البيان العام الصادر عن المؤتمر الوطني لشبيبة النهج الديمقراطي العمالي

البيان العام الصادر عن المؤتمر الوطني لشبيبة النهج الديمقراطي العمالي

حزب النهج الديمقراطي العمالي
شبيبة النهج الديمقراطي العمالي
المؤتمر الوطني

البيان العام الصادر عن المؤتمر الوطني لشبيبة النهج الديمقراطي العمالي

انعقد أيام 14، 15 و 16 يوليوز 2023 المؤتمر الوطني لشبيبة النهج الديمقراطي العمالي في جو رفاقي ديمقراطي رغم الحصار والمنع الممنهجين من طرف النظام المخزني الذي استهدف حق شبيبتنا في الاستفادة من القاعات العمومية، لكنها أبت إلا أن تعقد مؤتمرها بنادي هيئة المحامين بالرباط، بكل إصرار وصمود.

وينعقد هذا المؤتمر تحت شعار “نبني الحزب ويبنينا.. نصنع التغيير ويصنعنا”، انسجاما مع الخط الفكري والسياسي لتنظيمنا العتيد حزب النهج الديمقراطي العمالي، وللتأكيد على انخراط الشبيبة في مهمة بناء حزب الطبقة العاملة . و عموم الكادحين، والمساهمة في إنجاز هذا المشروع التاريخي الذي أعلنه المؤتمر الوطني الخامس للحزب؛ لإنجاز المهام التاريخية المتمثلة في الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية المفتوحة على الأفق الاشتراكي، وأيضا للتأكيد أن عملية بناء شبيبتنا وتقويتها وبلترتها وتصليبها، لن تتم بمعزل عن العمل الميداني النضالي إلى جانب كافة التنظيمات الشبيبة التقدمية والديمقراطية والحية المناضلة ضد المخزن، وإلى جانب كافة الحركات الاحتجاجية المطالبة بمختلف الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والرياضية والفنية… كما أن هذا الشعار يستلهم شعار “لنبني الحزب الثوري، تحت نيران العدو” الذي رفعته منظمة إلى الأمام الماركسية اللينينية، حيث أكد المؤتمر الوطني لحزبنا أن مهمة التغيير الحقيقي مهمة آنية لا تقبل التأجيل، ولا يمكن فصلها عن عملية بناء أدوات التغيير الثوري وعلى رأسها حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين وأدوات الدفاع الذاتي للجماهير إضافة الى جبهة الطبقات الشعبية.

وفي جو من المسؤولية والروح الرفاقية الديمقراطية يؤكد المؤتمر الوطني لشبيبة النهج الديمقراطي العمالي ما يلي:

على المستوى الدولي:

– تعمق أزمة النظام الرأسمالي العالمي التي انطلقت سنة 2008 وتفاقمها بشكل مهول وغير مسبوق أثناء وبعد فترة “كورونا” وعجزه عن تجاوزها مما يدفعه إلى تكثيف استغلال الطبقة العاملة ونشر الهشاشة في أغلب قطاعات الشغل وتسريح مئات الآلاف من الشغيلة والتراجع عما سمي “دولة” الرفاه الاجتماعية ونهب ثروات الشعوب ودفع العالم إلى المزيد من التسلح والحروب.
– بداية بروز عالم امبريالي متعدد الأقطاب الشيء الذي يفسر تصاعد التوتر بين القطب الغربي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية، والأقطاب الصاعدة بزعامة الصين وروسيا، مما يمكن أن يوفر هامشا من الاستقلالية وشروطا إيجابية أمام
الشعوب والطبقة العاملة بقيادة أحزابها الشيوعية الثورية لبناء القطب النقيض الحقيقي للمنظومة الرأسمالية.
– يجدد رفضه للحرب الجارية الكارثية في أوكرانيا داعيا في هذا الصدد القوى الاشتراكية وكل القوى المحبة للسلام إلى تكثيف الجهود والنضال من أجل الوقف الفوري لها ، وحل حلف الشمال الأطلسي “النيتو” التوسعي الذي يستحيل بناء سلم عالمي في ظل بقائه وغيره من المنظمات والأحلاف العسكرية الامبريالية.
– يؤكد أن تسارع صعود اليمين المتطرف والعنصري في عدد من الدول الغربية إلى السلطة هو تعبير جلي عن أزمة الديمقراطية التمثيلية البرجوازية (المقاطعة الكبيرة للانتخابات تشابه السياسات المتبعة النيوليبرالية المتوحشة في دول المركز رغم اختلاف التيارات الحاكمة)، وتأكيده في هذا الصدد أن البشرية في مفترق طرق وأن لا مفر لها من البربرية والهمجية إلا بالنضال من أجل بناء البديل الاشتراكي.
– يحيي نضالات الحركات الاجتماعية الشعبية والتنظيمات اليسارية في أمريكا اللاتينية التي بلغت مراحل متطورة من الصراع الشرس ضد المشروع اليميني الفاشي المدعوم من الامبريالية الأمريكية، ويدعو القوى الثورية، وفي مقدمتها الماركسية، إلى تصعيد النضال الشعبي من أجل التخلص من هيمنة الأوليغارشية العميلة على الاقتصاد والأجهزة الأمنية والعسكرية ومن ضرورة الاستفادة من الأخطاء التي سقطت فيها التجارب اليسارية الاشتراكية التي شهدتها هذه القارة في
الثلث الأخير من القرن الماضي.

