زيارة بايدن للمنطقة: الخلفيات والنتائج
إعداد فؤاد بكر
مقدمة عامة
تعتبر زيارة رئيس الولايات المتحدة الأميركية “جو بايدن” إلى منطقة الشرق الأوسط لها مدلولات سياسية مرتبطة بالداخل الأميركي، وكذلك مدلولات مرتبطة بإعادة تقييم أهمية الشرق الأوسط بالنسبة لمصالح واشنطن، وكيفية توظيفها خدمة للمصالح الأميركية الخارجية.
على الصعيد الداخلي، هدفت زيارة بايدن لمعالجة إرتفاع أسعار الوقود نتيجة الحرب الروسية- الأوكرانية، الأمر الذي يفاقم أعباء الحياة على المواطن الأميركي، وذلك من خلال مطالبة دول الخليج بزيادة إنتاج الطاقة بهدف الحد من إرتفاع أسعارها، ما يخفف العبء على الداخل الأميركي، وهذا يرتبط بشكل مباشر بالإستعداد لإنتخابات الكونغرس الأميركي اللاحقة، الذي من الممكن أن يفقد الحزب الديمقراطي سيطرته على الكونغرس، وبعدها يصبح جو بايدن عاجز عن تمرير القوانين التي يريدها، خصوصا وأن إدارته تواجه إنتقادات داخلية غير مسبوقة بسبب إخفاقها في العديد من قضايا الإقتصاد والحريات.
وقد إنقسم المجتمع الأميركي إلى تيارين حول زيارة بايدن، الأول من يعتبر أن هذه الزيارة ستساهم في تحقيق الأمن القومي الأميركي في إعادة إنخراطه بالشرق الأوسط عبر تجديد الشراكة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة الأميركية والشرق الأوسط، ومن أبرز الداعمين لهذه الزيارة لجنة الشؤون العامة الأمريكية – الإسرائيلية “إيباك”، لكن الإنتقاد الذي يواجه التيار المؤيد للزيارة هو أن الزيارة لم تكن بشروط مسبقة، وفيها تخلي عن إثارة قضايا حقوق الإنسان، والتخلي عن طرح ملفات المنطقة مع القوى الدولية المنافسة للولايات المتحدة الأميركية مثل روسيا والصين، أما التيار الرافض لهذه الزيارة، فهو يرى أن هناك تناقض في وجهة نظر بايدن الذي أعلن أنه لن يذهب إلى الدول التي زارها كالسعودية على سبيل المثال، ويعتبر هذا التيار أنه قدم تنازلات عن مبادئ الولايات المتحدة الأميركية، ويعتقد أنه لن تتحقق النتائج التي أملها بايدن في هذه الزيارة فيما يتعلق بزيادة إنتاج النفط، أو فيما يتعلق بتأسيس تحالف دفاعي بين دول المنطقة وإسرائيل في مواجهة إيران، ويشمل هذا التيار منظمات حقوق الإنسان، والليبراليين، والجناح اليساري المتقدم في الحزب الديمقراطي.
خلفيات زيارة بايدن للمنطقة
1- أهداف الخليج العربي وإسرائيل من الزيارة
لا شك في أن حكام الخليج العربي وإسرائيل يأملون في أشياء مختلفة للغاية عن رحلة الرئيس بايدن إلى الشرق الأوسط، أمنيات إسرائيل لزيارة بايدن صريحة، فهي تريد أن يظهر التزام بايدن مدى الحياة تجاه إسرائيل، ليكون بمثابة تذكير لدول المنطقة وللمشككين في الولايات المتحدة بعدم التشكيك في حيوية العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وبالطبع، تود إسرائيل أن ترى الولايات المتحدة تعيد تقييم نطاق المفاوضات النووية الإيرانية وسط الجمود في تلك المحادثات، ولكن بعد الضغط على هذه النقطة مرارًا وتكرارًا خلال العام ونصف العام الماضيين، من الصعب تصديق نجاح الجهود، بالمعنى الأكثر إلحاحًا، تتطلع إسرائيل إلى بايدن لاتخاذ الخطوات الأولى على طريق التطبيع مع الرياض.
ترى إسرائيل أن حديث بايدن العلني عن “التكامل الإقليمي” لإسرائيل كسبب من شأنه أن يبقي الولايات المتحدة تركز على المنطقة، مما يؤدي إلى تراجع الرواية العربية بأن الولايات المتحدة الأميركية تفقد اهتمامها بالشرق الأوسط، ويأتي هذا بالتوازي مع رغبة إسرائيل العميقة في الاقتراب من المملكة العربية السعودية، وبالتالي تغيير معادلة الشرق الأوسط ضد القوة المزعزعة للاستقرار كإيران والأحزاب التابعة لها بحسب وجهة نظرهم.
بالنسبة لإسرائيل، تعزيز مصالحها الإقليمية والثنائية بشكل متبادل وإقامة تحالف واقعي واسع – إن لم يكن بحكم القانون – ضد إيران في المنطقة، عندما يقول المسؤولون الإسرائيليون أنهم يريدون من الولايات المتحدة أن تقود في تشكيل هيكل إقليمي جديد، فإنهم يقصدون التعاون الأمني.
على وجه التحديد، فإن إدراج إسرائيل في القيادة المركزية الأمريكية إلى جانب العرب (والباكستانيين) يوفر فرصة للحديث عن شيء ربما كان يُنظر إليه على أنه خيال في الماضي: بدأ الإسرائيليون والحكام المطبعين بتبادل المعلومات الإستخباراتية المشتركة والقدرات السيبرانية ورادار الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار التي أطلقتها إيران أو الأحزاب المؤيدة لها.
مثل هذا التعاون الذي تقوده القيادة المركزية الأمريكية يبعث رسالة موجهة بشكل صريح عن التصميم الإقليمي إلى طهران، ومن الواضح أنه من الصحيح أن جميع حلفاء الولايات المتحدة تقريبًا في المنطقة يريدون أن تكون الولايات المتحدة قوية راغبة في تحصيل ثمن من إيران بسبب جهودها المزعزعة للاستقرار حسب وجهة نظرهم.
ومع ذلك، هناك حديث فضفاض في إسرائيل يدعو إلى حلف شمال الأطلسي في الشرق الأوسط، حيث يعتقد البعض في الكنيست أنه يجب إعلان ذلك الآن لوقف إيران هذه الدعوات منفصلة عن الحساسيات الإقليمية وما يمكن تحقيقه الآن، علاوة على ذلك، يشكك المسؤولون الأمريكيون سرا في أن بايدن، في هذه الرحلة، سوف يروج صراحة وعلانية لـ “دفاع جوي” مشترك ضد الصواريخ والطائرات بدون طيار كما أعلن المسؤولون الإسرائيليون.
تخلق إسرائيل في القيادة المركزية الأمريكية حقائق جديدة لبعض حكام العرب والإسرائيليين الذين يتشاركون المعلومات الحيوية التي تشمل الدفاع الجوي، ومع ذلك، يقول المسؤولون الأمريكيون إن بعض الدول العربية تشعر بالقلق إزاء أي شيء يمكن أن تراه إيران على أنه منخرط في تحالف مخصص لمواجهتها، وتشعر هذه الدول بالضعف بشكل فريد نظرًا لقربها الشديد من إيران.
إن الإمارات العربية المتحدة لا تريد أن يُنظر إليها على أنها رأس الرمح الإسرائيلي، ليس من قبيل المصادفة أنه عندما قام وزير الجيش الإسرائيلي “بيني غانتس” بزيارات عامة إلى دول اتفاقية أبراهام مثل المغرب والبحرين، فإنه لم يزر الإمارات، على الأقل ليس علنًا.
فمن الآمن الافتراض أن الحكام العرب والإسرائيليين يستفيدون من ترتيب القيادة المركزية الجديدة، لكن هناك حدود لأي صيغة متعددة الأطراف، من الأسهل على بعض دول الخليج التعاون الثنائي مع إسرائيل بدلاً من الانضمام إلى هيكل رسمي متعدد الأطراف، بالنظر إلى عمق انعدام الثقة بين دول الخليج العربي بين أنفسها.
يشعر البعض بالقلق من أن تظل الإمارات العربية المتحدة متشككة في منافستها مع قطر، على سبيل المثال، معتقدة أن الدوحة يمكن أن تشارك المعلومات مع إيران، ويقول مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن المشاركة الثنائية ستكون أكثر شيوعًا، وبعض ما يوصف بأنه تناغم متعدد الأطراف لن يتقدم بشكل كبير.
يحاول الوفد الأميركي عرض فوائد العلاقات الأمنية الثنائية، ذاكرا عندما تعرضت أبو ظبي لهجوم بصواريخ الحوثيين، كيف قدمت إسرائيل بهدوء مساعدة عسكرية، بمعنى آخر ما يهم هو النتائج وليس العملية.
لذلك عندما يتحدث كل من الحكام العرب والإسرائيليين عن الحاجة إلى هندسة إقليمية، فمن الممكن أنهم يتحدثون عن أشياء مختلفة، يعني تركيز إسرائيل على إيران هو المزيد من التركيز على التعددية الأمنية، بينما يمكن للدول العربية أن تركز على المزيد من الآليات الاقتصادية، مثل التجارة الحرة، التي يمكن أن تجلب المستثمرين الأمريكيين وغيرهم.
في الواقع، قمة النقب التي استضافها رئيس الوزراء الجديد “يائير لبيد” والتي حضرها وزراء الخارجية العرب، تناسب هذا القانون تمامًا حيث ركزت إلى حد كبير على القضايا المدنية مثل الصحة والطاقة والتعليم والمياه والأمن الغذائي، وهذا الموضوع هو محور تركيز رحلة بايدن في ضوء نقص القمح في العالم العربي بسبب الحرب في أوكرانيا، الأمر الذي يخلق مساحة سياسية للمطبعين القدامى، حيث دعمت أبو ظبي خطط الأردن لإنشاء مزرعة شمسية ضخمة ستوفر الكهرباء لجيرانها بينما توفر إسرائيل المياه المحلاة.
2- ليبيا قضية الخلاف بين السعودية وبايدن
لم يكن جو بايدن متحمسا للسفر إلى السعودية، بعد أن أطلق التصريحات المعادية لإنتهاك السعودية لحقوق الإنسان بعد مقتل الصحفي السعودي “جمال خاشقجي”، ويصر في زيارته على عدم لقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على إنفراد، حيث سيركز جو بايدن في جولته على السعودية على أمرين الأول حول زيادة إنتاج الطاقة والثاني التطبيع العلني مع إسرائيل.
بعد ثورة 2011 في ليبيا، إنتعش إنتاج النفط بشكل غير متوقع ووصل إلى 1.3 مليون برميل يوميا، ووصل اليوم إلى 1.5 مليون برميل يوميا، وهذا ما إبتز الحكومة الليبية المؤقتة التي تعترف بها الولايات المتحدة الأميركية بسبب سيطرة خليفة حفتر على الحقول والمناطق النفطية التي يسيطر عليها من أجل الإيرادات، الأمر الذي كلف الحكومة التي تعترف بها الولايات المتحدة الأميركية 3 مليارات دولار من عائدات النفط المفقودة.
وركّزت الولايات المتحدة، من جانبها، مؤخراً على آلية اقتصادية من أجل دفع “مصرف ليبيا المركزي” و”المؤسسة الوطنية للنفط” إلى معالجة الشكوى الأساسية للّيبيين الشرقيين، وهي عدم توزيع عائدات النفط بشكل عادل وشفاف. وأقرّ فتحي باشاغا، رئيس الوزراء المعيّن من قبل مجلس النواب الليبي، والذي سيحل محل “حكومة الوحدة الوطنية” المعترف بها دولياً، بأن استراتيجية حصار النفط ستنتهي بمجرد تمويل ميزانيته. وأدت عمليات إغلاق المنشآت الأخيرة إلى انخفاض الإنتاج الليبي بنحو 600 ألف برميل في اليوم منذ بداية عام 2022، وهو ما يعادل انخفاضاً يزيد عن ضعف زيادة “أوبك” التي تعهدت بها السعودية والإمارات. لكن مثل هذا الامتياز المالي من شأنه أن يمنح حفتر وحلفاءه مثل باشاغا ما يريدون – أي السيطرة على عائدات النفط – دون ضمان تسوية سياسية.
لم تحاول الإدارة الأميركية المتعاقبة إستخدام الأساليب الصعبة مع حفتر من حيث إجباره على رفع أي إغلاق للمنشآت النفطية قبل التوصل إلى تسوية سياسية، ولم تتقدم بإبلاغ مصر المدافع الرئيسي عن حفتر بأن دعمها له يضر بالمصالح الأميركية، وتحميلها المسؤولية الكاملة في إعادة إنتاج النفط الليبي.
