الجامعة الوطنية للتعليم تراسل وزير التعليم العالي حول التطبيع
راسلت الجامعة الوطنية للتعليم “FNE” التوجه الديمقراطي الميراوي عبد اللطيف وزير التعليم العالي حول موضوع رفضها للتطبيع مع الكيان الصهيوني الاستعماري العنصري ولتوقيع أية اتفاقية تعاون معه، في ما يلي نص الرسالة:
في الوقت الذي نجد فيه جامعات ومعاهد عليا مرموقة ومتألقة عبر العالم تقاطع الكيان الصهيوني وتتحفظ على التعاون والتبادل الأكاديمي والعلمي معه، بعيدا عن كل الحسابات السياسية الضيقة والمصالح الآنية، بل انطلاقا من أسس أخلاقية وقيمية ومبدئية، وبحكم أن هذا الكيان قائم على الاحتلال والاستعمار والاستيطان والاغتصاب والتمييز العنصري (الأبارتهايد)، نَجِدُكم، مع الأسف، في منحى تصاعدي لمسلسل التطبيع التعليمي مع هذا الكيان، وفي خطوة استفزازية، انتهاكية لمشاعر الشعب المغربي، وخطيرة تستهدف اختراق الجامعة المغربية والتعليم العالي تحت عنوان الشراكة الأكاديمية والبحثية، وهكذا أقدمتم كوزير للتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار على التضحية بالجامعة المغربية وتقديمها قربانا لدولة الأبارتهايد والاحتلال الإسرائيلي، باستقبالكم لوزيرة العلوم والتكنولوجيا والفضاء للكيان الصهيوني، وتوقيعكم على “مذكرة تفاهم في مجال البحث العلمي والتكنولوجيا”، وبهذا فتحتم الباب بمصراعيه للتغلغل الصهيوني، في اتجاه تخريب عقول بنات وأبناء شعبنا وبالأخص الطلبة والطالبات، وتزييف الحقائق والوقائع حول الصهيونية، ومحاولة للنيل من إحدى قلاع مناهضة التطبيع مع الصهيونية وإخضاع الجامعيين، طلبة وأساتذة، عبر اعتماد أخطر أشكال التطبيع، وهو التطبيع التربوي والأكاديمي والبحث العلمي والتكنولوجي.
إننا نعبر لكم على أننا ضد ما قمتم وتقومون به في هاته الخطوة الخطيرة، ونجدد تأكيدنا على أننا ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني، ليس فقط دفاعا عن القضية الفلسطينية، وضد الحركة الصهيونية العنصرية الإجرامية، وانحيازا للحرائر والأحرار عبر العالم ومنهم جامعات وجامعيين، أساتذة وطلبة، الذين يقاطعون الكيان الصهيوني ويرفضون التعامل معه…، بل هو دفاعا عن المغرب والمغاربة قاطبة وضد خطر الحركة الصهيونية علينا وعلى الإنسانية قاطبة.
إن الاتفاقات التي تَفتح المجال ليشمل التعاون الأكاديمي في العديد من المجالات، من بينها الذكاء الاصطناعي والتقنيات الزراعية، والتكنولوجيا الحيوية، والطاقة المتجددة، والتقنيات الطبية والصناعات الدوائية، وتكنولوجيا البيانات والفضاء والعلوم الإنسانية ومجالات أخرى متعلقة بالبيئة والمجتمع، والتي تستهدف تعزيز الروابط بين التدريس والبحث الأكاديمي، ومن تم بين مؤسسات التعليم العالي والمجتمع ككل، فهي في الحقيقة، تمهيد الطريق للاعتراف بالدولة الصهيونية والإقرار الفعلي بحق العدو الصهيوني اغتصاب أرض فلسطين وتبييض جرائمه ضد الشعب الفلسطيني وضد الإنسانية…
إن اتفاقية التعاون المبرمة مع هذا الكيان الاستعماري العنصري، لا تعني الشعب المغربي بأي شكل من الأشكال، ولا تمثل لا الأساتذة الجامعيين ولا الطلبة، إن موقفهم واضح من التطبيع الخياني مع هذا الكيان الاستعماري العنصري، ولا مجال لعمليات غسل الدماغ عبر الترويج لمفاهيم “السلام” و”التسامح” و”التعاون”… مع كيان لا يتوانى في جرائم القتل والفصل العنصري والتطهير العرقي وتزوير التاريخ وتهويد المعالم التاريخية لفلسطين ولشعبها…
السيد الوزير، إننا في الجامعة الوطنية للتعليم “FNE”، وإلى جانب الهيئات المغربية المناهضة للتطبيع والمُدعِّمة لنضال الشعب الفلسطيني، نرفض رفضا مطلقا أي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني الاستعماري العنصري، انطلاقا من أن:
1. القضية الفلسطينية بالنسبة للشعب المغربي، هي قضية وطنية؛
2. الكيان الصهيوني هو كيان استعماري استيطاني عنصري برعاية الإمبرياليات…؛
