في لقاء عربي دولي نظمته جبهة النضال الشعبي الفلسطيني: د. مجدلاني يؤكد حق شعبنا في مواجهة حرب الإبادة الجماعية
في لقاء عربي دولي واسع النطاق نظمته جبهة النضال الشعبي الفلسطيني:
د. مجدلاني يؤكد حق شعبنا في مواجهة حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية الامريكية ويطالب المجتمع الدولي بتدخل مباشر وعاجل لإجبار الاحتلال على وقف الحرب الهمجية
رام الله : أكد الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، د. أحمد مجدلاني، أن ما يقوم به الاحتلال وآلة الحرب الاسرائيلية من تدمير ممنهج، واستهداف متعمد للمدنيين من الأطفال والنساء، وقصف المباني السكنية، والاعلامية، جعل من قطاع غزة مكاناً غير آمن، يتطلب الضغط على الاحتلال لوقف هذه العدوان الهمجي، فما يحدث هو جريمة حرب مكتملة الأركان وحرب إبادة جماعية وتطهير عرقي تستهدف تهجير شعبنا وفرض سياسة الأمر الواقع الاحتلالية بدعم واسناد وتأييد من الإدارة الأمريكية والتحالف الغربي الامبريالي.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها، اليوم، في اللقاء الدولي الكبير الذي نظمته جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، عبر (الزوم) بمشاركة طيف واسع من قادة وممثلو القوى والأحزاب السياسية الشقيقة والصديقة من البلدان العربية ومن كافة أنحاء العالم، حيث أدار اللقاء عضو المكتب السياسي للجبهة محمـد علوش، بحضور عدد من أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية للجبهة.
وأطلع د. مجدلاني الحضور على الوضع الميداني في قطاع غزة والجهود الحثيثة المبذولة من القيادة الفلسطينية واتصالاتها المكثفة لوقف العدوان الإسرائيلية الغاشم، والمطالبة باضطلاع المجتمع الدولي بمنظماته وهيئاته بشكل فوري وحازم بمسؤولياته لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني ومحاسبة حكومة الاحتلال العنصرية والفاشية، وتوفير الحماية الدولية لأبناء شعبنا، ووقف جرائم القتل والإبادة في كافة الأراضي الفلسطينية.
وقال د. مجدلاني بأن عدوان الاحتلال المدمر والمتواصل ضد شعبنا في قطاع غزة وجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي يستمر بارتكابها بدعم مباشر من الإدارة الأمريكية ورئيسها جوا بادين، والتي كان أشرسها المجزرة التي ارتكبها الاحتلال بحق المستشفى الأهلي العربي المعمداني، حيث قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية المستشفى ما أدى إلى استشهاد مئات الفلسطينيين، غالبيتهم من الأطفال والنساء والمسنين، اضافة للمجازر الوحشية والدموية المستمر التي خلفت مئات الشهداء وآلاف الجرحى وأكثر من مليون نازح، مع كل هذه المشاهد التدميرية والتخريبية التي يقوم بها القصف الاحتلالي عبر الطائرات والصواريخ والقصف الجوي والبري والبحري على المواطنين الآمنين باعتبارهم هدف مباشر للاحتلال الذي يقوم بالانتقام والعقوبات الجماعية وممارسة التطهير العرقي بما يعيد الى الأذهان التاريخ الدموي في لينينجراد.
وندد مجدلاني بالصمت الدولي إزاء ما يجري من عدوان همجي على شعبنا، حيث يسعى الاحتلال وبغطاء أمريكي الى تغيير جوهري على مستوى المنطقة لإدماج إسرائيل عبر التطبيع وما يسمى بالسلام الإقليمي، مؤكداً أن السلام الإقليمي لا يمكن أن يكون بديلاً عن السلام الفلسطيني الذي يضمن حق شعبنا بتقرير مصيره وتحقيق أهدافه الوطنية بالحرية والعودة والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وأضاف مجدلاني أن سياسة الإدارة الأمريكية بقيادة بايدن هي استمرار لسياسة ترامب فيما يتعلق بدمج إسرائيل بالنظام الإقليمي العربي والمتوسطي، وأكد أنها جزء من استراتيجية واشنطن لتبديل أولويات الصراع في المنطقة، بدلاً من أن تكون تل أبيب مهددة للأمن القومي العربي واستبدالها بالخطر الإيراني المزعوم، حتى تصبح إسرائيل جزءًا من النظام الإقليمي العربي والشرق متوسطي وحليفاً في مواجهة إيران.
