ماذا أصاب خاصية تضامن شعوب منطقتنا؟

ماذا أصاب خاصية تضامن شعوب منطقتنا؟
التيتي الحبيب: رئيس التحرير

titi-e1593062000449-800x496 ماذا أصاب خاصية تضامن شعوب منطقتنا؟


ماذا أصاب خاصية تضامن شعوب منطقتنا؟

بكل تأكيد أن السيرورات الثورية بمنطقتنا توجد في عنق الزجاجة. الزخم الثوري لشعوبنا تراجع ونحن نعيش فترة جزر واضحة المعالم وليس اقلها هذه الحالة من انكفاء الشعوب على ذاتها وخفوت جذوة التضامن والتآزر المعروفة والتاريخية بين هذه الشعوب. الم تكن موجة انتشار شرارة الثورة وتحولها إلى لهيب انتقل في البداية من تونس إلى القاهرة ثم إلى المنامة وعدن والى دمشق ثم طرابلس والرباط ونواكشوط والجزائر، هي التجسيد لذلك التفاعل والتعاون بين هذه الشعوب لإسقاط الأنظمة الديكتاتورية؟

لم تستطع شعوب منطقتنا إيصال ثوراتها إلى بر الأمان والنجاح، لقد توقفت هذه الثورات في منتصف الطريق أو في الدرج الأول من سلم الثورة. لقد خلخلت كراسي المستبدين أو أطاحت برؤوس النظام وانكفأت عن مواصلة الترقي في مهام الثورة؛ مما مكن الأنظمة المستبدة من استعادة المبادرة، وتوقيف المسلسل الثوري والنكوص به إلى الخلف، بصورة أكثر عدوانية طبقت فيها حزمة من الإجراءات الانتقامية بغرض ان تصل هذه الشعوب إلى أسفل سافلين من الإحباط يجعلها ترفض أي تحرك وتتولى مهمة إبعاد او طرد كل من يحرض على معاودة النضال واسترجاع الآمال.

فالثورة السودانية التي اندلعت في صيغتها الجديدة في دجنبر 2019 وبعد 30 سنة من استبداد دولة الإخوان المسلمين والتي ابتلعت المؤسسة العسكرية وجعلتها حاضنتها وعش تفريخ الاستبداد فان هذه الثورة ولدت يتيمة وفي وقت جد حرج بالنسبة للشعوب الثائرة بمنطقتنا والتي انزوت جانبا تلعق جروحها وتعيش فترة استراحة المحارب في انتظار استجماع قواها وهضم دروس تجربتها واستخلاص الدرس الأساسي الذي أودى إلى الفشل أو التراجع.

ففي هذه الشروط نعيش نوع من الانكفاء الذاتي لشعوبنا على نفسها انكفاء يعتبره المتخاذلون إعلان الهزيمة وانتصار الأنظمة الرجعية ورجوع بطشها وقوتها التي لا تغلب. بينما يعتبره المناضلون الذين تجرؤوا على الثورة والتحريض عليها ليس إلا فترة جزر ستتبعه موجات عاتية من المد وجب الاستعداد القوي والحازم وذلك بتوفير العدة الضرورية لكل انتصار وعلى رأسها أن تصبح الثورة شانا شعبيا بقيادة الطبقات الأكثر عزما وأكثر جرأة على التغيير وفي مقدمتها الطبقة العاملة المسلحة بنظريتها الثورية ومنظمة في هيأة أركانها لخوض الصراع الطبقي بقتالية أكثر من أعدائها الطبقيين وبأسلحة لا يستطيعون معها الصمود لانها في ايدي معه الحق والشرعية التاريخية.