3. توظيف قيم التسامح والتعاون والسلام… واتفاقيات الشراكة في البحث العلمي والأكاديمي هو تمرير لمشاريع مناقِضة تخفي الطابع العنصري للصهيونية وسياسة الأبارتهايد، وتبرر جرائم دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وضد حقوقهم التاريخية في إقامة دولتهم المستقلة على أرض فلسطين عاصمتها القدس وعودة اللاجئين؛
4. التطبيع بجميع أنواعه هو شرعنة لجرائم الكيان الصهيوني وتسليم بأن له الحق في احتلال الأرض بفلسطين، وبأن له الحق في بناء المستوطنات والحق في تهجير الفلسطينيين والحق في أَسْرِهم وفي قَتلهم وإبادتهم وفي تدمير القرى والمدارس والمدن المغتصبة، وهكذا يكون التطبيع هو الاستسلام والرضا بالاحتلال والتنازل عن الكرامة وعن الحقوق الإنسانية…؛
5. استمرار الاحتلال لأرض فلسطين من طرف الكيان الصهيوني، وتطوير الإمكانات التكنولوجية وتسخيرها لخِدمة أجهزته الأمنية والعسكرية يساعد حكومة الكيان الاستعماري العنصري الصهيوني على مواصلة جرائمه ضد الإنسانية وضد الشعب الفلسطيني وممارسة سياسة التصفية والاغتيالات وزرع الفتن والاستيطان والتهجير والتهويد…؛
6. التطبيع يستهدف خلق قيم تربوية وأخلاقية جديدة، متناسبة مع المرحلة، وتشكل أساس المستقبل، تسعى لإقناع الطلبة والأساتذة والباحثين في جامعاتنا المغربية وتعليمنا العالي بالمفاهيم الصهيونية والتصالح والتطبيع مع الصهاينة؛
السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بالمغرب، إن المشاريع المشتركة او اتفاقيات التعاون التي تقام مع الكيان الإجرامي الاستعماري الصهيوني تُشكل نكسة، ومحاولة عن سبق إصرار وترصد لتبييض الوجه البشع للصهيونية والعنصرية والأبارتهايد وتحريف التاريخ وتزييف ممنهج لوعي شعبنا بأوهام تعمل الصهيونية على ترسيخها وتحقيقها على أرض الواقع؛
وانسجاما مع مبادئ الجامعة الوطنية للتعليم FNE ومواقفها الثابتة من القضية الفلسطينية، واستحضارا لجرائم الكيان الصهيوني المتواصلة إلى الآن، فإن المكتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم FNE التوجه الديمقراطي:
1) يَستنكر اتفاقية التعاون التي وقعتموها باسم الجامعة المغربية والتعليم العالي بالمغرب مع الكيان الصهيوني؛
2) يَرفض استخدامِ الجامعة المغربية والتعليم العالي، بأي شكل من الأشكال، لتمرير مشاريعكم التطبيعية مع الكيان الصهيوني الاستعماري العنصري، وتحت أية مسميات؛
3) يَرفض انخراطكم في تزييف وعي شعبنا وتحريف التاريخ الحقيقي للصِّراع ضد الصهيونية، باعتبارها أعلى درجات العنصرية، وأن الكيان الصهيوني هو كيان استعماري استيطاني في خدمة الإمبريالية؛
4) يُطالب بجعل حد لأي تطبيع تربوي وثقافي وأكاديمي مع هذا الكيان الغاصب، ويُشدد على مقاطعة المؤسسات الأكاديمية للكيان الصهيوني على كافة المستويات؛
5) يَدعو إلى فضح المشروع الصهيوني وتعريته ونقده في عمقه الإيديولوجي النظري، وإلى مواجهة ومناهضة التطبيع والمطبعين وتحصين الجامعة المغربية من محاولات الاختراق، التي تقوم بها الدعاية الصهيونية؛
6) يَرفض إعادة تكييف مناهج التعليم للتساوق مع الإيديولوجية الصهيونية، ويدعو إلى تعميم ثقافة مناهَضة التطبيع في أوساط الجامعة المغربية والتعليم العالي، وتجسيد مبادئ التضامن مع الشعب الفلسطيني والتعريف بقضاياه؛
وقبل الختم، نحملكم المسؤولية الكاملة ومعكم الدولة والحكومة المغربية فيما يقع، ونؤكد، أننا كجامعة وطنية للتعليم، لن نتوانى في الدفاع عن القضية الفلسطينية والنضال المتواصل ضد التطبيع بكل تلاوينه حتى تجريمه، وفضح المطبعين، ومواجهة المشاريع التطبيعية ضد إرادة الشعب المغربي ومواقفه الثابتة في نصرة الشعب الفلسطيني حتى النصر وتحرير فلسطين.
وتقبلوا أصدق مشاعرنا، والسلام.
عن المكتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم FNE:
الكاتب العام الوطني، الإدريسي عبد الرزاق