كلمة الأستاذة نهلة موهاج كريمة الشهيد موهاج علال، باسم أبناء شهداء تازمامارت خلال وقفة الحقيقة المتزامنة مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان

كلمة الأستاذة نهلة موهاج كريمة الشهيد موهاج علال، باسم أبناء شهداء تازمامارت خلال وقفة الحقيقة المتزامنة مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان
كلمة الأستاذة نهلة موهاج كريمة الشهيد موهاج علال، باسم أبناء شهداء تازمامارت (جمعية ضحايا تازمامارت) خلال وقفة الحقيقة 7-12-2025




أيها الحضور الكريم،
تحية عالية لجميع الهيئات الحقوقية الحاضرة معنا
المجتمع المدني الحاضر بعين المكان،
ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بالمغرب وعائلاتهم،
أيها الرفيقات والرفاق،

نقف اليوم، باسم جمعية ضحايا معتقل تازمامارت وأصدقاؤهم، بساحة الحقيقة، كما اعتدنا على ذلك كل شهرين، والتي تتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان لنرفع صوتاً واحداً يقول:

إن الحقيقة والعدالة وجبر الضرر ليست شعارات، بل حقوق أساسية لا تنازل عنها، ولا مصالحة بدونها.

نقف اليوم وفاءً لذكرى الذين دُفنوا في عتمة الزنازين، الذين رحلوا بلا أسماء، بلا قبور، وبلا فرصة لوداع عائلاتهم.

نقف من أجل الذين صمدوا وخرجوا من جحيم تازمامارت المعتقل السري الرهيب، حاملين ذاكرة الألم، بدون تقاعد يحفظ كرامتهم ومن أجل عائلات ما زالت -رغم مرور السنين- تنتظر جواباً واحداً:

أين الحقيقة؟ أين قبور الشهداء؟ نريد مسائلة الجلادين ولا للإفلات من العقاب، ولماذا يستمر الصمت الرسمي وتجاهل مطالبنا الآنية والملحة؟

إننا نؤكد اليوم أن العدالة الانتقالية لا يمكن أن تكون كاملة دون ثلاثة أسس مترابطة وأركان أساسية:

أولاً: كشف الحقيقة كاملة

حقيقة مصير كل من استشهد في تازمامارت، حقيقة أماكن الدفن، وأسماء الشهداء ومراسيم دفن تحفظ الكرامة وتليق بهم، حقيقة المسؤوليات.
الحقيقة الكاملة شرط أساسي لطي هذا الجرح الغائر.

ثانياً: حماية الذاكرة وعدم طمس موقع المعتقل السري الرهيب تازمامارت آكل البشر، وتبديد معالم الجريمة بذريعة خلق فضاء للذاكرة، الذي لم ير النور لحد الساعة، فمعتقل الخزي والعار تازمامارت، ليس مكان فقط بل ذاكرة وطنية، جزء من تاريخ المغرب. هدمه أو تشويهه هو جريمة ثانية في حق الضحايا وفي حق المغاربة جميعاً.

ثالثاً: جبر الضرر المادي والمعنوي

جبر الضرر ليس تعويضاً مالياً فقط، بل هو:

•  اعتراف رسمي وواضح بالجريمة.
•  إنصاف عائلات الشهداء وتعويضها بما يتناسب مع حجم الفاجعة.
•  دعم الأرامل والأبناء الذين عاشوا حياة كاملة في الألم والإقصاء.
•  رد الاعتبار للناجين والاعتراف بمعاناتهم.
•  حفظ الذاكرة وضمان عدم التكرار.

بدون جبر الضرر، تبقى الجراح مفتوحة…
وبدون الحقيقة، تبقى المصالحة ناقصة…
وبدون حماية الذاكرة، تبقى البلاد مهددة بتكرار المآسي.

إن وقفتنا اليوم ليست مجرد احتجاج، بل هي رسالة واضحة:
لن ننسى… لن نصمت… ولن نتراجع مهما طال الزمن.

سنظل مطالبين بالحقيقة، بالعدالة، وبجبر الضرر الشامل، حتى يأخذ كل حق مساره، وتستعيد الذاكرة حرمتها، وتستعيد العائلات كرامتها.

سنواصل مع كل الشرفاء الدفاع عن الحقيقة والمطالبة بالأرشيف، وحماية ذاكرة المعتقل السري تازمامارت، حتى لا تتكرر المأساة وحتى يجد كل شهيد قبره، وكل عائلة جواب، وكل مجتمع ذاكرته.

شكراً لكم على حضوركم، وعلى وفائكم للضحايا، وعلى التزامكم بأن الكرامة حق… والحقيقة واجب… والعدالة قدر لا بد أن يتحقق شكرا لكل من يؤمن ان الحقيقة بداية العدالة وأن العدالة أساس الكرامة.

وشكرا لكم.