3- معادلة إيران في زيارة بايدن
توجد عدة أسباب لمحاولة إيران عرقلة رحلة جو بايدن إلى الشرق الأوسط، لكنها لن تقوم هذه المرة بردة فعل مشابهة بما قامت بها أثناء زيارة الرئيس السابق دونالد ترامب بأول رحلة خارجية له إلى السعودية في أيار/مايو 2017 لحضور قمة مشتركة بين دول «مجلس التعاون الخليجي» و”منظمة التعاون الإسلامي”، عندما وجهت جماعة الحوثيين في اليمن ضربة صاروخية على الرياض قبل ساعات قليلة من وصوله، فقام ترامب بإغتيال اللواء قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري الإسلامي» – وهي الفكرة التي نفذها في النهاية بعد ثلاث سنوات، وعندما يحضر الرئيس بايدن حدثاً مماثلاً في جدة: قمة تجمع دول «مجلس التعاون الخليجي» الست بالإضافة إلى مصر والعراق والأردن.
لقد خففت إيران بشكل تدريجي ومتفاوت نشاطها ضد الأهداف الأميركية في سوريا والعراق، لكنها ما تزال تقوم بتطوير برنامجها النووي ودعم الصواريخ الدقيقة الخاصة بحزب الله، كما تراجعت حجم العمليات العسكرية 80% في العراق ما بين عامي 2021-2022، بينما في المقابل كثفت القوى المدعومة من إيران إطلاق المسيرات التي تحمل عبوات ناسفة على الأمريكيين في العراق وسوريا، ما يمكن القول أن النزاع بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران يتراوح بين مد وجزر، لعدة أسباب، منها إطالة المحادثات النووية بهدف تطوير برنامج النووي لإيران، وإكتسابها المزيد من الخبرات، وبسبب تراجع دورها في العراق بعد الإنتخابات النيابية العراقية التي جرت في تشرين الأول 2021، وتراجع دور الأحزاب المدعومة منها، وأيضا لتجنب الإفراط في إستخدام القوة العسكرية التي إستخدمت في إستهداف عمليات الشحن الإسرائيلي في منطقة الخليج ومحاولة إغتيال إسرائيليين في تركيا، وكذلك الأخذ بعين الإعتبار للتهديدات الأميركية.
إن محاولة إيران إستفزاز مجلس التعاون الخليجي هي فرصة مغرية تهدف لمنع تحسين العلاقة بين دول الخليج والولايات المتحدة الأميركية، ولها فوائد عديدة تعود لطهران وهي إذلال المسؤولين الأمريكيين ومضيفيهم السعوديين، لإثبات أن واشنطن تعجز عن حمايتهم، وهذا ما يقوض إنشاء البنية الإقليمية الأمنية مع إسرائيل، وإعادة نظر السعودية والإمارات على طلبات الولايات المتحدة الأميركية في زيادة إنتاج الطاقة، حيث قد تلجأ إيران أثناء إنعقاد القمة إلى هجوم إلكتروني على البنية التحتية الخليجية هذه المرة بعيدا عن إستخدام القوة العسكرية.
ومن المحتمل أن تقوم طهران أو الأحزاب المدعومة منها بهجوم على ناقلات النفط أو البنية التحتية للنفط إذا تمت إقامة منظومة دفاع جوية وصاروخية وبنى تحتية أمنية تزعزع أمنها وإستقرارها وتجعلها في دائرة الخطر، بهدف إثبات ضعف هذه المنظومة وهشاشة إمدادات النفط العالمية، ومع نجاح وساطة الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار بين الحوثيين والسعودية منذ 2 نيسان 2022، تبقى كتائب حزب الله في العراق أقرب لهذا الهدف، بإستخدام مسيرات كما حصل في أيار 2019.
4- آليات تحديد نجاح الزيارة عن عدمها:
لم تحصل واشنطن على دعم الرياض بشكل كامل لاسيما فيما يتعلق بمسألة التعاون في سوق النفط السعودي مع موسكو، حيث أشار مستشار الأمن القومي الأميركي “جيك سوليفان” أن روسيا إشترت مسيرات من إيران بهدف إستخدامها في أوكرانيا، وهذا هو السبب الرئيسي لمساءلة السعودية عن دعمها لروسيا في المعاملات النفطية، وخصوصا أن السعودية قد زادت صادراتها النفطية إستجابة للضغوط الأميركية لإستعادة الناتج المخفض من قبل روسيا.
إن نجاح زيارة بايدن بالنسبة للإسرائيليين هو كيفية تعامله مع خمسة تحديات وثلاثة فرص، التحدي الأول هو الإنتخابات الإسرائيلية المقبلة، والتحدي الثاني القضية الفلسطينية وعدم إثارتها بالوقت الحالي، ثالثا تضخيم وسائل الإعلام الإسرائيلية لزيارة بايدن، حتى إعتقد بعض الإسرائيليين أن هناك حجم كبير من التنازلات سيقدمها بايدن لإسرائيل، أما التحدي الرابع هو التفاوت بشأن الصراع مع إيران، والتحدي الخامس والأخير هو تراجع شعبية بايدن بالنسبة لدونالد ترامب الرئيس السابق للولايات المتحدة الأميركية، وفيما يتعلق بالفرص، الأولى تتعلق بتطبيع الدول العربية مع إسرائيل وتحديدا بين السعودية وإسرائيل، ثانيا ضغط الولايات الأمريكية على مسألة القدس، أما الفرصة الثالثة، هو عرض اليسار الإسرائيلي أجندة جديدة في تغيير المعادلة بالصراع العربي – الإسرائيلي.
في الوقت نفسه، وبحسب إستطلاعات الرأي الإسرائيلية ليس هناك حدوث تغير كبير في الإنتخابات الإسرائيلية، ومازالت التوقعات الإسرائيلية في تشاؤم حول إحتمالية الحل القريب للقضية الفلسطينية، في المقابل هناك تفاؤل إسرائيلي كبير حول إمكانية جو بايدن النهوض بالعلاقة الإسرائيلية – السعودية، على الرغم من عدم ثقة الإسرائيليين بالإدارة الأميركية الحالية.
كما أن هناك تحول في أهداف الولايات المتحدة الأميركية ومطالبها التي ركزت في البداية على المنافسة الصينية والحرب الأوكرانية، إلا أنه قد تم تقديم مسألة الشرق الأوسط بموجب إستراتيجية جيوسياسية جديدة للبيت الأبيض، وذلك بعد فرض العقوبات على النفط الروسي وإرتفاع أسعار الغاز في أوروبا، وبعد الجهود المبذولة المتعلقة في أنظمة الإنذار المبكر في المنطقة والدفاعات الجوية/الصاروخية، بإعتبارها شيئا أساسيا بالنسبة للشرق الأوسط، بهدف الحفاظ على الوجود الأميركي وتقاسم العبء تحت مظلة القيادة المركزية الأميركية، وفيما يتعلق في إيران، فإن خطة العمل الشاملة المشتركة ستكون بين إسرائيل والسعودية حول كيفية الرد على البرنامج النووي الإيراني المتقدم.
