بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي، دورة الفقيد الحاج عبد القادر زروال
بيان اللجنة المركزية للنهج الديمقراطي العمالي دورة الفقيد الحاج عبد القادر زروال
اجتمعت اللجنة المركزية للنهج الديمقراطي العمالي يوم الأحد 9 يوليوز بالمقر المركزي بالرباط في دورة الفقيد الحاج عبد القادر زروال تحت شعار “لكل معركة عمالية صداها داخل الحزب“.
وبعد مناقشتها للقضايا الخاصة بالحياة الحزبية، فإنها تنوه بالمجهودات المعتبرة التي يبدلها الأعضاء والعضوات وجميع الفروع المحلية والجهوية من اجل بلترة وتقوية وتصليب حزبنا من اجل التقدم الحثيث في بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة كما قرره المؤتمر الوطني الخامس. ومن جهة أخرى تنوه اللجنة المركزية بالإعداد الجيد لعقد مؤتمري القطاع النسائي والقطاع الشبيبي التابعين للحزب.
كما ناقشت اللجنة المركزية أهم مستجدات الأوضاع العامة سواء على المستوى الدولي أو الجهوي أوالمحلي وسجلت ما يلي.
على المستوى الدولي:
– استمرار تفاقم وتعمق أزمة المنظومة الامبريالية في إبعادها المتعددة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مع سعيها المحموم من اجل إلقاء تبعاتها على شعوب بلدانها وعلى بقية شعوب العالم.
– استمرار الحرب في أوكرانيا مع ما تحمله من دمار تغذيه الأطماع العدوانية لحلف الناتو والتدخل السافر للامبريالية الغربية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية من اجل تمديد نفوذها إلى المنطقة، وفرض إرادتها وزعامتها على العالم. في مقابل ذلك أطلقت العديد من شعوب أوروبا الغربية عدة حركات من اجل السلم ومن اجل الاحتجاج على الحرب وعلى سياسات دولها المتورطة في النفقات العسكرية والتسلح.
على المستوى القاري والجهوي:
– تحولت أفريقيا أكثر من أي وقت مضى إلى ساحة الصراع بين القوى الامبريالية من اجل إعادة اقتسام النفوذ وإجهاض كل المطامح التحررية في هذه القارة الغنية، ومن اجل الحفاظ على مواقعها التقليدية فإن الامبريالية الفرنسية لا زالت تصعد من تدخلها السافر ضدا على إرادة الشعوب.
– في المنطقة العربية والمغاربية لا زالت الحروب الطاحنة في كل من سوريا، السودان، اليمن، وليبيا تشكل حقيقة الواقع اليومي لهذه الشعوب التي تدفع ثمنها من ضحايا ومعطوبين.
– أما في فلسطين فإن الشعب الفلسطيني المكافح لا يخرج من عدوان صهيوني إجرامي إلا ليدخل إلى عدوان أكثر شراسة ودمارا كما يجري هذه الأثناء في مدينة ومخيم جينين المقاومة. بذلك يسعى العدوان الاستيطاني الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الى المزيد من استهداف المقاومة المسلحة الفلسطينية وإسكاتها لتمرير مخططات الإخضاع التام للشعب الفلسطيني بمباركة الامبريالية ومختلف القوى الرجعية والأنظمة الخائنة بالمنطقة.
– تعيش شعوبنا المغاربية تحت تهديد سباق محموم للتسلح من طرف الأنظمة القائمة، الأمر الذي يحمل أوخم العواقب على هذه الشعوب بما فيه التفريط في حق هذه الشعوب في الحياة في سلام وطمأنينة وعيش كريم.
على المستوى المحلي:
– تعيش كل الطبقات الشعبية ببلادنا تحت آفة الغلاء التي تضرب القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين نتيجة الاختيارات السياسية المطبقة من طرف الكتلة الطبقية السائدة.
– يعيش الشعب المغربي أسوء لحظات فقدانه للسيادة الغذائية والطاقية نتيجة خضوع بلادنا إلى هيمنة الشركات المتعددة الاستيطان على النظام الغذائي العالمي (بمباركة الفاو)، ونتيجة إخضاع بلادنا إلى قسمة العمل الدولي.
– تعرف بلادنا موجة جفاف غير مسبوقة وباتت معها تتدهور شروط الحياة في البوادي، الأمر الذي يفسر تصاعد موجة جديدة من نزوح الساكنة لضواحي المدن أو الهجرة السرية، كما عاشت بعض جهات المغرب مأساة غرق العشرات من الشباب في البحر الأبيض المتوسط او المحيط الأطلسي.
