الشعبية في محافظة غزة تنظم مسيرة بالآلاف رفضاً لمشاريع التصفية ومخطط الضم
رفضاً لمشاريع التصفية ومخطط الضم، واستمراراً لفعالياتها نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في محافظة غزة مساء الخميس مسيرة جماهيرية حاشدة شارك بها الآلاف تقدمهم قيادات وكوادر وأعضاء الجبهة، وممثلي القوى الوطنية والمجتمعية.
وجابت المسيرة شوارع مدينة غزة الرئيسية، وزُينت بالأعلام الفلسطينية ورايات الجبهة، وسط هتافات منددة بالاحتلال وبالمشاريع التصفوية.
وقال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية ومسئول محافظة غزة محمد الغول خلال المسيرة، إنّ ” فلسطين كلها من نهرها إلى بحرها هي هدفنا، ولن نرضى عنها بديلاً مهما زيف المزيفون ومهما حاول العدو الصهيو أمريكي طمس حقوقنا الوطنية، والمعركة من أجل تحرير كل الأرض الفلسطينية ودحر العدو الصهيوني عن أرضنا هو الهدف الأكثر واقعية لشعبنا”.
وشدّد الغول خلال كلمة الجبهة المركزية خلال المسيرة، على أنّ “التصدي لمخطط الضم الاستعماري يُشكّل جزءاً لا يتجزأ من نضالنا المستمر لإسقاط كل مخططات العدو المتواصلة منذ النكبة وحتى الآن، وتهديدات الاحتلال بضم مساحات واسعة من أراضي الضفة خاصة في الأغوار وشمال البحر الميت وضم أراضي المستوطنات سيدخل القضية الفلسطينية في منعطف خطير سيضعنا جميعاً أمام تحديات مصيرية، خاصة مع استمرار حالة الانقسام والتخاذل الرسمي العربي والانشغال الدولي”.
ورأى أنّ “المخططات الأمريكية والصهيونية لم تبدأ بصفقة القرن ولن تنته بمشاريع الضم الاستعمارية، فهي جزء لا يتجزأ من المخطط الاستعماري الصهيوني للاستيلاء على الأرض وطرد شعبنا الفلسطيني وتصفية القضية الفلسطينية”، لافتًا إلى أنّ “مخططات الضم الاستعماري ليست بمعزل عن العقيدة الصهيونية، فالمخطط الصهيوني الجديد سينسف إلى الأبد أية أوهام تم بنائها على عملية التسوية والمفاوضات، وصفقة القرن والضم الاستعماري هي تتويج لاتفاقيات أوسلو، ومن خلالها تم الاختراق الأهم لمشروع التحرر الوطني، وهي بمثابة نكبة متجددة، والآن يحصد شعبنا وقضيته نتائج هذه الخطيئة الكبرى”.
ودعا الغول “كل أبناء شعبنا في الوطن والشتات، وجماهير أمتنا العربية وأحرار العالم للمشاركة الواسعة والفاعلة في الأنشطة والفعاليات الرافضة لمخططات الضم الصهيونية لأراضي الضفة”، مُشيدًا “بكل المنظمات المحلية والعربية والدولية التي أعلنت عن أنشطتها في العديد من البلدان والعواصم والمدن العربية والدولية”.
وقال إنّ “مواجهة مخاطر التصفية تستدعي الدعوة إلى اجتماع قيادي مقرر للبدء بحوار وطني شامل وعاجل، من أجل إجراء مراجعة سياسية شاملة، والاتفاق على استراتيجية وطنية لمواجهة مخططات ومشاريع التصفية، بما يُوحد مكونات شعبنا في الوطن والشتات باعتبارنا شعب واحد وقضية واحدة”، داعيًا “لوضع قرارات المجلسين الوطني والمركزي حيز التطبيق، وخاصة إلغاء اتفاقيات أوسلو والتحلل من التزاماتها السياسية والأمنية والاقتصادية، وسحب الاعتراف بدولة الكيان الصهيوني، والعمل على تغيير المضمون الوظيفي للسلطة”.
وأكَّد الغول على أنّ “المقاومة الشاملة وفي مقدمتها المقاومة المسلحة، وحرب التحرير الشعبية طويلة الأمد تُشكل حجر الأساس والرافعة والركيزة الأساسية في استراتيجية النضال الوطني الموحد، واستنهاض شعبنا في مواجهة مشروع الضم الاستعماري”، مُشددًا على “أهمية وضرورة إطلاق طاقات الجماهير الشعبية والكفاحية لممارسة دورها الكفاحي في كافة ميادين ومحاور الاشتباك مع العدو، وصولاً لانتفاضة شاملة على طريق انهاء الاحتلال وإنجاز الاستقلال الوطني، فالجهود والطاقات الفلسطينية يجب أن توضع في جبهة التناقض الرئيسي مع الاحتلال”.
وخلال حديثه نوّه أيضًا “لضرورة العمل والنضال والضغط من أجل استئناف المصالحة باعتبارها المدخل الحقيقي لتحقيق الوحدة الوطنية، وبناء المؤسسات على أسس وطنية ديمقراطية وفي المقدمة منها منظمة التحرير الفلسطينية”، مردفًا بأنّ “مواجهة التحديات الراهنة تتطلّب بناء سياسة تنموية فلسطينية تعزز صمود شعبنا ومقاومته، وتبني إجراءات على الأرض تستجيب لمصلحة الشرائح الطبقية الفقيرة ولا تزيد من معاناته. فالمطلوب الآن المصارحة والمكاشفة وتوزيع تكاليف الصمود وعدم تصدير الأزمة على الطبقات الشعبية الكادحة”.
كما لفت الغول إلى ضرورة “تعزيز العلاقات بكل القوى والتجمعات الشعبية العربية التي تؤسس لاستعادة وتفعيل البعد القومي المشارك في نضالنا ضد الاحتلال، ومقاومة التطبيع مع الاحتلال، ووقف هرولة العديد من الأنظمة العربية في هذا الاتجاه، وكبح كل محاولاتها للضغط على شعبنا للقبول بكل المشاريع التي تتعاطى مع صفقة القرن، وتوفير مقومات الحماية العربية لشعبنا ومقاومته المشروعة العادلة”.
وشدّد أيضًا على “أهمية الاشتباك السياسي في المحافل الدولية من خلال التوجه إلى الأمم المتحدة ومطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة والمنصفة لشعبنا، وإحالة كل جرائم الاحتلال إلى محكمة الجنايات الدولية، وضرورة تعزيز دور الحركة الشعبية والدولية المساندة لنضال شعبنا في إطار تعزيز عملية المقاطعة وسحب الاستثمارات عن الاحتلال على طريق نزع الشرعية عن كيانه البغيض”.
وفي ختام الفعالية، أشار الغول إلى أنّ “هذه الفعالية هي سلسلة من فعالياتنا وأنشطتنا في الوطن والشتات والتي ستستمر في خدمة الجهود الوطنية لمواجهة المشاريع التصفوية. ونعاهد جماهير شعبنا، بأننا سنواصل تحشيد كل الطاقات الوطنية من أجل وضع مهمة التصدي لصفقة القرن ومشاريع التصفية وخاصة مشروع الضم الاستعماري على أجندة العمل الوطني كمهمة وطنية مركزية، والدفع باتجاه انتفاضة شعبية عارمة ضد الاحتلال وضد كل المشاريع المشبوهة. انتفاضة تقودها جماهير شعبنا ويوفر لها مقومات ومرتكزات سياسية واقتصادية واجتماعية والحفاظ على استمراريتها، على طريق دحر الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس.