بيان الجمعية المغربية لحقوق الإنسان- فرع القصيبة
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان
( فرع القصيبة )
بيان إلى من يهمه الأمر وإلى عموم الرأي العام.
تابع الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان كما تابع الرأي العام عبر وسائل التواصل الإجتماعي، فيديوهات عن اعتصام ساكنة “إيمينتفيرست” بمنطقة “مرامان” القريبة من القصيبة (على بعد 3km فقط), كما تابعنا فيديوهات عن القمع المسلط من طرف ممثلي السلطة أثناء هدم الخيمة على رؤوس المعتصمين والمعتصمات، في محاولة منهم فك الإعتصام السلمي، الذي دخل فيه ساكنة المنطقة المتضررة من جراء استمرار أشغال شركة لاقتلاع وتكسير الأحجار، بمحاداة بمساكنهم البسيطة.
بعد كل هذا انتقلت لجنة منتذبة عن الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالقصيبة، إلى عين المكان، لجمع المعلومات واستكمال المعطيات، والإستماع الى عينات من الشهود، من عين المكان، ومعاينة الأضرار الناجمة عن استمرار أشغال الشركة المذكورة، حيث اطلعت اللجنة المنتذبة على “تصدعات” و”شقوق” عميقة تخترق عشرات المنازل المحادية للورشة المذكورة، “التصدعات” و”الشقوق” التي لم تسلم منهما حتى المباني البعيدة عن تلك الورشة، حيث أطلع المتضررون ممثلي اللجنة المنتذبة من طرف جمعيتنا، على حطام لجدران محطمة بسبب اهتزازات، بفعل “المتفجرات” المستعملة من طرف صاحب المشروع أثناء اقتلاع الأحجار من جوف الأرض، حسب إفادة الساكنة المتضررة.
إن الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بعد معاينته للأضرار الواضحة للعيان، وبعد الإطلاع على فيديوهات تظهر التدخل الفض للسلطة اتجاه المعتصمين والمعتصمات، لثنيهم عن مواصلة احتجاجهم السلمي، التدخل الذي وصل الى حد سقوط بعض النساء (عددهن 4) مغمى عليهن، كادت الأمور أن تصل إلى ما لا يحمد عقباه، لولا تدخل عناصر من الوقاية المدنية ونقلهن الى المستشفى المحلي حيث قدمت لهن بعض الإسعافات.
لكل ماسبق نعلن للرأي العام وإلى كل المسؤولين بمختلف مواقعهم مايلي:
– أولا : نعلن تضامننا المبدئي واللامشروط مع الساكنة المعتصمة، وندعو مختلف السلطات إلى إعمال الحكمة وحسن الإنصات إلى مطالب الساكنة العادلة وتلبيتها فورا، وذلك درءا لخطر الإنهيار الذي يتهدد مساكنهم، وحياة أبناءهم، من جراء ما قد يترتب عن الاستمرار في سياسة الٱذان الصماء التي تنهجها الشركة المعنية، بدون مراعاة للمعايير الجاري بها العمل، والمتفق عليها في دفاتر التحملات، التي على أساسها، منحت هذه الشركة رخصة بدء الأشغال.
– ثانيا : ندعو السلطات إلى فتح تحقيق جدي ونزيه، للوقوف على حجم الأضرار التي ألحقتها أشغال الشركة المذكورة على مصالح الساكنة المجاورة للمقلع، في منازلهم وكذا تأثيرها السلبي على البيئة وعلى مختلف الأنشطة التي يزاولونها، من فلاحة ورعي، جراء تطاير الأتربة والغبار، وتلويث للماء والهواء.
– ثالثا : نستنكر إقدام المسؤولين، على الترخيص بإحاطة كل المنطقة (منطقة مارامان) بمختلف مصادر التلويث للبيئة (مجاري وادي الحار، محطة تصفية المياه العادمة بأمشاظ، معمل الإسمنت، بمنطقة “تاغزوت”، بالإضافة إلى مقلعين متقاربين جدا، لاقتلاع وتكسير الأحجار بالمتفجرات)، كأنهم بإقدامهم هذا، يقصدون العبث بمنطقة “تحمل اسما له مكانة رمزية خاصة في الذاكرة الجماعية لسكان آيت “ويرة”، المنطقة التي ارتبط اسمها بمعركة “مرامان” المجيدة التي تشهد على إحدى الملاحم التاريخية المسجلة بمداد من ذهب في سجل مقاومة الشعب المغربي للإستعمار.
– رابعا : ندعو السلطات كل في موقعه، الى الكف عن تسليط كل أشكال القمع على المعتصمين والمعتصمات، واحترام الحريات والحق في الاحتجاج السلمي الذي تضمنه كل التشريعات الوطنية وكذا مختلف المواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب.
– خامسا: نجدد تضامننا المبدئي واللامشروط مع الساكنة المتضررة، ونعلن دعمنا لكل الخطوات النضالية السلمية التي ستقدم عليها في القادم من الأيام، من أجل تحقيق مطالبها العادلة والمشروعة.
عن مكتب الفرع.