تجديد الوفاء لذكرى الشهداء والانتفاضات الشعبية بتحيين مهامنا السياسية
إن الهدف من إحياء ذكرى الشهداء والانتفاضات الشعبية وضمنها «الانتفاضة الشعبية المجيدة 20 يونيو» ليس فقط هو التعبير على اعتزازنا وافتخارنا بكل شهداء شعبنا، شهداء الحركة الماركسية اللينينية المغربية والحركة الاتحادية الأصيلة وغيرهم من شهداء الشعب المغربي فحسب، الذين راحوا في معركة التحرر الوطني من هيمنة الكتلة الطبقية السائدة ونظامها المخزني وأسبادها الامبرياليين. الهدف أيضا وأساسا هو التعبير عن وفائنا وتشبثنا واستعدادنا لبذل الغالي والنفيس من أجل إنجاز المشروع العظيم الذي ضحوا من أجله: التحرر الوطني على طريق الاشتراكية.
إن الوفاء لهذا المشروع العظيم ليس مجرد كلام نكرره في كل مناسبة، بل هو في الحقيقة، الاستماتة، رغم النكسات والتراجعات في العمل على بناء أدواته التي بدونها سيظل حلما. وتجربة الشعوب أبانت بما لا يدع مجالا للشك أن إنجاز هذه المهمة أصبح منوطا بقيادة الطبقة العاملة وحلفائها الموثوقين (الفلاحون وغيرهم من الكادحين). ولذلك فإن تحقيق هذه المهمة يتطلب بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة وجبهة الطبقات الشعبية التي يشكل التحالف العمالي-الفلاحي عمودها الفقري. ولأن إنجاز هذه المهام يتطلب التدخل الواعي والمنظم للملايين، فإن بناء وتوحيد مختلف التنظيمات الذاتية المستقلة للجماهير الشعبية وفي مقدمتها تنظيمات العمال(ات) والكادحين(ات) مهمة بالغة الأهمية. وبنفس الأهمية التضامن الأممي الذي سيكون له دور معتبر في إنجاز هذه المهمة.
بناء على ما سبق فإن النهج الديمقراطي العمالي يعمل، بدون كلل. ويؤكد على التقدم في السيرورات الأربعة التالية:
1 – سيرورة بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة استمرارا لتجربة الحركة الماركسية-اللينينية المغربية وخاصة منظمة إلى الأمام، حرص النهج الديمقراطي، منذ تأسيسه في أبريل 1995، على اعتبار بناء الأداة السياسية المستقلة للطبقة العاملة مهمته المركزية وتبنى الماركسية كمنهج للتحليل ونظرية في التغيير الثوري وسعى إلى توحيد الماركسيين ثم انطلاقا من دروس التجارب الثورية في العالم العربي والمغاربي ومآلاتها وما تعرفه الرأسمالية من أزمات عميقة وأخذا بعين الاعتبار عدم تفاعل بعض المجموعات الماركسية مع دعواته الوحدوية، قرر في مؤتمره الوطني الرابع، في يوليوز 2016، توفير الشروط للإعلان عن تحمله المسؤولية التاريخية عن تأسيس الحزب المستقل للطبقة العاملة في مؤتمره المقبل. وفعلا تم الإعلان عن تأسيس الحزب تحت اسم حزب النهج الديمقراطي العمالي وتبنيه الماركسية اللينينية واستمراره في مد البد لكل الماركسيين اللينينيين المقتنعين بضرورة بناء هذا الحزب. وبلور برنامجا يمتد للفترة ما بين المؤتمر الوطني الخامس والسادس يهدف من خلاله القيام بمجهود قوي وإرادي مخطط له من أجل بلترة وتقوية وتصليب الحزب.
2- سيرورة المساهمة في بناء وتوحيد التنظيمات الذاتية المستقلة للجماهير الشعبية: يخضع عملنا في التنظيمات الذاتية إلى تراتبية في المرتبة الأولى الحزب والنقابة والمجالس العمالية التي تمثل الآليات الأساسية للطبقة العاملة. وفي هذا الإطار من الخطأ المساواة بين العمل النقابي والعمل في الجمعيات، لأن العمل النقابي هو المدرسة الأولى للصراع الطبقي للعمال والعاملات.
في المرتبة الثانية التنظيمات الذائبية للكادحين وفي مقدمتها التنظيمات الذاتية للفلاحين في المرتبة الثالثة. التنظيمات الذاتية للطبقة البرجوازية الصغرى. إن ضرورة العمل في هذه التنظيمات ينطلق من ضرورة فرض هيمنة فكر الطبقة العاملة وسط الطبقات الشعبية التوفير شروط قيادتها لجبهة الطبقات الشعبية.
3- سيرورة المساهمة في بناء جبهة الطبقات الشعبية: إن بناء جبهة الطبقات الشعبية مسألة استراتيجية ستكون تتويجا لجبهات مختلفة ومتنوعة وطنية ومحلية وقطاعية وغيرها. إن الجبهة التكتيكية التي نسعى إلى بنائها، حاليا، هي الجبهة الواسعة للتخلص من المخزن وخاصة نواته الصلبة المافيا المخزنية والتي تضم كل المتضررين منه. وفي هذا الإطار، حدد مؤتمرنا الوطني التالي جبهتين: الجبهة الديمقراطية التي تضم القوى الديمقراطية والجبهة الميدانية التي تضم كل القوى المناضلة ضد المخزن ويشتغل حزبنا في الجبهة الاجتماعية والجبهة المغربية لدعم فلسطين و(ضد) مناهضة التطبيع والشبكة الديمقراطية للتضامن مع الشعوب.
4- سيرورة المساهمة في بناء أممية ماركسية:
إن بناء أممية ماركسية مسألة صعبة نظرا للانقسامات العميقة التي عرفتها الحركة الشيوعية. إن هذا البناء يجب أن يعتمد على:
– تقييم تجارب بناء الاشتراكية وتجارب الحركة الشيوعية التي ستساعد على تحديد أهم مميزات البديل الشيوعي الذي لا تشكل الاشتراكية سوى مرحلة انتقالية نحوه.
– العمل الجاد من أجل بناء أوسع جبهة عالمية مناهضة للامبريالية بقيادة أمريكا لكونها العدو الأساسي للشعوب. الشيء الذي قد يمكن القوى الماركسية من فك عزلتها وتطوير تحالفاتها والتقدم في الجواب على سؤال «ما العمل؟».
– من المهم جدا تخليد ذكرى الشهداء والانتفاضات الشعبية لكن الأهم والضروري هو تجديد وتحيين مهامنا والخطوات اللازمة علينا لخوض الصراع في مواجهة كل العقبات والصعاب الذاتية منها والموضوعية حتى تجسد الوفاء للشهداء وللقضايا التي ناضلوا من أجلها.