وطالب د. مجدلاني بتدخل دولي عاجل لإجبار دولة الاحتلال على وقف حربها المدمرة على قطاع غزة وجرائم التطهير العرقي بحق أبناء شعبنا التي تجاوزات كل الاعراف والمواثيق الدولية وأبسط الحقوق حيث يحرم أهلنا في غزة من أبسط الحقوق الانسانية ويمنع عنهم الماء والغذاء والوقود وتقطع عنهم الكهرباء ووسائل الاتصالات لإحكام الحصار والعقوبات الجماعية وتنفيذ الجرائم الإرهابية بعيداً عن الاعلام العالمي، حيث استهدف الاحتلال الصحفيين والإعلاميين والأطباء والطواقم الطبية في محاولة لفرض سيطرة الاحتلال الكاملة واستكمال اعمال الإرهاب بحق شعبنا الأعزل.
واعتبر د. مجدلاني تبني الرئيس الأمريكي لرواية دولة الاحتلال الفاشية حول مجزرة مستشفى المعمداني، رسالة أمريكية واضحة لدولة الاحتلال لارتكاب المزيد من جرائم الابادة الجماعية، حيث تحاول حكومة العدوان إخفاء الحقيقة، وتضليل الرأي العام العالمي، محذراً من إعطاء الضوء الأخضر لدولة الفاشية وعدم محاسبتها على هذه المجزرة التي تعتبر جريمة حرب واضحة الأركان.
وأشار مجدلاني أن بقاء ردود الأفعال الدولية حول العدوان الغاشم على غزة بالبيانات والادانة أمر مؤسف وانهيار لقيم العدالة والديمقراطية، ولكافة القوانين الدولية والإنسانية، مطالباً قادة العالم بضرورة التحرك لإجبار دولة الاحتلال على وقف عدوانها على قطاع غزة، ووقف القصف الإرهابي المتواصل بحق شعبنا، معبراً أي تقصير منهم بتحمل مسؤولياتهم أمام حرب الابادة الجماعية يجعلهم شركاء في الجرائم وفي هذه المجزرة.
وأكد د. مجدلاني رفض شعبنا ورفض القيادة الفلسطينية للسياسات والإجراءات الأمريكية الداعمة لحرب الاحتلال المفتوحة على شعبنا، مؤكداً حق شعبنا بالمقاومة والتصدي للاحتلال باعتباره حقاً كفلته قرارات الشرعية الدولية، حيث توفر الإدارة الامريكية الغطاء السياسي والدعم اللامحدود للاحتلال لارتكاب المزيد من جرائم الحرب بحق شعبنا الأعزل، معبراً عن ادانته للدعم الأوروبي للعدوان المفروض على شعبنا ومحاولة وصم المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، واستهجانه من الموقف الرسمي العربي الذي لم يرتقي لمستوى العدوان وحرب الإبادة التي تنفذها آلة الحرب الإسرائيلية.
وعبر قادة وممثلو الأحزاب الدولية والعربية المشاركة في اللقاء رفضها وادانتها لحرب التصفية والتطهير العرقي والابادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، مؤكدين بأن “إسرائيل” بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، هي عنوان الإرهاب، وليس الشعب الفلسطيني الذي يقاتل من أجل إنهاء هذا الاحتلال، وأن استمرار الاحتلال الإسرائيلي هو مصدر للإرهاب، لا المقاومة الفلسطينية التي من حقها أن تستمر من أجل وضع حد نهائي له.
