جدل حول صاروخ: المقاومة مهمات تتضاعف
جدل حول صاروخ: المقاومة مهمات تتضاعف
■●■ بوابة الهدف الإخبارية
رأي الهدف:
انطلق صاروخان من قطاع غزة خلال الأيام الماضية، دون إعلان رسمي من أي فصيل عن الأمر، وهو ما يخالف عرفًا قد بات متبعًا في إدارة فعل المقاومة في غزة وترتيبات أرستها غرفة العمليات المشتركة، إثر ذلك قام العدو بعدوان تمثل في بعض الغارات على مواقع تابعة للمقاومة الفلسطينية، الحدث بتداعياته الأمنية كان محدود بالفعل، ولكن جدلًا فلسطينيًا واسعًا نسبيًا قياسًا بحجم الحدث، أظهر مؤشرات خطرة إلى حد ما، وإن كان لم يرتقِ لجدل سياسي رسمي.
لطالما كانت المقاومة الفلسطينية المسلحة وأدواتها ومهماتها موضعًا لاشتباك بين رهانات صديقة ومعادية، وهو ما ورثته حالة المقاومة الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة، يضاف له جدل يفاقم الحصار والعدوان الأمه وحدته، ولكن المختلف في هذا الطور من عمر المقاومة هو ما أنجزته قواها بانتظام غرفة العمليات المشتركة، والتجارب التي صقلت دور هذه الغرفة كإطار تنسيقي موحد يقود المواجهة المسلحة مع العدو الصهيوني وينظم جهد الفصائل فيها.
لم يخلُ المسار من تحديات وتباينات في وجهات النظر، استطاعت قوى المقاومة جسرها، وتمكنت من تحقيق إنجازات معتبرة على المستوى الوطني والاستراتيجي بأدائها البطولي في معركة سيف القدس ، ولكن حجم الآمال والرهانات وأيضًا الشعار المرفوع بوحدة ساحات النضال في فلسطين، لم يكن مهمة يسيرة بالتأكيد، والحفاظ على ما تحقق من إنجازات ضد العدو في هذه المعركة، ومواكبة ما تبعها من صعود للجهد الشعبي والوطني في مواجهة الاحتلال وتحمل المسؤوليات الخاصة بمواجهة تمادي الاحتلال في جرائمه بحق شعبنا وبما يلائم الهدف والشعار المرفوع، بل والقرار السياسي بالحفاظ على منجزات معركة سيف القدس وهبة أيار المجيدة، قد عقد وفاقم الأعباء الملقاة على عاتق قوى المقاومة، وأحوجها لتطوير أدوات اشتباكها مع العدو وأيضًا قنواتها وأدواتها لنظم هذا الاشتباك، وتعزيز القدرة على استنزاف العدو وأيضًا خفض الأعباء المترتبة على جماهير شعبنا، تلك المهمات الثقيلة يفترض أن تنهض بها المقاومة في ظل حصار واستنزاف لحواضنها، وواقع عربي سيء بالفعل يغطي ظهر العدو ويطعن ظهر من يواجهه، لولا قلة من حلفاء داعمين للمقاومة وجماهير عربية مخلصة لفلسطين وقضيتها.
إن تطوير المهمات سمة لازمة للسعي من أجل التحرير، وكذلك تطوير أدوات تحقيق هذه المهمات، وإجراء المراجعات اللازمة لهذه الأدوات، ولكن هذا بجانب كونه موضوعًا حيًا للنقاش والجدل وتزاحم الآراء في بيئة المقاومة، هو أيضًا مساحة لعمل ضروري على تطوير أدوات الإجابة على الأسئلة والتحديات التي تطرحها المهمات كما يطرحها العدوان المستمر، وأيضًا الأجسام النضالية المشتركة التي يجب أن تعرفها طريقها للتمدد، فما كانت تنجزه قيادة مشتركة للكفاح العسكري، بات يحتاج لبنية نضالية متكاملة، تحيطها شبكة من البنى المجتمعية الممتدة في كل الجغرافيا الفلسطينية.
ورغم أن هذه المهمات في جلها لا يجاب عنها بمقالات الرأي والموقف، أو في العمل البحثي، ولكن عبر تجارب الميادين وساحات النضال وفي غرف وقنوات مغلقة تستنير بما هو مطروح جماهيريًا ووطنيًا بهذا الشأن، رغم هذا تبدو هناك مسؤولية وطنية تتعلق بالإشارة لبطء واضح في تعزيز هذا المسار ورفده بما يحتاجه، بطء قد لا يتصل بغياب الإرادة السياسية لإنجازه، ولكن بالاستنزاف الهائل للموارد، وبالحاجة الحقيقية لجهد ودور من كل وطني فلسطيني وداعم ومناصر لفلسطين.
السبت 05 نوفمبر 2022