كلمة الرفيق عبد الله الحريف في إفتتاح اجتماع تنسيقية القمة الدولية للشعوب
ترجمة الكلمة التي ألقاها الرفيق عبد الله الحريف بالأنجليزية في إفتتاح اجتماع تنسيقية القمة الدولية للشعوب
بالرغم من تعمق أزمة الرأسمالية والعديد من النضالات الطويلة النفس للطبقات العاملة والفلاحين الفقراء وكادحي المدن وأغلبية الطبقات الوسطى، فإن النتائج ضعيفة إن لم تكن غائبة.
في العالم العربي، تبين السيرورات الثورية التي أطلقها ما يسمى ب”الربيع العربي” أن تدخل الطبقة العاملة كان حاسما في رحيل بن علي ومبارك والبشير وبوتفليقة. لكن غياب أو ضعف حزب الطبقة العاملة والتحالف العمالي-الفلاحي مكنا البرجوازية من إجهاض الثورة في مصر ووضع عراقيل أمام تجدرها في تونس، بينما تضعا تحديات جمة أمام تطورها في السودان وتونس.
إن تجربة الثورات المنتصرة( روسيا والصين والفيتنام…) تظهر الدور الأساسي الذي لعبه حزب الطبقة العاملة وقيادته للجبهات الشعبية، وخاصة التحالف العمالي-الفلاحي.
أغلب القوى اليسارية، المصدومة بانهيار الاتحاد السوفيتي وتراجع حركات التحرر الوطني والمتأثرة بفكر ما بعد الحداثة والديمقراطية البرجوازية، فقدت روحها الثورية وتخلت عن النضال ضد الرأسمالية مركزة عملها على الحركات الاجتماعية والمجتمع المدني والانتخابات، عوض بناء أدوات الصراع الطبقي للطبقة العاملة( النقابات للصراع الاقتصادي والأحزاب والجبهات للصراع السياسي).
والغريب في الأمر أن البرجوازية، في نفس الوقت الذي تخلت فيه أغلب قوى اليسار عن الصراع الطبقي، تشن، بلا هوادة، حربا طبقية ضد الطبقات الشعبية، وخاصة الطبقة العاملة.
إن ما طرحته أعلاه لا يعني أن نضال الحركات الاجتماعية( الحركة النسوية والحركات الهوياتية ومن أجل الحفاظ على البيئة…) ليس مهما أو أنه ثانوي. إنه يعني أن هذا النضال يجب أن يتمفصل مع الصراع الطبقي للطبقة العاملة وعموم الكادحين ضد الرأسمالية. إنه يعني علاقة جدلية بينهما حيث يقوي نضال الحركات الاجتماعية الصراع الطبقي للطبقة العاملة وعموم الكادحين والعكس بالعكس. ويعني أيضا أن الصراع الطبقي للطبقة العاملة هو الحاسم.
أعتقد أن أحد أهم أهداف القمة العالمية للشعوب هو تشجيع وتقوية الصراع الطبقي للطبقة العاملة وعموم الكادحين من خلال المساعدة على تقوية أدواته. أتمنى أن تساهم هذه المداخلة في أن تولي القمة العالمية للشعوب اهتماما أكبر لهذا الموضوع من خلال:
– إعطاء أهمية أكبر في التكوين السياسي لأوضاع الطبقة العاملة والفلاحين وكادحي المدن ولبناء أحزاب الطبقة العاملة الماركسية والنقابات المدافعة عن مصالح الطبقة العاملة والجبهات الشعبية.
– تنظيم ندوات لتبادل التجارب حول النضالات وأشكال التنظيم والجبهات والشعارات وغيرها التي تساعد تنظيماتنا على التجدر وسط الكبقة العاملة وعموم الكادحين.
– تقوية المعركة الفكرية، خاصة ضد فكر ما بعد الحداثة والديمقراطية البرجوازية ومن أجل التحرر والاشتراكية.