يمكن أن تكون زيارة بايدن لحظة فاصلة في حال ذهاب السعودية إلى مسار التطبيع مع إسرائيل بشكل تدريجي، دون الإنضمام إلى إتفاقيات أبراهام بل الإستعداد لها من خلال السماح للتحليق الجوي لشركة الطيران الإسرائيلية “إل عال”، وأن تكون الرحلات مباشرة للحجاج الإسرائيلين لتأدية فريضة الحج.
تريد السعودية من زيارة جو بايدن الإجابة على 5 أسئلة، وهي إذا سيواصل بايدن إرث أوباما فيما يتعلق بالسعودية، أم أنه سيستتبع السياسة الأميركية التقليدية الضامنة للأمن السعودي والتعاون الأمني؟ هل سيسعى إلى وضع إستراتيجية جديدة مع السعودية؟ هل سينظر بايدن إلى حقوق الإنسان من منظور مقتل خاشقجي فقط أم ستكون بشكل أوسع كحقوق المرأة والحريات العامة وحرية الرأي والتعبير…؟ هل سيؤيد بايدن التطبيع التدريجي بين السعودية وإسرائيل؟ أخيرا هل سيقوم بايدن بالزيارة بهدف الإنسحاب من الشرق الأوسط أم أنه إعادة تأكيد أهمية المنطقة بالنسبة للإستراتيجية الأميركية؟
نتائج زيارة بايدن للمنطقة
1- لقاء بايدن بالحكومة الإسرائيلية
وقّع الرئيس الأميركي جو بايدن في القدس المحتلة -خلال ثاني أيام جولته بالمنطقة- اتفاقا مشتركا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد أطلق عليه “إعلان القدس” للشراكة الإستراتيجية.
ويركز “الإعلان” على التزام واشنطن بأمن إسرائيل والحفاظ على التفوق العسكري النوعي لتل أبيب، وعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي ومواجهة الأنشطة الإيرانية بالمنطقة.
وفي ما يلي نص هذا الإعلان:
اجتمع قادة الولايات المتحدة وإسرائيل الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء يائير لبيد في القدس في 14 يوليو/تموز 2022، واعتمدا الإعلان المشترك التالي بشأن الشراكة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل:
تؤكد الولايات المتحدة وإسرائيل على الروابط غير القابلة للكسر بين بلدينا والالتزام الدائم للولايات المتحدة بأمن إسرائيل.
كما يؤكد بلدانا مجددا أن الشراكة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل تقوم على أساس متين من القيم المشتركة والمصالح المشتركة والصداقة الحقيقية.
علاوة على ذلك، تؤكد الولايات المتحدة وإسرائيل أن من بين القيم المشتركة بين الدولتين التزاما ثابتا بالديمقراطية وسيادة القانون.
يُعرب القادة عن تقديرهم لرئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت الذي قاد أكثر الحكومات تنوعا في تاريخ إسرائيل، والذي تحت قيادته استمرت هذه الشراكة الاستثنائية في النمو.
تماشيا مع العلاقة الأمنية الطويلة الأمد بين الولايات المتحدة وإسرائيل والالتزام الأميركي الراسخ بأمن إسرائيل -ولا سيما الحفاظ على تفوقها العسكري النوعي- تؤكد الولايات المتحدة التزامها الثابت بالحفاظ على قدرة إسرائيل على ردع أعدائها وتعزيزها والدفاع عن نفسها ضد أي تهديد أو مجموعة من التهديدات.
تؤكد الولايات المتحدة مجددا أن هذه الالتزامات مقدسة من الحزبين، وأنها ليست التزامات أخلاقية فحسب، بل أيضا التزامات إستراتيجية ذات أهمية حيوية للأمن القومي للولايات المتحدة نفسها.
تؤكد الولايات المتحدة أن جزءا لا يتجزأ من هذا التعهد هو الالتزام بعدم السماح لإيران مطلقا بامتلاك سلاح نووي، وأنها مستعدة لاستخدام جميع عناصر قوتها الوطنية لضمان هذه النتيجة.
كما تؤكد الولايات المتحدة التزامها بالعمل مع الشركاء الآخرين لمواجهة العدوان الإيراني والأنشطة المزعزعة للاستقرار، سواء كانت مدفوعة بشكل مباشر أو من خلال وكلاء ومنظمات إرهابية مثل حزب الله اللبناني وحركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي في فلسطين.
تشير الولايات المتحدة وإسرائيل إلى أنه لا يوجد شيء أفضل يعكس الدعم الثابت والحزبي للولايات المتحدة لأمن إسرائيل أكثر من مذكرات التفاهم غير المسبوقة بشأن المساعدة الأمنية التي وقعتها الإدارات الأميركية المتعاقبة على مدى العقود القليلة الماضية، وأن هذه الترتيبات تبرهن بالكلام والفعل أن الولايات المتحدة تعتبر أن أمن إسرائيل ضروري لمصالح الولايات المتحدة وركيزة للاستقرار الإقليمي.
تدعم الولايات المتحدة بقوة تنفيذ بنود مذكرة التفاهم التاريخية الحالية البالغة 38 مليار دولار بالكامل (تم توقيعها عام 2016)، والتي تحترم التزام الولايات المتحدة الدائم بأمن إسرائيل، فضلا عن قناعتها بأن مذكرة التفاهم اللاحقة يجب أن تعالج التهديدات الناشئة والحقائق الجديدة.
إضافة إلى ذلك تلتزم الولايات المتحدة بالسعي للحصول على مساعدة دفاعية صاروخية إضافية تتجاوز مستويات مذكرة التفاهم، في ظروف استثنائية مثل الأعمال العدائية مع (حركة) حماس على مدى 11 يوما في مايو/أيار 2021.
وتقدر إسرائيل التزام الولايات المتحدة بمذكرة التفاهم ولتقديمها مليار دولار إضافي على مستويات مذكرة التفاهم في التمويل التكميلي للدفاع الصاروخي في أعقاب صراع عام 2021.