وأكد المتحدثون في اللقاء أن ما يجري في قطاع غزة الآن هو حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي تقوم بها “إسرائيل”، القوة القائمة بالاحتلال، بدعم أمريكي وغربي غير محدود، وصل إلى حد إرسال الولايات المتحدة الأمريكية بارجة حربية وأطناناً من الأسلحة وملايين الدولارات وقوات تحت مسمى القوات الخاصة، ما يجعلها شريكة في هذه الحرب الإسرائيلية.
وعبروا عن إدانة الأحزاب السياسية العربية والدولية لحرب الإبادة والتطهير العرقي التي تشنها “إسرائيل” على قطاع غزة، مطالبين بوقف فوري لهذه الحرب الإجرامية الإبادية بحق المدنيين العزل، وضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته بإيصال المساعدات الإنسانية والطبية إلى قطاع غزة بشكلٍ عاجل خاصة الدواء والغذاء، والتحرك مع كل الدول الصديقة والمحبة للسلام وذات المصداقية والنزاهة ومع كافة أحزاب العالم للقيام بحراك سياسي ودبلوماسي يساند الحقوق الفلسطينية ويمكن الشعب الفلسطيني من تجسيد حقه في إقامة الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس، وحق عودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها والتعويض، وفقاً للقرار الأممي194، مؤكدين بأن تحقيق ذلك يعد انتصاراً لقيم الحق والحرية والعدل التي نؤمن بها، وهو أمر ملّح يجب العمل لتحقيقه بشكل عاجل لوقف حرب الإبادة والتطهير العرقي.
وأكد قادة الأحزاب العربية والدولية دعمهم الكامل للمقاومة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني الصامد في وجه العدوان، موجهين الدعوة الى الجماهير الشعبية العربية وأحرار العالم بتصعيد النضال ضد المصالح الامبريالية الداعمة للعدو الصهيوني، وممارسة الضغوط على الأنظمة العربية خصوصاً تلك المطبعة مع العدوّ الصهيوني لتحمل مسؤولياتها التاريخية والالتزام بالعمل على استمرار الضغط من أجل وقف العدوان الهمجي على الشعب العربي الفلسطيني ورفع الحصار عن قطاع غزة، وادخال المساعدات الانسانية الى القطاع المنكوب بشكل فوري وخاصة (الغذاء والدواء، واعادة المياه والكهرباء) والاعلان عن رفضها المطلق لتهجير الشعب الفلسطيني في غزة، أو اعادة توطينهم، داعين الدول العربية الرافضة لسياسة التهجير والتوطين بالثبات على موقفها حماية للمصالح الوطنية الفلسطينية والقومية العربية، وعدم الاستجابة لضغوط المنظومة الاستعمارية، والاستمرار في ممارسة الضغوط الشعبية لإلغاء جميع الاتفاقيات مع حكومة الاحتلال، وطرد سفراءها من العواصم العربية التي تقيم علاقات دبلوماسية معها، والغاء الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والأمنية، وانهاء أي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الغاصب، واتخاذ الاجراءات الضرورية للتوجه الى المنظمات الدولية، بما فيها المحكمة الجنائية الدولية وتقديم ملف عربي مشترك حول جرائم الحرب التي ارتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
وخلص اللقاء الى العمل على اصدار بيان سياسي من قبل الأحزاب المشاركة، واستكمال التحركات على كافة المستويات ومواصلة الفعاليات في كافة البلدان العربية وفي عواصم العالم، وتشكيل جبهة شعبية عربية أممية واسعة لمناصرة الشعب الفلسطينية وقضيته العادلة ونضاله الوطني المشروع.
وشارك في اللقاء طيف واسع من الأحزاب السياسية من الجزائر والسودان والمغرب واليمن وموريتانيا وتشاد والسنغال ولبنان والأردن ومصر وسوريا والكويت والعراق والبحرين وليبيا وتونس وتركيا وكردستان وبنجلادش والولايات المتحدة والهند وقبرص واليونان وكينيا ومومباي ومالي والبرازيل وكوبا وفنزويلا وايرلندا وايران ونيجيريا وبنما وهندوراس واسبانيا والبرتغال وغانا والمكسيك وكولومبيا وتشيلي وجنوب افريقيا وباكستان وألبانيا.