تقدم حزب الخضر في الانتخابات البلدية الفرنسية أية آفاق؟
هل لحزب الخضر وتيار البيئيين عموما برنامجا متكاملا لحل المعضلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبيئية للمجتمع الفرنسي؟
صعود تيار البيئيين في العالم راجع للاهتمام الإعلامي العالمي المتزايد بالبيئة والمخاطر التي تهدد الكوكب جديا كمعطى بات لا مناص من خوضه والبحث عن حلول استعجاليه لهذا المشكل الوجودي الذي يتهدد العالم…
هل هناك إجابات عملية عند تيار البيئيين لهذه الإشكالية الوجودية التي لا تقبل التأجيل وكأنها نارا حارقة بين أصابع المجتمع الدولي؟ خصوصا وأن التجاذبات بين ما هو ثقافي واقتصادي وسياسي في عالمنا الحالي سوف لن يحتمل أي إجراءات عملية استعجاليه.
أطرح هذه الأسئلة لاعتقادي أن لاشيء جاهز أمام هذا التيار الذي لن يقف على رجليه من دون تحالفات يسارا، “يسار غير اليسار المأساوي” الذي يتوزع بين شعاراته الإصلاحية وبين إكراهات المؤسسات أو الدولة البرجوازية التي يعمل في ضلها عبر انتخابات تمثيلية لا قرار حقيقي عندها أمام الشركات العابرة للقارات والأبناك المركزية، في الحاجة ليسار آخر بحسم مع الإيديولوجية الليبرالية يجعل أمام نصب أعينه تغيير أسس الدولة البرجوازية الكابحة لأي تغيير حقيقي، هل سيعيد البيئيين نفس التجربة المأساوية داخل الدولة البرجوازية.
إن البرنامج السياسي والاقتصادي والاجتماعي ضمن الدولة البرجوازية لن يخرج عن الثوابت الاقتصادية التي تحددها المؤسسات البرجوازية المنفلتة من أي تحكم عبر الانتخابات وصناديق الاقتراع المفترى عليها ولو تصدرتها أحزاب تتشدق بشعارات يسارية، الأمر شبيه بدولة المخزن عندنا.
في حالة عدم الحسم في طبيعة النظام ستبقى تجربة فاشلة وسوف ترخي بضلالها لعقود طويلة مقبلة تماما كما فعل اليسار الديمقراطي الاجتماعي الذي لم تعد هناك فوارق بينه وبين اليمين عند الجماهير….
تاشفين الأندلسي
يوم 30 يونيو، 2020