علاوة على ذلك، تعرب الدولتان عن حماسهما للمضي قدما في الشراكة الدفاعية بين الولايات المتحدة وإسرائيل من خلال التعاون في تقنيات الدفاع المتطورة، مثل أنظمة أسلحة الليزر عالية الطاقة للدفاع عن سماء إسرائيل، وفي المستقبل عن سماء الشركاء الأمنيين الآخرين للولايات المتحدة وإسرائيل.
تشكر إسرائيل الولايات المتحدة على دعمها المستمر والواسع لتعميق وتوسيع اتفاقيات أبراهام التاريخية.
تؤكد الدولتان أن اتفاقيات السلام والتطبيع التي أبرمتها إسرائيل مع الإمارات والبحرين والمغرب تشكل إضافة مهمة لمعاهدات السلام الإستراتيجية بين إسرائيل ومصر والأردن، وكلها مهمة لمستقبل منطقة الشرق الأوسط ولقضية الأمن الإقليمي والازدهار والسلام.
تشير الدولتان إلى أن قمة النقب التاريخية -التي بدأها واستضافها رئيس الوزراء لبيد- كانت حدثا بارزا في الجهود الأميركية الإسرائيلية المشتركة لبناء إطار إقليمي جديد يغير وجه الشرق الأوسط.
ترحب الولايات المتحدة وإسرائيل في هذا الصدد بالاجتماع الذي عقد في المنامة بالبحرين في 27 يونيو/حزيران الماضي، والذي شكل منتدى النقب حول التعاون الإقليمي.
ترحب الولايات المتحدة بهذه التطورات، وهي ملتزمة بمواصلة لعب دور نشط -بما في ذلك في سياق زيارة الرئيس بايدن المقبلة إلى المملكة العربية السعودية- في بناء هيكل إقليمي قوي لتعميق العلاقات بين إسرائيل وجميع شركائها الإقليميين، ودفع التكامل الإقليمي لإسرائيل مع مرور الوقت، وتوسيع دائرة السلام لتشمل المزيد من الدول العربية والإسلامية.
كما ترحب الولايات المتحدة وإسرائيل بفرصة المشاركة في اجتماع رباعي مع قادة الهند والإمارات العربية المتحدة في سياق مبادرة “آي 2 يو 2” (I2U2)، والذي جمع هذه البلدان الأربعة لتعزيز التعاون في الاقتصاد والبنية التحتية الإستراتيجية، وإظهار أهمية هذه الشراكة الجديدة التي أطلقها وزراء خارجيتها لأول مرة في أكتوبر/تشرين الأول 2021.
تؤكد الولايات المتحدة وإسرائيل على مخاوفهما بشأن الهجمات المستمرة ضد أوكرانيا، والتزامهما بسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، وتؤكدان على أهمية استمرار المساعدة الإنسانية لشعب أوكرانيا.
تؤكد الولايات المتحدة وإسرائيل أنهما ستواصلان العمل معا لمحاربة كل الجهود الرامية إلى مقاطعة إسرائيل أو نزع الشرعية عنها، أو إنكار حقها في الدفاع عن النفس، أو استبعادها بشكل غير عادل في أي منتدى، بما في ذلك في الأمم المتحدة أو المحكمة الجنائية الدولية.
مع احترامنا الكامل للحق في حرية التعبير فإننا نرفض بشدة حملة المقاطعة.
وسيستخدم البلدان الأدوات المتاحة لهما لمحاربة كل بلاء ومصدر لمعاداة السامية والرد كلما انتقل النقد المشروع إلى تعصب وكراهية أو محاولات لتقويض مكانة إسرائيل المشروعة بين أسرة الأمم.
وفي هذا السياق، يعربان عن قلقهما العميق إزاء التصاعد العالمي لمعاداة السامية، ويؤكدان من جديد التزامهما بمواجهة هذه الكراهية القديمة بكل مظاهرها.
تفخر الولايات المتحدة بالوقوف إلى جانب دولة إسرائيل اليهودية والديمقراطية ومع شعبها الذي تعد شجاعته غير المألوفة ومرونته وروح الابتكار مصدر إلهام للكثيرين في جميع أنحاء العالم.
تلتزم الولايات المتحدة وإسرائيل بمواصلة مناقشة التحديات والفرص في العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية.
تدين الدولتان سلسلة الهجمات الإرهابية المؤسفة ضد المواطنين الإسرائيليين في الأشهر الأخيرة، وتؤكد على ضرورة مواجهة القوى المتطرفة، مثل (حركة) حماس التي تسعى إلى تأجيج التوتر والتحريض على العنف والإرهاب.
يعيد الرئيس بايدن التأكيد على دعمه الطويل الأمد والمتواصل لحل الدولتين، وللتقدم نحو واقع يمكن للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء التمتع فيه بإجراءات متساوية من الأمن والحرية والازدهار.
إن الولايات المتحدة على استعداد للعمل مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية وأصحاب المصلحة الإقليميين لتحقيق هذا الهدف.
كما يؤكد القادة على التزامهم المشترك بالمبادرات التي تعزز الاقتصاد الفلسطيني وتحسن نوعية حياة الفلسطينيين.
تتمتع الولايات المتحدة وإسرائيل بتعاون ثنائي مكثف وحوار بين بلديهما في العديد من المجالات الحاسمة، من التعاون الرائد في العلوم والتكنولوجيا إلى تبادل المعلومات الاستخبارية الفريدة والتدريبات العسكرية المشتركة إلى الجهود المشتركة في مواجهة التحديات العالمية الملحة مثل تغير المناخ والأمن الغذائي والرعاية الصحية.
لاستكمال التعاون العلمي والتكنولوجي المكثف القائم بين بلديهم ولارتقاء تعاونهم إلى مستوى جديد أطلق القادة حوارا إستراتيجيا جديدا رفيع المستوى بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول التكنولوجيا لتشكيل شراكة تكنولوجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل في مجالات التقنيات الناشئة الحاسمة والعملية، وكذلك في المجالات ذات الاهتمام العالمي: التأهب للأوبئة، وتغير المناخ، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الموثوقة.
سيتم تصميم هذه الشراكة التكنولوجية الجديدة لتعزيز النظم الإيكولوجية للابتكار المتبادل في البلدان ومعالجة التحديات الجيوإستراتيجية.
وبنفس هذه الروح تؤكد الولايات المتحدة وإسرائيل التزامهما بمواصلة جهودهما المشتركة والمتسارعة لتمكين حاملي جوازات السفر الإسرائيلية من الاندماج في برنامج الإعفاء من تأشيرة الولايات المتحدة في أقرب وقت ممكن، فضلا عن دعمهما زيادة التعاون في مجال الإنترنت التشغيلي ومكافحة الجريمة السيبرانية.