– الارتفاع القوي لعوامل الهشاشة الاجتماعية والبطالة وتنامي الفقر والإغلاق لوحدات الإنتاج والتشريد المتزايد للطبقة العاملة والطرد الفردي والجماعي.
– تخوض الطبقة العاملة معارك نضالية مهمة للغاية تحظى بالاهتمام البالغ من طرف حزبنا وعلى رأسها نضالات عمال/ات سيكوميك، وعمال كوباك جودة، وعمال APM TERMINALS…
– لا زال النظام متماديا في استغلال قضية الهجرة نحو أوروبا بحيث يستعملها سياسيا ولتحقيق بعض مصالحه وهو يلعب دور الدركي الذي يمنع الهجرة ويحرِّمها مما أسفر عن تقتيل للمهاجرين والمهاجرات الأفارقة.
– المزيد من القمع والتضييق على القوى المناضلة وإطلاق يد الأجهزة القمعية للتنكيل بالمعارضة والانتقام من المعتقلين السياسيين وعائلاتهم.
– في مواجهة هذه الأوضاع تخوض الطبقة العاملة نضالات قوية وطويلة النفس بالإضافة إلى بروز حركات شعبية في كل مناطق البلاد للدفاع عن مطالبها الاجتماعية، السياسية والاقتصادية. إنها حركات نضالية تعري عن عمق أزمة النظام وفشل مشروعه المخزني كتعبير عن احتداد التناقضات الطبقية بين الكتلة الطبقية السائدة وعلى رأسها المافيا المخزنية من جهة ومجموع الجماهير الشعبية المشكلة من الطبقة العاملة وعموم الكادحين والفئات الوسطى من جهة أخرى.
– توجه اللجنة المركزية تحيتها وتقديرها للجمعية المغربية لحقوق الإنسان وذلك بمناسبة ذكرى تأسيسها ال 44 وهي مقتنعة بالدور الرائد الذي تسديه هذه الجمعية المناضلة للدفاع عن حقوق جماهير شعبنا في كافة الميادين وتساندها ضد ما تتعرض له من قمع وتضييق.
انطلاقا مما سبق، فان اللجنة المركزية إذ تدين بشدة الحرب الطبقة التي تشنها الكتلة الطبقية السائدة والنظام المخزني على مكتسبات الشعب المغربي وقدرته الشرائية وعلى الحريات العامة، والتمادي في إغراق بلادنا في مستنقع التطبيع مع الكيان الصهيوني، فإنها تدعو إلى:
+ المزيد من الانخراط في الحركات النضالية من اجل توقيف موجة الغلاء في المواد الأساسية وفرض اتخاذ إجراءات ملموسة وعاجلة لتخفيض الأسعار.
+ الزيادة في الأجور والتعويضات والمعاشات وتطبيق السلم المتحرك للأجور.
+ توقيف موجة التسريحات الجماعية للعمال والعاملات، واحترام الحريات النقابية وإرجاع المطرودين النقابيين على خلفية انتماءاتهم النقابية، وتكثيف أشكال التضامن مع النضالات العمالية ومنها نضالات عمال/ات سيكوميك بمكناس، وكوباك جودة وAPM TERMINALS والعمال/ات الزراعيين/ات باشتوكة آية باها وبركان والغرب وعمال النظافة…).
+ الاستجابة الفورية لمطالب ساكنة البوادي من أجل الحق في الماء ومن أجل وقف الاعتداء على الحق في الأراضي وتوقيف كل الاعتداءات على أراضي الجموع سواء في الوديان الثلاثة أو الرعي الجائر بسوس، والترامي على الأراضي السلالية بمختلف المناطق.
+ احترام الحريات العامة، وحقوق الإنسان وإطلاق السراح الفوري لكافة المعتقلين السياسيين.
+ تقوية الجبهة الاجتماعية من اجل النضال الوحدوي على المستوى الوطني.
+ التضامن مع نضال الشعب الفلسطيني لتحرير وطنه وإقامة دولته الوطنية الديمقراطية على كامل ترابه وعاصمتها القدس.
+ تصعيد النضال الشعبي والوحدوي من اجل إسقاط التطبيع للدولة المخزنية مع الكيان الصهيوني.
+ التضامن الراسخ مع الثورة السودانية والمساندة للحزب الشيوعي السوداني في قيادة الثورة السودانية إلى جانب باقي القوى الثورية السودانية حتى تحقيق أهداف الثورة المجيدة.
+ التضامن مع كافة الشعوب في نضالاتها ضد الامبريالية. والدعوة للسلم ووقف الحروب وسياسات السباق نحو التسلح المدمرة لطموحات الشعوب في العيش في سلام، والتحرر من القبضة الامبريالية وأدواتها العسكرية.