بيان الجمعية المغربية لحقوق الانسان رقم 9 حول الإبادة الجماعية في قطاع غزة

يتابع المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان باهتمام شديد فصول وأطوار الإبادة الجماعية التي يقترفها الكيان الصهيوني / العنصري / نظام الأبارتايد ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة؛

مازالت آلة العدوان الصهيوني تحصد أرواح الأبرياء في قطاع غزة منذ 8 أكتوبر الماضي، وقد قارب عدد الشهداء 40 ألف والمصابين تجاوز 80 ألف جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ، ويقدر عدد المفقودين ب 10 ألف، جزء منهم لازال تحت أنقاض البنايات المدمرة وجزء آخر مختطف لدى سلطات الكيان الصهيوني المحتل؛

لم تنج الأطقم الطبية والإسعافية من التقتيل الممنهج، من أجل تعميق جراح الشعب الفلسطيني، كما تم استهداف الجسم الصحافي لثنيه عن نقل حقيقية الإبادة الجماعية في قطاع غزة المدمر والمحاصر، وقد سيطرت قوات الاحتلال الصهيوني على معبر رفح لما يزيد على السهر، وبذلك يتم منع دخول المساعدات إلى قطاع غزة، من أغذية وأدوية ووقود. ما جعل قطاع غزة يتعرض لتجويع غير مسبوق وبدأ الشهداء يتساقطون بسبب سوء التغذية وجفاف الاجسام وخصوصا من الأطفال، كما تم منع المنظمات الإنسانية ومنظمات الأمم المتحدة من القيام بدورها كمنتظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونوروا” التي تعرضت مقراتها للتدمير، التي تأوي الآلاف من النازحين، والذين نزحوا داخل قطاع غزة لعدة مرات تحت مبررات المناطق “الآمنة” وخصوصا بعد اجتياح الجيش الصهيوني لمنطقة رفح، التي كانت تأوي مليون ونصف من النازحين.

وبالموازاة مع الإبادة الجماعية في قطاع غزة، استباحت القوات الصهيونية وقطعان المستوطنين المدججين بالسلاح مدن وقرى الضفة الغربية ومنطقة القدس، وقد وصل عدد الشهداء إلى أكثر من 550 والآلاف من الجرحى والمعتقلين الذين يتعرضون لأصناف من التعذيب الجسدي والنفسي، كما يتعرض العديد من سكان الضفة الغربية ومنطقة القدس للإعدامات الميدانية وبدم بارد.

يقوم الكيان الصهيوني بهذه الإبادة الجماعية والمذابح اليومية في حق المدنيين، بمشاركة فعلية للولايات المتحدة الأمريكية، من حيث تزويده بالأسلحة والدعم المالي بملايير الدولارات، وكذلك الدعم السياسي والإعلامي.

كما تعرضت البنية التحتية في قطاع غزة إلى التدمير، بحيث 90% من البنايات تم تدميرها، من منازل ومدارس وجامعات وجل المستشفيات تم إخراجها عن الخدمة بسبب القصف وانعدام المعدات الطبية ونفاد الوقود، إنها خطة ممنهجة لجعل الحياة مستحيلة في قطاع غزة، في أفق التهجير القسري للغزاويين إلى شبه جزيرة سيناء، لكن صمود وثبات أهل غزة أفشل مخطط التطهير العرقي؛

وقد تدارس المكتب المركزي الدور الخطير الذي تلعبه الإدارة الأمريكية في مجلس الأمن ضد الشعب الفلسطيني، بحيث استعملت الفيتوضد 3 قرارات لمجلس الأمن لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وعارضت حصول فلسطين على العضوية الكاملة داخل الأمم المتحدة، علما أن عدد الدول التي تعرف بدولة فلسطين يفوق عدد الدول التي تعترف بدولة الكيان الصهيوني، كما سجل المكتب المركزي الدور المخجل للنظام الرسمي العربي وخصوصا الدول المطبعة مع الكيان الصهيوني : مصر، السعودية، الأردن، الإمارات العربية المتحدة، قطر، البحرين والمغرب؛ وبعد نقاش مستفيض خلص المكتب المركزي إلى ما يلي:

– يجدد إدانته لاستمرار الإبادة الجماعية في قطاع غزة، التي يقترفها الكيان الصهيوني وبمشاركة مباشرة للولايات المتحدة الأمريكية وبدعم من دول الغرب الاستعماري الإمبريالي؛

– يستنكر اجتماع الخيانة بين قيادات عسكرية من دول التطبيع: مصر والسعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة والبحرين ورئيس أركان الحرب الصهيوني في البحرين تحت الرعاية الأمريكية خلال حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة؛

– يثمن اعتراف إسبانيا وإرلندا والنرويج وسلوفينيا بالدولة الفلسطينية؛

– يشجب استعمال الإدارة الأمريكية للفيتو ضد حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، على الرغم من اعتراف 143 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة بقبول فلسطين كدولة كاملة العضوية في المنتظم الدولي؛

– يسجل بإيجابية قرارات محكمة العدل الدولية، التي تؤكد على مسؤولية الجيش الصهيوني في الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة؛

– يطالب المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان المدعي العام للمحكمة الجنايات الدولية بإصدار مذكرات اعتقال في حق قادة الاحتلال الصهيوني وفي نفس الوقت يستنكر الضغوطات الأمريكية على المحكمة الجنائية الدولية لثنيها عن عملها فيما يتعلق بالكيان الصهيوني؛

– يثمن عاليا ثورة الطلاب، التي انطلقت من جامعة كولومبيا العريقة وعمت الجامعات الأمريكية والغربية وأستراليا، والتي أكدت زيف السردية الصهيونية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية في الأوساط الغربية؛

– يحيي كل الاحرار والحرائر في العالم على دعمهم المتواصل لقطاع غزة على وجه الخصوص وللشعب الفلسطيني بشكل عام ويدعو الشعب المغربي إلى مواصلة دعم حقوق الشعب الفلسطيني وإسقاط التطبيع، حتى يتم وقف العدوان والانسحاب الصهيوني الشامل من قطاع غزة وإعادة الإعمار وتحميل الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية والقوى الغربية الخسائر في الأرواح والبنيات التحتية المدمرة؛

– يؤكد المكتب المركزي على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على كامل التراب الوطني الفلسطيني من النهر الى البحر وعاصمتها القدس وأن نظام الأبارتايد الصهيوني في فلسطين إلى زوال كما حصل مع نظيره في جنوب إفريقيا.

المكتب المركزي
19 يونيو 2024