من أجل إنصاف متضرري زلزال الحوز ومساءلة المتورطين في انتهاك حقوقهم

من أجل إنصاف متضرري زلزال الحوز ومساءلة المتورطين في انتهاك حقوقهم




أصدرت الكتابة التنفيذية للائتلاف المغربي لهيآت حقوق الإنسان، اليوم 05 فبراير 2025، بيانا بشأن إنصاف متضرري زلزال الحوز ومساءلة المتورطين في انتهاك حقوقهم، وصلتنا نسخة منه وجاء فيه:

يتابع الائتلاف المغربي لهيآت حقوق الإنسان بقلق بالغ التطورات المتعلقة بوضعية متضرري زلزال الحوز بإقليم تارودانت، حيث لا يزال عدد كبير من المواطنات والمواطنين يعيشون أوضاعًا إنسانية مأساوية، نتيجة فقدانهم لمساكنهم وانعدام البدائل السكنية اللائقة، في انتهاك واضح للحق في السكن الملائم، كما تكرسه المادة 25 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمادة 11 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وبعد مرور أكثر من سنة على الكارثة، تستمر شكاوى المتضررين ، من وجود خروقات خطيرة شابت عمليات إحصاء الضحايا ودراسة ملفاتهم، حيث تم إقصاء عدد كبير من العائلات، رغم تقديمهم وثائق تثبت الضرر الكلي الذي لحق مساكنهم، وذلك بسبب تقارير أعوان السلطة داخل اللجان المعنية، مما يعد إجحافًا في حق الضحايا، وخرقًا لمبادئ العدالة والشفافية التي ينبغي أن تؤطر عمليات الدعم وإعادة الإعمار. كما أن السلطات الإقليمية تواصل رفضها فتح قنوات تواصل فعالة مع ممثلي المتضررين، بمن فيهم التنسيقية الوطنية لمتضرري زلزال الحوز، رغم مطالباتهم المتكررة بعقد لقاءات مع المسؤولين، وعلى رأسهم عامل الإقليم.

وأمام تفاقم هذه الأوضاع واستمرار المعاناة الإنسانية للساكنة المتضررة، لا سيما مع حلول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة في المناطق الجبلية، فإن الائتلاف المغربي لهيآت حقوق الإنسان، انطلاقًا من التزامه بالدفاع عن الحقوق المشروعة للمواطنين والمواطنات، يعلن للرأي العام الوطني ما يلي:

1- المطالبة بلجنة تحقيق برلمانبة لفتح تحقيق مستقل ونزيه في شبهات الفساد والتمييز التي شابت برنامج إعادة الإعمار، وذلك انسجامًا مع مبدأ عدم الإفلات من العقاب المنصوص عليه في الاتفاقيات الدولية، وحرصًا على ضمان حق المتضررين في الإنصاف والعدالة. كما يؤكد الائتلاف على ضرورة متابعة ومعاقبة كل من ثبت تورطه في أي شكل من أشكال الفساد أو التلاعب بملفات المتضررين، بما يضمن احترام مبدأ المساواة وعدم التمييز في الاستفادة من برامج الدعم.

2- المطالبة بالإفراج الفوري عن الناشط الحقوقي سعيد آيت المهدي، رئيس التنسيقية الوطنية لمتضرري زلزال الحوز، ووقف التضييق على الحراك السلمي للمتضررين،ويدين الائتلاف الحكم الصادر في حقه، والقاضي بحبسه ثلاثة أشهر مع غرامات مالية، معتبرًا أن متابعته تشكل مساسًا صارخًا بالحق في حرية التعبير، والتنظيم والتجمع السلمي، كما تكفله المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. ويدعو الائتلاف إلى إطلاق سراحه فورًا، مع وقف كل أشكال المضايقات والمتابعات القضائية ضد النشطاء المدافعين عن حقوق متضرري الزلزال.

3- دعوة السلطات إلى حوار جاد وشامل مع ممثلي الساكنة المتضررة،ويشدد الائتلاف على ضرورة فتح قنوات حوار حقيقية مع ممثلي المتضررين، بمن فيهم التنسيقية الوطنية لمتضرري زلزال الحوز، والجمعيات الحقوقية المحلية، من أجل ضمان الشفافية والإنصاف في توزيع الدعم وإعادة الإعمار، وتجنب أي قرارات تعسفية أو إقصائية، من شأنها أن تفاقم معاناة الضحايا.

وإذ يؤكد الائتلاف المغربي لهيآت حقوق الإنسان التزامه بالدفاع عن الحقوق المشروعة لمتضرري الزلزال، فإنه يدعو كافة القوى الحية، من هيئات مدنية وحقوقية وإعلامية، إلى دعم مطالب المتضررين المشروعة، والتصدي لكل أشكال الفساد وسوء التدبير التي تحول دون وصول المساعدات إلى مستحقيها.

الكتابة التنفيذية
الرباط، 05 فبراير 2025