بمناسبة 8 مارس، الأسيرات الفلسطينيات: صمود يتحدى الأسر وتحرير يجسد النصر

بيان “مغربيات ضد التطبيع” بالجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع بمناسبة اليوم العالمي لحقوق المرأة 8 مارس 2025
“الأسيرات الفلسطينيات: صمود يتحدى الأسر وتحرير يجسد النصر”
تحيي نساء العالم، وكافة شعوبه، اليوم العالمي لحقوق المرأة ـ 8 مارس ـ هذه السنة في سياق دولي ميزته ما عاشه الشعب الفلسطيني من حرب إبادة شنيعة شنها الكيان الصهيوني المحتل عليه في قطاع غزة، وانتصار المقاومة بعد 15 شهرا من الصمود الأسطوري لعبت فيه النساء دورا خلاقا، خاصة أنهن الأكثر استهدافا من هذه الحرب الطاحنة التي واجهنها بصبر وتباث، رغم التضحيات الجسام التي قدمنها من أرواحهن وأرواح أطفالهن، الذين شكلن بمعيتهم الأغلبية الساحقة من الضحايا، بلغت 70% من الشهداء والشهيدات.
لقد استهدف الاحتلال المرأة الفلسطينية لما لعبته من دور في صمود شعبها، ليس خلال الحرب فحسب، بل في وجه الآلة الصهيونية خلال المائة سنة الماضية كلها. لقد أفشلت النساء مخطط الحركة الصهيونية المبني على مقولة “الكبار سيموتون والصغار سينسون”. إن استهداف النساء لتطويع الشعوب سياسة استعمارية معروفة لكنها لم تفلح في تطويع الشعب الفلسطيني ولا في إضعاف نساءه، رغم فظاعة ما مورس ويمارس عليهن – وخاصة الأسيرات منهن ـ من جرائم حرب فضحتها المحررات في غزة، وفي كل الأرض الفلسطينية، الآن كما في السابق.
إننا في “مغربيات ضد التطبيع”، إذ نخلد اليوم العالمي لحقوق المرأة تحت شعار “الأسيرات الفلسطينيات : صمود يتحدى الأسر وتحرير يجسد النصر “، لا نملك إلا أن ننحني إجلالا وإكبارا لكافة شهيدات الشعب الفلسطيني وشهدائه، ونحيي صمود أسيراته وأسراه، ونهنئ مقاومته الباسلة بانتصارها. كما لا يفوتنا الإشادة بالمساهمة القوية للشعب المغربي ،مع الحضور القوي للنساء، في الحركة التضامنية العالمية المساندة للشعب الفلسطيني، واستمراره دون هوادة في مناهضته للتطبيع بكل الأشكال، من أجل إسقاطه وتجريمه.
وبمناسبة هذا اليوم النضالي النسائي العالمي، الذي يعد رمزا لتضحيات النساء من أجل الكرامة وضد الاستغلال والعنف، فإننا في “مغربيات ضد التطبيع: “
• نعبر عن اعتزازنا الكبير بالمرأة الفلسطينية الصامدة، المكافحة على كل الجبهات وبكل الصفات، والتي حملت السلاح منذ انطلاق الكفاح المسلح للشعب الفلسطيني وشكلت نموذجا للمرأة المناضلة من أجل حرية شعبها وحقه في تقرير مصيره؛
• نسجل تضامننا مع المرأة الفلسطينية التي يستهدفها العدو الصهيوني أيضا كأم تلد وتربي المقاومين وتحمي القضية في وجه كل مخططات التصفية، وكزوجة أسير أو أخته أو بنته تدعمه وتسانده ؛
• نشيد بدور النساء الفلسطينيات في الحرب الديمغرافية التي يشنها الاحتلال الصهيوني، منذ عقود، ضد الشعب الفلسطيني، رغم ما تكلفها من تضحيات في واقع الحصار والحروب المتتالية وجرائم العدو ضد شعبهن التي لا مثيل لبشاعتها؛
• ننحني أمام إصرار النساء على حماية الحياة تحت واقع الدمار والخراب الذي اقترفته الآلة الحربية للعدو في غزة والضفة الغربية، وتشبثها بالأرض ورفض التهجير وبتعليم الأطفال فوق الأنقاض، ودعم خيار المقاومة كيفما كان الثمن؛
