المتاخمة للصحراء الكبرى في افريقيا. جاء هذا الانتقال كإعادة الانتشار لهذه الميليشيات نتيجة التوازنات السياسية بين الدول الامبريالية وصراعها على مناطق النفوذ في منطقة العراق ايران وفي سوريا لبنان الاردن ثم في شمال افريقيا وقبل كل هذا افغانستان.
استعملت هذه الميليشيات ككتائب مكلفة بإشعال الحروب وخلق مناطق عدم استقرار ومنازعة سلطة الدول وخلق الهشاشة والاطاحة بالانظمة او دفعها للارتماء في تحالفات جديدة وشراء السلم بالمزيد من التبعية والتسلح. تعتبر افريقيا اكبر مجال لتجميع ميليشيات كل التيارات الارهابية من القاعدة الى داعش ومشتقاتها. وجود هذه الكتائب في افريقيا أعطى المبرر الألف لفرنسا لإنشاء جيوش التدخل تحت مسميات عدة مثل باهكان… وبمباركة الناتو والمؤسسات الامبريالية الأخرى، بل جاءت قوات امريكية غيرها لتقيم معسكرات على حدود دول مثل النيجر ومالي وتشاد… استغلت فرنسا هذا التواجد لتحرض عملاءها على تنظيم الانقلابات العسكرية بما يشيع عدم الاستقرار ودفع الطبقات السائدة في هذه البلدان إلى المزيد من الارتماء في التبعية والجري وراء الحماية العسكرية للدولة الفرنسية. لكن على ما يبدو قد ينقلب السحر على الساحر وذلك ما بدأت مؤشراته تظهر بعد تأسيس ميليشيات شبه عسكرية تابعة لروسيا – فاغنر – تبيع خدمات محاربة الإرهابيين لبعض دول الساحل مثل مالي.

أصبحت أفريقيا ساحة تصعيد التناقضات وإشعال فتيل الحرب الباردة بين الدول الامبريالية. إفريقيا مستهدفة من طرف عقبان الامبريالية من اجل الاستحواذ على اكبر حصة من الثروات المعدنية والزراعية والحيوانية ومن اجل تصدير الأسلحة لإنعاش الصناعات الحربية في الدول الامبريالية وتخفيف آثار الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها اقتصادياتها. هناك أيضا صراع محموم بين الامبرياليات الغربية والصين التي تهدف إلى اكتساح إفريقيا كسوق تفرغ فيها سلعها المادية والخدماتية. ومن اجل معرفة الأهمية التي توليها الصين لتدخلها في أفريقيا فإنها بنت أول قاعدة عسكرية لها خارج الصين في جيبوتي عام 2017.

إنها أولى البوادر التي تكشف مستوى تطور الرأسمالية الصينية وانتقالها إلى التوسع العسكري في إعادة اقتسام النفوذ عبر العالم وتلك قصة أخرى.

في إطار هذا الصراع المحموم على النفوذ في أفريقيا، نتابع تحركات النظام المغربي باعتباره دركي الامبريالية الفرنسية في المنطقة وتعاونه مع الامبريالية الأمريكية قصد تقديم ما يطلب منه من خدمات استعمار البلدان وإذلال شعوبها.