قضيتا الصحراء وفلسطين جزء من أزمة النظام التي تختمر يوما بعد يوم.
معاد الجحري
قضيتا الصحراء وفلسطين جزء من أزمة النظام التي تختمر يوما بعد يوم.
1. تواصل الدعاية الرسمية وأبواقها تقديم التحركات الدبلوماسية للمغرب على أنها حققت إنجازا ديبلوماسيا غير مسبوق بدليل عدد الدول التي تم إقناعها بإحداث تمثيليات رسمية لها بالصحراء. هذا الحراك الديبلوماسي المزعوم، يرافقه افتعال صراعات دنكشوطية مع بلدان تعد من القوى العظمى مثل فرنسا وإسبانيا وألمانيا، ناهيك عن بلدان الجوار مثل تونس وأخرى مؤثرة قاريا ودوليا مثل جنوب أفريقيا…
2. وصل مجموع القنصليات التي جرى افتتاحها لحد الان الى 27 دولة.
* 12 تمثيلية في العيون وهي:
– الأردن: 4 مارس 2021
– جزر القمر: 18 دجنبر 2019.
– الإمارات العربية المتحدة: 4 نوفمبر 2020.
– البحرين: 14 دجنبر 2020.
– بوروندي: 28 فبراير 2020.
– زامبيا: 27 أكتوبر 2020 .
– كوت ديفوار: 18 فبراير 2021.
– الغابون: 17 يناير 2020.
– ساو تومي وبرنسبي: 24 يناير 2020.
– إفريقيا الوسطى: 23 يناير 2021
– إيسواتيني: 27 أكتوبر 2020.
– ملاوي: 30 يوليوز 2021. * 15 تمثيلية بمدينة الداخلة وهي:
– الكونغو الديمقراطية: 19 دجنبر 2020.
– غامبيا: 7 يناير 2020.
– غينيا : 17 يناير 2020.
– جيبوتي: 2 مارس 2020.
– ليبيريا: 12 مارس 2020.
– بوركينا فاسو: 23 أكتوبر 2020.
– غينيا بيساو: 23 أكتوبر 2020
– غينيا الاستوائية: 23 أكتوبر 2020.
– هايتي: 14 ديسمبر 2020.
الراس الأخضر: 30 غشت 2022.
التوغو: 21 يوليوز 2022
– السنغال: 5 أبريل 2021.
– سيراليون: 27 غشت 2021
– سورينام: 26 ماي 2022.
– منظمة دول شرق البحر الكاريبي: 31 مارس 2022.
3. كما نرى فإن الدول المعنية لا إمكانيات لها للتأثير في المنتظم الدولي لمصلحة النظام المغربي. ولكن ما هي الكلفة المالية لهذا المجهود مع العلم ان هذه البلدان لا تتوفر حقيقة على جالية ذات وزن يذكر في الصحراء لكي تبرر موضوعيا خلق قنصليات هناك قصد تقديم خدمات لها. غالب الظن انه تم إرشاء النخب وتقديم أتوات لها قصد التوسط لانجاح هذه الخطوات. ويمكن الملاحظة من التواريخ المشار إليها أعلاه، أن أغلبية القنصليات أحدثت بعد اعتراف دونالد ترامب بسيادة المغرب على الصحراء واعلان التطبيع الرسمي مع الكيان الصهيوني.
4. لماذا لم تفتح “إسرائيل” قنصلية لها على غرار البلدان المذكورة، وهي حبيبتنا وصاحبة الفضل علينا كما يقول مظفر النواب، على الله وعليها نعول لتحقيق النصر المبين في هذه القضية التي عمرت طويلا؟
الحقيقة المخفية او التي لا ينتبه لها الجميع هي أن اتفاق التطبيع بين المغرب والكيان الصهيوني الموقع من طرف سعد الدين العثماني لا يتضمن أي إشارة لقضية الصحراء.
وقد سبق لممثل الكيان الصهيوني في الرباط، دفيد غوفرين، أن أوضح في أكتوبر 2021 لوكالة الانباء “إيفي” أن “إسرائيل” “تدعم، من حيث المبدأ، المفاوضات المباشرة بين جميع الأطراف المعنية” و “ملتزمة بدور الأمم المتحدة في حل الصراع في الصحراء” وأنها “راضية عن موقفها الداعم للأمم المتحدة لحل الصراع الصحراوي”.
صحيح أن وزيرة الداخلية للكيان الصهيوني، أييليت شاكيد، صرحت عند زيارتها للرباط، يوم 21 يونيو 2022، أن بلادها “تؤكد دعمها لسيادة المغرب على الصحراء”. لكني اعتقد أن هذا يدخل في الغالب في باب المنافسة الانتخابية بين القوى الصهيونية لا أكثر. وعلى أي حال، لا نجد أثرا سياسيا ملموسا لهذا الدعم المزعوم.
5. ولماذا لم تفتح الولايات المتحدة الأمريكية قنصلية لها في الصحراء وقد اعترفت على لسان رئيسها السابق دونالد ترامب بسيادة المغرب على هذه المنطقة؟
الحقيقة أن الحزب الديمقراطي وعلى رأسه جو بايدن، لم يلغي هذا القرار، لكنه لا يفعله.
فالكونغرس الأمريكي حيث الاغلبية للحزب الديمقراطي وقف ضد اتفاقيات بيع نوع من الأسلحة للمغرب، وهدد مسؤولون بنقل مناورات الأسد الافريقي من المغرب الى بلد آخر بسب عدم حل قضية الصحراء وتحدثت نائبة وزارة الخارجية صراحة عن دور الأمم المتحدة في البحث عن حل عادل بين جميع الأطراف وهذا رغم القول بأن مقترح المغرب بشأن الحكم الذاتي هو مقترح جاد وذو مصداقية.
6. لماذا لم تفتح اي دولة أوروبية قنصلية لها في الصحراء؟
الجواب يكمن في حقيقة مواقف هذه البلدان كما كثفها مؤخرا جوزيب بوريل ممثل السياسة الخارجية والدفاع في الاتحاد الأوروبي الذي صرح أن “دول الاتحاد الأوروبي ومن ضمنها إسبانيا لم تغير من موقفها من قضية الصحراء وهو المتمثل في دعم إجراء استفتاء تقرير المصير كحل للنزاع”. هذا هو الأساس، أما تأييد مقترح الحكم الذاتي فيبقى تأييد لمقترح حل من بين الحلول المطروحة على طاولة المفاوضات وتحت إشراف الأمم المتحدة لتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره. وتقرير المصير هو طبعا حمال أوجه وقد يحتمل الانفصال كما يحتمل الاتصال.
7. في الختام فإن النظام المغربي يحشر نفسه في الزاوية ويعمق من عزلته برهن علاقاته الدولية بالموقف من قضية الصحراء. ويزيد الطين بلة رهانه الخاسر، فضلا عن كونه مذل وخياني ومرفوض شعبيا، على العدو الصهيوني وبمواصلته الكذب والمراوغة والعنترية الخاوية يخسر يوميا أمام شعبنا الكادح.
لا اتفق مع لهاث القوى الديمقراطية وراءه والسير في متاهاته والغرق في تناقضاته الصارخة، فهي بذلك تخسر نفسها.
قضيتا الصحراء وفلسطين جزء من أزمة النظام التي تختمر يوما بعد يوم.
31 غشت 2021.