يذكر القادة أن كل هذه المبادرات والمساعي المشتركة الأخرى التي لا حصر لها -التي تم القيام بها بين شعوبهم على كل مستوى من مستويات الحكومة والمجتمع المدني- تثبت أن الشراكة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل لا غنى عنها وتقدم مساهمة كبيرة ليس فقط لصالح الأميركيين والإسرائيليين، ولكن أيضا لصالح الشرق الأوسط والعالم.
مع هذا السجل من الإنجازات الرائعة والشعور بالوعد المذهل الذي تحمله العلاقة التي لا مثيل لها بين الولايات المتحدة وإسرائيل للمستقبل ترحب الولايات المتحدة وإسرائيل بحرارة بدخول السنة الـ75 من هذه الشراكة غير العادية.
2- لقاء بايدن بمحمود عباس
أصدرت الولايات المتحدة بيانا صحفيا حول العلاقة الأميركية الفلسطينية عقب زيارة الرئيس جو بايدن إلى مدينة بيت لحم بالضفة الغربية ونصه:
جدد الرئيس بايدن التأكيد على العلاقات الدائمة بين الشعبين الفلسطيني والأميركي، مشددا على التزامه بحل الدولتين على خطوط 1967 مع تبادل للأراضي متفق عليه بين الإسرائيليين والفلسطينيين. كما سلط الضوء على أهمية المفاوضات المباشرة التي تؤدي إلى دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وقابلة للحياة ومتصلة جغرافيا إلى جانب دولة إسرائيل، تتمتعان بحدود آمنة ومعترف بها، ما يسمح للشعبين بالعيش جنبا إلى جنب في سلام وأمن.
وأكد بايدن أن الشعب الفلسطيني يستحق أن يعيش حياة كريمة وفرصة للتنقل والسفر بحرية؛ ليشعروا بالأمان في مجتمعاتهم؛ وأن يكونوا قادرين على توفير الأمل لأطفالهم بأنهم سيتمتعون ذات يوم بنفس الحرية وتقرير المصير. وكرر أهمية تعزيز الأفق السياسي، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة مستعدة للعمل لتحقيق هذا الهدف، وتعهد بأن تواصل الولايات المتحدة التعاون مع السلطة الفلسطينية في العديد من القضايا الحاسمة لتعزيز الأمن والازدهار للشعب الفلسطيني، لتشمل العمل في القضايا المالية، والتجارة، وتشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر.
وجدد التأكيد على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي الراهن في الأماكن المقدسة في القدس، معترفا بالدور الحاسم للمملكة الأردنية الهاشمية كوصي.
في إطار التزام الولايات المتحدة بالحرية والأمن والازدهار للشعب الفلسطيني، أعلن الرئيس بايدن عن عدد من المبادرات المتعلقة بالرعاية الصحية، وطرح خدمات الاتصال الرقمي الجيل الرابع 4G الذي طال انتظاره لكل من غزة والضفة الغربية، والوصول والحركة، والخدمات الهامة من أجل اللاجئين الفلسطينيين والأمن الغذائي. علاوة على أكثر من نصف مليار دولار قدمتها الولايات المتحدة للشعب الفلسطيني منذ أن أعادت إدارة بايدن التمويل الذي تشتد الحاجة إليه للفلسطينيين، وأعلن بايدن عن مساهمات إضافية تبلغ مجموعها 316 مليون دولار. كما حث الرئيس بايدن الحكومات الإقليمية والمجتمع الدولي على التفكير في أفضل السبل لمساعدة الشعب الفلسطيني.
وفيما يلي المبادرات التي أعلنها الرئيس بايدن:
1- تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية للفلسطينيين
أعلن الرئيس بايدن أثناء زيارته لمستشفى أوغستا فيكتوريا في القدس الشرقية، عن نيته تقديم مساهمة أميركية جديدة متعددة السنوات تصل إلى 100 مليون دولار لشبكة مستشفيات القدس الشرقية، رهنا بموافقة الكونغرس عبارة عن مجموعة من ستة مستشفيات في القدس الشرقية تقدم خدمات متخصصة بما في ذلك؛ طب الأورام، وغسيل الكلى، والعناية المركزة لحديثي الولادة، وخدمات الأمومة والعيون، وخدمات الطوارئ المتخصصة، إلى 50,000 مريض من القدس الشرقية والضفة الغربية وغزة سنويا، على أن يتم توفير التمويل من قبل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) ويقترن بإصلاحات النظام الصحي والمستشفيات.
2- تعزيز الاقتصاد الرقمي لتحسين النمو الاقتصادي الفلسطيني
لتعزيز الأعمال التجارية الفلسطينية وتحسين الاتصال للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، هناك التزام بتسريع التحول الذي طال انتظاره من الجيل الثالث إلى الرابع في الضفة الغربية، وبعد ذلك من الجيل الثاني إلى الرابع في غزة، وسيبدأ العمل فورا لبدء الدراسات الاستقصائية التكنولوجية، بهدف إطلاق بنية تحتية متطورة للجيل الرابع بحلول نهاية عام 2023.
3- تحسين تجربة السفر من الضفة الغربية إلى الأردن
يؤيد الرئيس بايدن خلق تجربة فلسطينية أكثر استقلالية وكفاءة وموثوقية للسفر إلى الخارج، وأعلن أن إسرائيل مستعدة لاتخاذ إجراءات لزيادة الكفاءة وإمكانية الوصول إلى جسر اللنبي لصالح الفلسطينيين، من أجل تحديث المرافق، حيث وافقت إسرائيل على تمكين الوصول للجسر 24 ساعة في اليوم، 7 أيام في الأسبوع، بحلول 30 أيلول/سبتمبر 2022، حيث ستقوم مجموعة عمل بتقييم العديد من الإجراءات بما في ذلك استخدام جوازات السفر البيومترية وستكمل تقييماتها في غضون الشهر المقبل ومناقشة الاستنتاجات مع شركاء الولايات المتحدة. إضافة إلى ذلك، ستنظر مجموعة العمل في خطوات لتأسيس وجود للسلطة الفلسطينية على جسر اللنبي.
