أرباب الكاراجات والأقبية هم فئران البرجوازية الكمبرادورية
أرباب الكاراجات والأقبية هم فئران البرجوازية الكمبرادورية
سقوط 28 شهيدة وشهيد في يوم واحد قي احد اقبية مدينة طنجة وهم يؤدون عملهم كعاملات وعمال في احدى وحدات الانتاج المنتمية للقطاع الغير مهيكل او قطاع الشغل في الظلام. ليست هذه الوحدة الانتاجية استثناء او حالة منفردة. هذا القطاع المعروف بالعير مهيكل هو في الحقيقة له نظام وقوانين تحكمه ويخضع لها وهذا النظام شبيه الى حد بعيد بنظام المافيا يؤطره الصمت والسكوت والاسرار المحمية بقوة الحديد والنار.كم هو حجم هذا القطاع؟ كم هو عدد العاملات والعمال؟ ما هي علاقة وحدات الانتاج فيه مع القطاع المهيكل الخاص والعمومي؟ ما هي الانشطة التي يزاولها ارباب هذا القطاع وكيف تشتغل الدورة الاقتصادية في هذا القطاع؟ الاجابة على مثل هذه الاسئلة تعتبر من اسرار الدولة.
والدولة تعرف جيدا هذا القطاع وتعلم جيدا كيف يشتغل ومن يتحكم فيه. انها تتخذ تدابيرها وتخط سياساتها اخذا بعين الاعتبار وجود هذا القطاع. فلنأخذ على سبيل المثال قضية التشغيل. هناك من يقدر بأن هذا القطاع يشغل بين 70 الى 80 في المائة من اليد العاملة وهذا طبعا رقم مهول لأنه يعري على حقيقة فشل الاختيارات الاستراتيجية للدولة او ما تسميه بالنموذج الاقتصادي؛ ان هذه الاختيارات الاقتصادية الاستراتيجية وقوانين المالية السنوية لا يمكنها ان توفر الشغل إلا لأقل من 20 في المائة من اليد العاملة. وما يجعلنا نرجح هذه الفرضية وهذه الارقام هو ما كشفته جائحة كورونا يوم اعلنت الدولة تطبيق الحجر الصحي الشامل بالاعتماد على قانون الطوارئ الصحية. ساعتها وجدت الدولة نفسها امام توقف الاغلبية الساحقة لأنشطة القطاع الغير مهيكل وانكشف حجم الحاجة للدعم الضروري وفي حدوده الدنيا. امام هول الحاجة اضطرت الدولة ان تعترف بانها غير قادرة على الاستجابة الى المطالب الحيوية التي تحمي من الجوع والمرض والموت لان الارقام تتجاوز 20 مليون فقير.
إن الدولة تستعمل هذا القطاع الغير مهيكل وهو قطاع ضبط التناقضات الطبقية وفيه تطلق يد فئة اجتماعية تغتني وتنمي مصالحها وهذه الفئة هي جميع الذين يخلقون مشاريع تشغل بضعة اشخاص انها فئة من البرجوازية الصغيرة الرثة مرتبطة المصالح مع المخزن ونعمتها محكومة برضى اجهزة الدولة. هذه الفئة هي القاعدة الاجتماعية للنظام وهي تلعب دور مالكي العبيد او مروضي العبيد لصالح الراسمال الاحتكاري.
هذه الفئة الاجتماعية تعتبر فئران باخرة الدولة الكمبرادورية؛ انهم هم اول من يعطي اشارة ما يعتمل في قلب الطبقة العاملة وعموم الكادحين.