بيان بمناسبة الذكرى الثانية لاتفاقية التطبيع مع العدو الصهيوني
الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع
السكرتارية الوطنية
بيان بمناسبة الذكرى الثانية لاتفاقية التطبيع مع العدو الصهيوني.
تحل يوم الخميس 22 دجنبر 2022، الذكرى الثانية لاتفاقية الخيانة والعار، اتفاقية التطبيع العلني والرسمي للعلاقات بين النظام المغربي والكيان الصهيوني؛ وقد قررنا في الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، إحياء هذه الذكرى المشؤومة تحت شعار “جميعا مع فلسطين ولحماية بلادنا من التطبيع مع الكيان الصهيوني” بتنظيم اليوم الوطني التضامني الثامن مع الشعب الفلسطيني، والدعوة لأشكال ووقفات احتجاجية في كل مناطق بلادنا يوم السبت 24 دجنبر2022، ابتداء من الساعة الخامسة والنصف مساء، لنصرخ عاليا في وجه المطبعين ونطالب بإسقاط هذه الاتفاقية المشؤومة، التي وقعها رئيس الحكومة آنذاك، والتي لا تعدو أن تكون إخراجا للعلن لخيار استراتيجي للنظام المخزني والطبقات المسيطرة والأحزاب المخزنية التي يستند إليها، نظرا لتاريخه المخزي في التعاون الخياني مع الكيان الغاصب، خيار يقوم على التبعية للقوى الإمبريالية والاستعمارية الكبرى عبر العالم والعمالة للحركة الصهيونية. وهي من سمات كل الأنظمة الرجعية العربية المستبدة والفاسدة والريعية التي ارتمى جزء منها بشكل علني ورسمي في أحضان هذا العدو الخطير الذي يفتك بشعب فلسطين بهدف تهجيره والاستيلاء على أرضه وشطب هويته. وركبت البلدان المعنية موجة التطبيع في إطار ما سمي”اتفاقية أبراهام”، وهي تسمية مغرضة توحي وكأن الصراع في المنطقة هو صراع ديني يقتضي حله التوافق بين ممثلي الديانات التوحيدية الثلاث عبر شعارات التسامح والتعايش الجوفاء والديماغوجية. بينما واقع الأمر أن المشروع الصهيوني، هو مشروع استعماري استيطاني عنصري إحلالي توسعي قل نظيره في التاريخ، قد لا تشابهه إلا الجريمة ضد الإنسانية المرتكبة ضد الهنود الحمر بأمريكا.
لقد اتسمت هذه الفترة بالنسبة لبلادنا بتصاعد وتسارع مذهل ومخجل لخطوات التعاون الرسمي مع الكيان الصهيوني في كل المجالات: التجارية والفلاحية والصناعية والعسكرية والأمنية والاستخباراتية والتربوية والأكاديمية والفنية والثقافية والرياضية والدينية والسياحية والتشغيل والعدل والمحاماة والنقل والرحلات الجوية وفي مجال توأمة المدن وغيرها. وما من مجال إلا وشهد اتفاقية تعاون وتنسيق حتى أصبحت بلادنا أمام عدو تهيأت له الآن كل الشروط لفرض حماية كاملة على بلادنا، نظرا لما توفره له الإمبريالية من دعم عسكري وسياسي ودبلوماسي.
في نفس الوقت الذي تعززت في الكيان الصهيوني النزعات الفاشية والتطرف الديني والعرقي، ومعها تنامت بشكل ملفت للنظر أعمال التطهير العرقي والتقتيل والفتك اليومي بالشعب الفلسطيني، خاصة في الضفة الغربية والقدس؛ كما زادت حدة التهديدات للمسجد الأقصى من خلال الاقتحامات المتكررة وتوسيع الأنفاق والحفريات، واضطهاد المرابطين به. ويتم ذلك من طرف جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين على حد سواء بمختلف الأشكال العنصرية البغيضة التي لا تقيم وزنا لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، في محاولة لفرض حالة من الاستسلام على الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة برمتها، وخاصة شعوب البلدان التي انخرطت في التطبيع الرسمي.
إلا أنه، وخلافا لتوقعات المطبعين والصهاينة، فكل اتفاقيات التطبيع، من كامب ديفيد (مصر) ووادي عربة (الأردن) واتفاقيات أبراهام (الإمارات، البحرين، المغرب، السودان) لم تزد شعوب منطقتنا إلا ممانعة، وهو الأمر الذي تعبر عنه المسيرات والوقفات الاحتجاجية والحملات المناهضة للتطبيع لهذه الشعوب، وأكدته الجماهير الرياضية الغفيرة واللاعبون في ملاعب مونديال قطر لكرة القدم.
كما ساهم مجهود عدد من المنظمات الحقوقية، مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، في فضح الطابع العنصري ونظام الأبارتهايد الصهيوني أمام أنظار العالم قاطبة.
وتميزت هذه الفترة، على مستوى بلادنا، بمقاومة رائدة للمسلسل الخياني المشار إليه، بقيادة جبهتنا، الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع وكافة القوى والفئات والشخصيات الداعمة للشعب الفلسطيني؛ وهي مقاومة لازالت متواصلة نسعى إلى استنباتها وتجذيرها في عمق المجتمع المغربي الرافض لأي علاقة مع الصهاينة المجرمين.
ويتظافر هذا المجهود مع كفاح الشعب الفلسطيني، حيث مثّلت معركة سيف القدس أهم معالمه الحديثة والتي أبرزت دور المقاومة والوحدة المتينة للشعب الفلسطيني في مختلف مناطق تواجده، ناهيك عن تصاعد المقاومة المسلحة العنيدة في الضفة الغربية ممثلة في عرين الأسود وكتيبة جنين وغيرهما.
لقد انفضح زيف كل الشعارات المخزنية التي انبنى عليها التطبيع، ومنها أن التعاون مع الكيان الصهيوني المجرم لا يتناقض مع دعم الشعب الفلسطيني، وهي كذبة لا تنطلي على أحد. كما اتضح أن هذا المسعى يهدد الأمن والسلام الهش أصلا بين بلدان المغرب الكبير وأن هذا الكيان يشكل خطرا فعليا على كل شعوب منطقتنا ويعد أداة مهمة في يد الولايات المتحدة الأمريكية لاستدامة السيطرة عليها وعلى خيراتها.
وفي الختام، نعبر في السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع عن:
1. تهانينا للمنتخب المغربي والجماهير الشعبية المساندة على الإنجاز الرياضي المهم بتأهله لنصف نهائي كأس العالم، وعلى الانتصار لفلسطين وقضاياها من خلال رفع العلم الفلسطيني والشعارات المناصرة لها.
2. إدانتنا للإعلام الصهيوني وأبواق المطبعين على تحاملهم على المنتخب الوطني وعلى جماهيره.
3. إدانتنا للعمل الخبيث للإعلام الرسمي الذي عمد إلى حذف مشاهد انتصار الجماهير الكروية لفلسطين، من روبورتاجاته إذعانا للإرادة الصهيونية.
4. إدانتنا لانبطاح الأغلبية في البرلمان الصوري للمخططات الصهيونية بمصادقة غرفتيه على اتفاقيات الخزي والعار المحالة عليه من طرف الحكومة المخزنية.
5. تنويهنا بجميع الجهود المتنامية المساندة لفلسطين والمناهضة للتطبيع من أبناء شعبنا وأمتنا وأحرار العالم، وإدانتنا لكل المهرولين للتطبيع والعمالة للكيان الصهيوني.
6. تأكيدنا لشعبنا المغربي الأبي، الذي تسكن القضية الفلسطينية في وجدانه، أننا على العهد باقون وأننا جميعا بفضل عملنا الوحدوي والدؤوب سنسير ، معا وسويا، حتى إسقاط التطبيع وهزم الصهيونية وتحرير فلسطين، كل فلسطين.
السكرتارية الوطنية
الخميس 22 دجنبر 2022.