• ندين الجرائم المرتكبة ضد الأسيرات والأسرى الذين كانوا عرضة لسياسة انتقامية همجية يمارسها العدو الصهيوني في محاولة لكسر شوكتهم، وإذلال الشعب الفلسطيني عبرهن وعبرهم، ونحيي صمود الحركة الأسيرة في وجه جرائم الحرب هذه؛
• نحمل المنتظم الدولي مسؤولية الانتهاكات الجسيمة، والإبادة الجماعية التي تعرضت لها نساء وأطفال فلسطين في غزة، كما ندين صمته عن جرائم التطهير العرقي ومخططات التهجير ضد الشعب لفلسطيني، وعجزه أمام جرائم التعذيب والتنكيل التي مورست وتمارس من طرف الاحتلال ضد الأسرى والأسيرات؛
• نحيي عاليا الوقوف الشامخ لشعوب العالم في وجه الآلة الإعلامية الصهيوينة، والدور البارز للنساء في ذلك، من خلال فضح الإيديولوجية العنصرية للكيان الصهيوني، وسياسته العدوانية الإجرامية، والإسهام في تحقيق حركة المقاطعة لمكتسبات متعددة.
إننا في “مغربيات ضد التطبيع”، كجزء من الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، إذ نشيد بالأدوار المهمة للجبهة في مساندتها لكفاح الشعب الفلسطيني، التي وضعت الشعب المغربي ضمن الشعوب الأكثر تحركا من أجل فلسطين وضد حرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني على شعبها، فإننا:
o نجدد إدانتنا للدولة المغربية المصرة على استمرار اتفاقات التطبيع المخزية والخطيرة على بلادنا ــ والتي تشكل دعما للعدو في حربه الإبادية ضد الشعب الفلسطيني ــ رغم الرفض العارم والشامل للتطبيع من طرف الشعب المغربي؛
o نستنكر استقبال مجرمي الحرب على أرض بلادنا، آخرهم المجندة التي حضرت بمراكش تحت
صفة وزيرة النقل بالكيان الصهيوني، ونحيي الرد الشعبي الميداني لسكان مراكش ضد حضورها؛
o ندين القمع المخزني المسلط على مناهضي التطبيع، واستمرار اعتقالهم وتعريضهم لمحاكمات جائرة بسبب مواقفهم، ونطالب بإطلاق سراحهم ـ وفي مقدمتهم المناضل الحقوقي رضوان القسطيط المعتقل بطنجة؛
o نعبر عن التضامن مع كل النساء المغربيات في نضالهن ضد القهر الاجتماعي وسياسات التفقير والقمع السياسي، باعتبار نضالهن هو نضال ضد الاستبداد والفساد ببلادنا، وهو واجهة من واجهات النضال ضد التطبيع ومن أجل فلسطين؛
o ندعو النساء المغربيات إلى المزيد من الانخراط الفعال في النضال ضد التطبيع في كل أشكاله ومجالاته، وخاصة منها معركة المقاطعة ا لتي تعد النساء فاعلا أساسيا فيها؛
o نوجه نداءا إلى المنظمات والتكتلات النسائية المغربية المناضلة إلى الانخراط في الحركة المناهضة للتطبيع وتخصي ص قسط من برنامجها التوعوي والتعبوي والنضالي الميداني يوم 8 مارس، للدفاع عن حقوق المرأة الفلسطينية؛
o نؤكد على ضرورة تشكيل جبهة حقوقية نسائية دولية للترافع والدفاع عن حقوق المرأة الفلسطينية، بعد أن تأكد بالملموس أن النساء والأطفال هم المستهدفون الرئيسيون من هذه الحرب القذرة باعتبار المرأة والطفل يشكلان الخطر الاستراتيجي الذي يهدد الكيان الصهيوني في وجوده واستمرار احتلاله لأرض فلسطين.
“مغربيات ضد التطبيع” الرباط في 8 مارس 2025