4- دعم الخدمات الحرجة للاجئين الفلسطينيين
تعتقد الولايات المتحدة أن اللاجئين الفلسطينيين يستحقون العيش بكرامة، ورؤية تلبية احتياجاتهم الأساسية، وأن يكون لديهم أمل في المستقبل. حيث أعلن الرئيس بايدن عن مبلغ 201 مليون دولار إضافي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لمواصلة تقديم الخدمات الحيوية للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة والأردن ولبنان وسوريا. حيث تظل خدمات الأونروا الشاملة شريان الحياة لملايين الفلسطينيين المعرضين للخطر – بما يتفق مع ولايتها لتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في انتظار حل عادل ودائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وتساهم هذه الخدمات بشكل مباشر في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، ما يعود بالفائدة على مصالح الولايات المتحدة وحلفائنا وشركائنا. تعزز هذه المساهمة مكانة الولايات المتحدة كأكبر مانح للأونروا. وترفع هذه الأموال الجديدة إجمالي المساعدة الأميركية للأونروا خلال إدارة بايدن إلى أكثر من 618 مليون دولار.
وأكد أن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم الأونروا لتقديم المساعدة الممكنة الأكثر فعالية وكفاءة ومواصلة تحسين عملياتها وتسليمها، ويجب أن يتم عمل الأونروا مع الاحترام الكامل لمبادئ الأمم المتحدة للحياد والتسامح وحقوق الإنسان والمساواة وعدم التمييز.
5- إعادة إطلاق المناقشات الاقتصادية الإسرائيلية الفلسطينية وتعزيز الخطوات لتحسين الحياة
أعلن الرئيس بايدن أن إسرائيل تعتزم عقد اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة مع الفلسطينيين؛ حيث اجتمعت اللجنة آخر مرة في عام 2009 وهي الكيان المفوض بموجب اتفاقيات أوسلو للحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية بالاجتماع لمناقشة القضايا الاقتصادية المشتركة، بما في ذلك مياه الصرف الصحي والطاقة النظيفة وغيرها من الإجراءات التي تؤثر على حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية.
6- ضمان الأمن الغذائي للفلسطينيين
أعلن الرئيس بايدن أن الولايات المتحدة خصصت 15 مليون دولار كمساعدات جديدة للأمن الغذائي للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك استجابة لتزايد انعدام الأمن الغذائي للفلسطينيين في أعقاب الأزمة الأوكرانية، أعلن الرئيس بايدن أن الولايات المتحدة تقدم 15 مليون دولار كمساعدات إنسانية إضافية للفلسطينيين الضعفاء. من خلال تمويل برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة ومنظمتين غير حكوميتين، تقدم الولايات المتحدة قسائم غذائية إلكترونية ومساعدات نقدية متعددة الأغراض ودعم سبل العيش في حالات الطوارئ، ما يساعد أكثر من 210 آلاف شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي على تلبية احتياجاتهم الغذائية المنزلية في الأشهر المقبلة.
3- لقاء بايدن بالقمة العربية
عقدت في جدة بالسعودية قمة جدة للأمن والتنمية التي يشارك فيها الرئيس الأميركي جو بايدن، وتضم زعماء دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى مصر والأردن والعراق، وتم مناقشة الأوضاع الإقليمية وأزمة الطاقة.
وقال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في بداية القمة إنها تأتي في الوقت الذي تواجه فيه المنطقة والعالم تحديات كبرى، وأضاف “نأمل أن تؤسس هذه القمة لعهد جديد من الشراكة الإستراتيجية بين دول المنطقة والولايات المتحدة”.
وقال الرئيس الأميركي إن إدارته لديها رؤية واضحة حول ما ينبغي القيام به في الشرق الأوسط، وإن الولايات المتحدة ستظل شريكا عاملا ونشطا في المنطقة.
وأضاف بايدن أنه سوف يكون هناك أعضاء جدد في التعاون بين دول المنطقة بما فيها إسرائيل، وأن بلاده سوف تدعم الشراكة مع الدول التي تلتزم بمبادئ النظام العالمي.
واتهم الرئيس الأميركي إيران بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، وأضاف “سنواصل جهودنا الدبلوماسية للضغط على البرنامج النووي الإيراني ونحرص على ألا تحصل طهران على سلاح نووي”.
وأشار بايدن إلى أن واشنطن تجمع مليارات الدولارات لتخفيف الأزمات الغذائية في المنطقة.
ومن جانبه، قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن اجتماع اليوم ينعقد وسط تحديات أمام المجتمع الدولي لتعزيز التعاون لإيجاد حلول للقضايا العالمية.
وأكد الشيخ تميم أنه لا أمن ولا استقرار ولا تنمية في ظل النزاعات.
وأضاف أمير قطر أن احتكام أطراف النزاعات للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة يوفر على الشعوب الكثير من الضحايا والمآسي، وأن الأزمات والحروب في أي منطقة تؤثر على العالم بأسره.
وقال الشيخ تميم أيضا إن الحرب في أوكرانيا ساهمت في مفاقمة أزمة اقتصادية قد تؤدي لكوارث إنسانية، وإن بلاده “لن تدخر جهدا في العمل مع شركائنا في المنطقة والعالم لضمان التدفق المستمر لإمدادات الطاقة”.
وأكد أمير قطر على موقف بلاده الثابت بتجنيب منطقة الخليج والشرق الأوسط عموما مخاطر التسلح النووي.
واعتبر الشيخ تميم أن تحقيق الاستقرار في منطقة الخليج ضروري ليس لها فحسب، بل للمجتمع الدولي بأسره.
وأكد أمير قطر على ضرورة حل الخلافات في المنطقة بالحوار القائم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل بشؤونها الداخلية، وعلى حق دول المنطقة في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية وفقا للقواعد الدولية.
وبشأن القضية الفلسطينية، قال الشيخ تميم إنه لم يعد ممكنا تفهم استمرار الاحتلال بسبب السياسات الانتقائية في تطبيق قرارات الشـرعية الدولية، وإن التوتر سيظل قائما ما لم تتوقف إسرائيل عن بناء المستوطنات وتغيير طابع القدس واستمرار الحصار على غزة.
وأكد أمير قطر أنه لا يجوز أن يكون دور العرب اقتراح التسويات، ودور إسرائيل رفضها والزيادة بالتعنت كلما قدم العرب تنازلات، مشيرا إلى أن الدول العربية أجمعت رغم خلافاتها على مبادرة سلام عربية، ولا يصح التخلي عنها لمجرد أن إسرائيل ترفضها.
وشدد الشيخ تميم على أن أحد أهم مصادر التوتر وعدم الاستقرار سيظل قائما ما لم تتوقف إسرائيل عن انتهاكاتها للقانون الدولي، وأن المخاطر المحدقة بالمنطقة في ظل الوضع الدولي المتوتر تتطلب إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية.
