كلمة الميدان: الاعتصامات بؤر ثورية
كلمة الميدان:
الاعتصامات بؤر ثورية
لشعبنا وقواه الوطنية والديمقراطية تجارب كثيرة في تنظيم الاعتصامات كخطوة متقدمة من النضال للوصول إلى أهداف ومطالب وتطلعات جماهير شعبنا العادلة.. ويعتبر اعتصام القيادة العامة أحد أبرز تلك التجارب.
ومع تصاعد نضال جماهير شعبنا وتوحيد قواها ومشاركتها الجسورة والاستمرار في مواجهة آلة بطش النظام العسكري، تقترب الجماهير وتنظيماتها رويدًا رويدا من الحاق الهزيمة وإسقاط نظام الطغمة العسكرية.. هذا النضال العنيد يتم عبر أدوات مجربة من مواكب هادرة ووقفات احتجاجية ومنابر مخاطبة وتقديم عرائض.. وبالطبع استعمال سلاح الاعتصام.
إن المشاركة الواسعة الجماهيرية في الاعتصامات الحالية التي انتظمت في العاصمة والأقاليم بدعوة من العديد من القوى السياسية والمنظمات، حيث تلعب لجان المقاومة دورًا محوريًا في ذلك.. تستدعي الوقوف أمام هذا العمل النضالي وبلورته باتجاه خدمة أهداف الحراك الجماهيري في إسقاط حكم الطغمة العسكرية وحلفائها في الداخل والخارج وإقامة الحكم المدني الديمقراطي.
التجربة الآنية يجب أن تستفيد من ايجابيات التجارب السابقة وأن تعالج السلبيات التي صاحبت اعتصام القيادة العامة. بحيث أن ترتبط الاعتصامات ليس فقط بتطوير وإثراء الخط السياسي بل أن تتحول إلى بؤرة ثورية تفجر طاقات الكنداكات والشفاتة في المجالات السياسية والثقافية وتربية الكادر المصادم والقائد مستقبلًا.
في هذا الإطار تحتل إقامة العلاقات والتفاهمات والتعاون مع سكان الاحياء المتاخمة للاعتصام أهمية كبرى، حيث يجب على المعتصمين تقديم الخدمات للسكان في شكل تحسين الخدمات العلاجية وحفر وتنظيف الخيران والخريف على الأبواب.. كما أن من المهم الاستماع إلى آراء السكان ومناقشة مقترحاتهم وكسبهم لجانب الثورة.
ومن الجانب الآخر من المتوقع أن تعمل اللجان الميدانية المنتخبة من قبل المعتصمين على تقديم برامج يومية تبدأ من الصباح الباكر بالنشيد الوطني والتمارين البدنية وتحديد عناوين للمخاطبات السياسية حول القضايا السياسية الاكثر إلحاحًا، وهنا لا بد من التذكير أن الحوار والاتفاق حول قيام المركز الموحد والتحضير وتنفيذ الإضراب السياسي العام والعصيان المدني الشامل هي قضايا جديرة بطرحها والاتفاق حول تنفيذها.
ما نرمي إليه أن تكون الاعتصامات مصدرًا حيًا لتدعيم استمرار النضال وألا تتحول إلى مناسبة اجتماعية، بل تكون حلقة مهمة من حلقات الحراك الجماهيري العالي، وتمثل دفعة قوية لانتصار الثورة واستكمال مهام الفترة الانتقالية.
