التيتي الحبيب: ان تبني التحالفات هذا جيد ولكن…
ان تبني التحالفات هذا جيد ولكن…
كل التجارب بما فيها الثورة السودانية الراهنة تجعلنا نؤكد على ضرورة بناء التحالفات والسعي المبدئي والحثيث اليها وذلك لضرورتها السياسية الحتمية.
ان الانتصار في المعارك يفرض ويحتم بناء مثل هذه التحالفات.
وبما انها تحالفات مع قوى تختلف معنا الى هذا الحد او ذاك فهي تحالفات خاضعة لتناقض المصالح وتفاعلها.ان التحالفات تكتسي اشكالا مختلفة ومتنوعة بتنوع القضايا وبنسبة الاتفاق على خطة او برنامج وبمدى الافق الزمني للاتفاق.
كيف نعقد التحالفات؟ نعقدها بالطريقة التي لا تكبل ايدينا وتجعلنا رهينة للتحالف نفسه. يجب ان تبقى يدنا حرة للحركة مدى استوجبت الظروف ذلك.التحالفات هي جزء من سياساتنا فيها ما هو ضمن التكتيك وفيها ما هو ضمن الاستراتيجية.
لكل تحالف اسبابه، دواعيه، اهدافه.عند عقد تحالف كيف ما كان نوعه، يجب ان يكون محط تقييم وإعادة تقدير. بدون مراقبة اداءنا وأداء الجهة او الجهات التي نعقد معها التحالف سنسقط في الاخطاء وقد تتفاقم تلك الاخطاء ونصبح رهائن لحسابات لم نتوقعها او ندخلها في الاعتبار.
عقد التحالفات يدخل ضمن خطة قيادة حرب الصراع الطبقي. العدو يسعى الى عزلنا ونحن نحشد اعظم قوة لمجابهته. حشد اعظم قوى، يعني عقد التحالفات بمختلف اشكالها وأنواعها. من يتهرب من التحالفات لن يكون إلا واحد من اثنين: الاول، أنه لا يرغب اصلا في خوض المعركة مع العدو، وبالتالي فهو ليس معنيا بميزان القوة وضرورة بناء الكتلة الحرجة؛ والثاني هو من يعتقد بأنه لوحده قادر على هزم العدو وتحقيق النصر بقواه الذاتية، وصاحب هذه الحالة مصاب بالتهور وعاجز عن حساب ميزان القوى الفعلي على ساحة المعركة.
بناء التحالفات يتطلب من الاطراف عقد اتفاقات؛ أي انجاز مساومات وتنازلات. من جهتنا للقيام بالمساومات والتنازلات يلزم التقيد بالشروط والمبادئ الدقيقة التالية:
1- ان تحترم تلك الاتفاقات اهدافنا الاستراتيجية وألا نحيد عنها ولو قيد انملة.
2- ان تبقى ايدينا حرة وطليقة، وألا تصبح الاتفاقات مكبلة وتمنع الحركة المستقلة.
3- اخضاع التحالف للتقييم الصارم والمتابعة الدقيقة، حتى يتم اعادة تقدير الموقف من استمراره بتعميقه او فكه.