وأوضح أمير قطر أنه لا يخفى على أحد الدور المحوري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط والعالم، وأهمية العلاقات الخليجية والعربية عموما مع الولايات المتحدة وضرورة الحفاظ عليها وتعميقها.
من جهته، قال ملك الأردن عبد الله الثاني أن قمة اليوم تأتي في وقت “تشهد منطقتنا والعالم تداعيات أزمة كورونا وانعكاسات الأزمة الأوكرانية”.
وقال الملك عبد الله إنه لا أمن ولا استقرار في المنطقة دون حل للقضية الفلسطينية وإقامة دولة على حدود عام 1967، مؤكدا أنه “يجب أن يشمل التعاون الاقتصادي أشقاءنا في السلطة الفلسطينية”.
وبدوره، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن الانطلاق نحو المستقبل يتوقف على كيفية التعامل مع أزمات المنطقة الممتدة، وإنه حان الوقت “لكي تتضافر جهودنا المشتركة لوضع حد للصراعات والحروب الأهلية في منطقتنا”.
وأكد السيسي أنه لا بد من “تكثيف جهودنا المشتركة لحل نهائي لعملية السلام لا رجعة عنه، وأنه يجب التوصل لتسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين”.
ومن ناحية أخرى، اقترح رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إنشاء بنك الشرق الأوسط للتنمية والتكامل، وقال إن بلاده تسعى “لتعزيز بيئة الحوار في منطقتنا لما يخدم مصالح الشعوب”.
ومن جانبه قال ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إن دول مجلس التعاون الخليجي تأمل أن تكون هذه القمة بداية انطلاقة جديدة لمعالجة قضايا المنطقة، وإن التحديات التي تمر بها المنطقة “تتطلب منا المزيد من التشاور والتعاون لمواجهتها”.
وأكد ولي عهد الكويت أن دول مجلس التعاون الخليجي ماضية في تعزيز الشراكة الإستراتيجية مع الولايات المتحدة.
واستبق بايدن القمة -التي أطلق عليها قمة جدة للأمن والتنمية- بلقاءات ثنائية بدأها بلقاء مع رئيس الوزراء العراقي، وأتبعه باجتماع مع الرئيس المصري، وكان آخر لقاءاته الثنائية مع الرئيس الإماراتي محمد بن زايد.
وأكد بيان أميركي عراقي مشترك أهمية الالتزام المتبادل بالشراكة الثنائية بين البلدين وفقا لاتفاق الإطار الإستراتيجي، مشددا على أهمية تشكيل حكومة عراقية جديدة تستجيب لإرادة العراقيين واحترام العراق واستقلاله.
كما أكد هذا البيان -الذي صدر عقب اجتماع بين بايدن والكاظمي- أهمية تقوية المؤسسات العراقية وتمكين قوات الأمن من تحقيق الاستقرار بالعراق والمنطقة.
وقال مسؤول أميركي إن الرئيس بايدن سيبحث في جدة تكامل القدرات الصاروخية والدفاعية بين دول الشرق الأوسط.
ويدعم بايدن التطبيع بين السعودية وإسرائيل، لكنه -وفق ما أوضح هذا المسؤول- يعتبر الأمر قرارا سياديا وأنه لن يضغط على أي من الطرفين في شأنه، كما أشار بشكل عام إلى أن تطبيع علاقات إسرائيل مع الدول العربية مسار منفصل عن حل الدولتين.
وبشأن الموضوع الاقتصادي، نقلت رويترز عن هذا المسؤول الأميركي قوله إن واشنطن تأمل أن تصدر منظمة أوبك إعلانا الأسابيع المقبلة عن زيادة إنتاج النفط.
وقال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية إن الرئيس سيعلن اليوم -خلال القمة التي سيعقدها مع زعماء عرب- تخصيص الولايات المتحدة مليار دولار في صورة مساعدات جديدة على المديين القريب والبعيد للأمن الغذائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقال أيضا إن زعماء دول مجلس التعاون الخليجي سيلتزمون أيضا بتقديم 3 مليارات دولار، على مدار العامين المقبلين، في مشروعات تتماشى مع شراكات الولايات المتحدة في البنية التحتية العالمية والاستثمار.
وكان بايدن قد اجتمع بملك البلاد سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير بن سلمان ومسؤولين سعوديين كبار آخرين.
وتعهدت واشنطن والرياض بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، وبالحفاظ على استقرار أسواق الطاقة العالمية، وذلك بعد محادثات أجراها الرئيس الأميركي مع المسؤولين السعوديين في جدة، حيث وصل إليها قادما من تل أبيب في أول رحلة رسمية مباشرة تربط بين السعودية وإسرائيل.
وأكدت واشنطن والرياض في بيان مشترك فجر اليوم أهمية التعاون الإستراتيجي الاقتصادي والاستثماري، لا سيما في ضوء الأزمة في أوكرانيا وتداعياتها.
كما شدد الجانبان على أهمية منع إيران من الحصول على سلاح نووي، وضرورة وقف دعم طهران “للإرهاب” من خلال المجموعات المسلحة التابعة لها، وكذلك ردع التدخلات الإيرانية بالشؤون الداخلية للدول.
وأكد البيان السعودي الأميركي المشترك أيضا أهمية الحفاظ على حرية التجارة عبر الممرات البحرية الدولية، لا سيما باب المندب.
وبحسب هذا البيان، أكد بايدن التزام بلاده القوي والدائم بدعم أمن السعودية والدفاع عن أراضيها.
كما رحبت واشنطن بتعهد السعودية بدعم سوق نفط عالمية متوازنة من أجل تحقيق نمو اقتصادي مستدام، حيث جدد الطرفان تعهدهما باستقرار أسواق الطاقة العالمية.
وقد أعلن البيت الأبيض أيضا أن السعودية وافقت على الحفاظ على جميع الالتزامات والإجراءات الحالية في جزيرة تيران.
وسبق أن أعلنت وكالة الأنباء السعودية توقيع 18 اتفاقية ومذكرة للتعاون بين الرياض وواشنطن في مجالات الطاقة والاستثمار والاتصالات والفضاء والصحة، وذلك على هامش زيارة بايدن للمملكة.
وشملت الاتفاقيات التعاون في مجالات صناعة الطيران، والصناعات الدفاعية والتدريب والتأهيل والطاقة النظيفة. ومن بين الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين اتفاقية أرتميس مع وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) لاستكشاف القمر والمريخ.