ما هي رسالة حراك فيكيك؟

من وحي الأحداث جريدة النهج الديمقراطي العدد 545

ما هي رسالة حراك فيكيك؟

انطلق نقاش داخل مكونات المجالس المحلية حول ملف الماء الشروب والكهربة بتزامن مع سياسة الدولة الرامية إلى خصخصة خدمات توزيع الماء والكهرباء ومعها التطهير السائل والإنارة العمومية. لقد فوتت الدولة هذا القطاع في إطار خطة إنشاء 12 شركة جهوية في إطار قانون 21/83. وغني عن القول أن هذه الخطوة تفتح المجال إلى الرأسمال المفترس للاستحواذ على هذا المرفق العمومي الهام بما يعني إطلاق اليد في فرض تسعيرات غالية جدا، ونهب ما تبقى من القدرة الشرائية لجميع فئات الجماهير الشعبية. هذه هي الخلفية السياسة للنقاش المتواصل في فيكيك وهو ما دفع بعض مكونات الرأي العام الفيكيكي لينظم المسيرات المحلية والجهوية وظهور تنسيقيات أو تنظيمات جمعوية التي أقدمت على خطوات إعلامية وأنشطة تواصلية لتشرح وجهة نظرها في هذا الملف الذي يهم الشأن العام في فيكيك ونواحيها.

بهذا المعنى يكون لحراك فيكيك خاصيته المستجدة. ولأن الملف يهم قضية خصخصة توزيع الماء والتدخل السافر في تدبير هذه الثروة من طرف الرأسمال المفترس؛ فإن حراك فيكيك يعتبر مقدمة لحراكات شعبية لن تتأخر على الدخول في موضوع إنشاء الشركات الجهوية المختصة والمحتكرة لتوزيع الماء والكهرباء وفرض تسعيراتها الناهبة لجيوب المواطنات والمواطنين. إن حراك فيكيك هو بداية النقاش الشعبي لملف الماء والتزود به في المدن والبوادي والدفاع عن القدرة الشرائية، ومن اجل التصدي لأسباب الغلاء.

إن حراك فيكيك هو رجع الصدى الذي تطلقه السياسات الرجعية للدولة المركزية، والتي لا تهتم بالمغرب المهمش. إن حراك فيكيك هو الرد القوي على ما تخطط له الدولة، التي لا يهمها إلا فتح المجال لاغتناء فئات البرجوازية الطفيلية أو تلك التي تشتغل كسمسار أو وكيل عند الشركات المتعددة الجنسيات المختصة في توزيع الماء والكهرباء والتدبير المفوض. إن سياسة خلق هذه الشركات الجهوية هو المزيد من فتح المجال أمام الشركات الامبريالية فعوض انحصارها في بعض المراكز كالدار البيضاء والرباط وطنجة وتطوان، فهاهي توسع له المجال ليعم باقي جهات المغرب. فكيك تحاور هذه السياسة، فكيك تتلمس الطريق لوقف هذا الاعتداء على جيوب الكادحين، فكيك تحاول صياغة السؤال، وقد تساعدها حراكات أخرى في طرح الصيغة الواضحة لمواجهة الاستحواذ على ثروات البلاد وفي مقدمتها الماء.