على المستوى الإقليمي:

– يسجل تصاعد وثيرة النهب البشع لخيرات القارة الإفريقية من طرف الامبريالية وعملائها في ظل مقاومة شعوب القارة من أجل التحرر الوطني والديمقراطية.
– صعود قوى الثورة المضادة للسلطة في كل من مصر وتونس والسودان وسوريا، نتيجة ضعف قوى التغيير خاصة ضعف القوى الثورية اليسارية من جهة ونتيجة الدعم الإمبريالي للقوى الرجعية على مستوى الأقطار العربية والمغاربية، في هذا الصدد فإن المؤتمر الوطني لشبيبة النهج الديمقراطي العمالي يهيب بكل القوى المعادية للإمبريالية الغربية والصهيونية والرجعية وفي مقدمتها الشبابية إلى رص الصفوف للنضال ضد الثالوث الملعون.
– يدين بشدة هجوم الصهيونية على مخيم جنين المقاوم، ويحيي المقاومة المسلحة الثورية الناشئة للشبيبة الفلسطينية في مناطق الضفة الغربية، ويعبر عن تضامنه التام مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل تحرير فلسطين من النهر إلى البحر وبناء الدولة الديمقراطية العلمانية على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس، ويعتبر أن القضية الفلسطينية قضية وطنية كما يحيي عاليا كل أنواع المقاومة التي يبدعها الشعب الفلسطيني داعيا كل الضمائر الحية في العالم إلى النضال من أجل تحرير الأسرى والأسيرات من السجون الصهيونية.
– يؤكد باعتزاز وافتخار رفض الشعوب العربية والمغاربية هرولة الأنظمة الرجعية نحو المزيد من التطبيع بشتى أنواعه (العسكري، الأكاديمي، الرياضي الثقافي، الاقتصادي..) عبر الاحتجاجات والمسيرات وحملات المقاطعة المتنوعة.

على المستوى الوطني:

يهنئ كافة المؤتمرات والمؤتمرين بالنجاح الباهر للمؤتمر الوطني رغم كل أشكال التضييق والمنع، ويحيي إصرارهن وإصرارهم على عقده وإنجاحه كمحطة تنظيمية وسياسية هامة في تاريخ نضال شبيبتنا؛ ويشكر كافة الهيئات الوطنية والدولية التي حضرت حفل الافتتاح والأشغال، أو التي أرسلت رسائل التضامن والتهنئة.
تنديده الشديد بالتضييق والمنع الذي مازال يطال أنشطة الشبيبة وحقها في استغلال القاعات العمومية، واعتباره أن استغلال المرفق العمومي والاستفادة من الدعم العمومي والحصول على وصل الإيداع القانوني حق مشروع للشبيبة وليس هبة، وفي هذا الصدد يتوجه بالشكر والتحية لكل المنظمات والهيئات الديمقراطية الوطنية والدولية، على تضامنها مع الشبيبة ضد الحصار والمنع الذي تتعرض له.
– يعلن تضامنه المطلق مع مختلف التنظيمات الشبابية التي تتعرض للحصار والتضييق والمنع.
يندد بالهجوم على القدرة الشرائية للشعب المغربي من طرف الرأسمال الاحتكاري المضارباتي عبر الارتفاعات المتتالية لأسعار المواد الاستهلاكية الأساسية وفي مقدمتها المواد الغذائية وما يترتب عن ذلك من تنامي لمظاهر الفقر والبؤس الاجتماعي، في الوقت الذي تتراكم فيه الثروات والغنى الفاحش في يد المافيا الاحتكارية.
– يحيي نضالات الطبقة العاملة في كل ربوع الوطن ضد القمع والاستغلال الطبقي والتضييق على الحريات النقابية ومن أجل تحقيق مطالبها العادلة والمشروعة.
– يدعو إلى الاستمرار في النضال من أجل إعادة بناء الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، نقابة لكل الطلاب على أساس مبادئها التاريخية، وعلى أرضية المصالح المادية والمعنوية للطلبة، كما يدعو كافة الفصائل والمكونات الطلابية الديمقراطية إلى نبذ العنف وفضح مرتكبيه ووضع برنامج حد أدنى يروم توحيد وتنظيم النضالات الطلابية ضد تنزيل القانون الإطار 51.17 المؤطر لكل سياسات الدولة الحالية في مجال التعليم وضد تسارع وتيرة التطبيع في قطاع التعليم مع الكيان الصهيوني الإرهابي المجرم.
– دعمه ومساندته المبدئية للمعارك البطولية التي تخوضها الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، ويؤكد على تبنيه لمطالبها الأساسية المتمثلة في الحق في الشغل والتنظيم، ويجدد مطالبته بالاعتراف القانوني بالجمعية الوطنية ومعاقبة الجناة الحقيقيين في اغتيال الشهيد كمال الحساني ومصطفى الحمزاوي ونجية أدايا.
– تضامنه كافة الإطارات والهيئات الشبابية المناضلة نضالات الطلبة الأطباء والمهندسين والشبيبة العاملة، الحركة مع الطلابية، والأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد…)، واعتباره أن الحركات الاحتجاجية رد فعل طبيعي على السياسات النيوليبرالية المتبعة من طرف النظام المخزني المملاة من طرف الدوائر الامبريالية.
– يدعم كل أشكال النضال الديمقراطي التقدمي المطالب بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، حتى تتبوأ مكانتها الطبيعية كثقافة ولغة وطنية، ويدين الاستمرار في محاولات طمس الثقافة والهوية الأمازيغيتين، ويعتبر أن القضية الأمازيغية لن تحل إلا بالنضال من أجل بناء الدولة الوطنية الديمقراطية الشعبية الفيدرالية العلمانية التي تضمن استفادة المناطق ذات الخصوصية من ثرواتها وازدهارها.
– يدين من جديد تسارع التطبيع الرسمي مع الكيان الصهيوني وتوسعه إلى مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية.. وقمع الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، ويدعو الشعب المغربي إلى مواجهة محاولات الكيان الصهيوني لاختراق المجتمع المغربي، وصهينة مؤسسات الدولة المغربية، ويطالب بإسقاط التطبيع وتجريم كل أشكال ممارسته.
– يعبر المؤتمر عن استيائه من تزايد مآسي المهاجرين المغاربة؛ سواء في دول الخليج أو بالدول الغربية، خاصة بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية وما نتج عنها من فقدان مناصب الشغل، وتزايد الاضطهاد العنصري المدعوم سياسيا من اليمين الفاشي واستمرار الربط التعسفي بين الهجرة والتطرف الديني والإرهاب، ويدين سياسة القمع والعنف المخزني الممنهجة الموجهة للمهاجرين وطالبي اللجوء، والتي ينتج عنها سقوط ضحايا باستمرار.
– تنديده بالاعتقالات والمحاكمات الصورية التي طالت العديد من المناضلين وقادة الحراكات الشعبية، والصحفيين والمعبرين عن الرأي والطلبة والمعطلين والأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد والصحافة المستقلة… ويطالب في هذا الصدد بإطلاق السراح الفوري لكافة المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي والتعبير، ووقف كل المتابعات.
– يرى المؤتمر الوطني للشبيبة أن هذا الوضع الذي يتميز بصفة عامة بتغول حاد للنظام المخزني والتراجع المهول على كافة الحقوق والمكتسبات، يتطلب تصدي في مستوى التحديات المقلقة، لذلك يتوجه بدعوة صادقة لكافة القوى الشبابية المناضلة المناهضة للاستبداد والفساد على اختلاف توجهاتها وتقديراتها إلى نبذ الحسابات الضيقة ورص الصفوف في إطار جبهة شبابية ديمقراطية موحدة حقيقية ضد القمع والخوصصة والهشاشة والبطالة.

وفي الأخير، يؤكد المؤتمر اعتزاز شبيبة النهج الديمقراطي العمالي، كجزء لا يتجزأ من النهج الديمقراطي العمالي، الذي يعتبر شكلا من أشكال الاستمرارية للحركة الماركسية اللينينية المغربية عموما ومنظمة إلى الأمام خاصة، بكل المواقف والمقررات الصادرة عنه وعن قيادته وكافة القضايا التي يتبناها، وعلى رأسها بناء حزب الطبقة العاملة و وعموم الكادحين، ويعبر عن استعداد الشبيبة الدائم للنضال من أجلها والانخراط فيها.

إرادتنا لن تقهر.. نعقد مؤتمرنا ضد الحصار وسياسة المنع
المجد لشهداء الشعب المغربي وشهداء التحرر عبر العالم.
نصنع التغيير ويصنعنا..

المؤتمر الوطني
الرباط، في 16 يوليوز 2023