العدد 563 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك يوم 03 يوليو، 2024 جريدة النهج الديمقراطي, منشورات العدد 563 من جريدة النهج الديمقراطي - من 4 الى 10 يوليوز 2024 - يتناول ملف العدد حراك التعليم ودروسه خاض رجال ونساء التعليم حراكا غير مسبوق في أشكاله ومدته وقوته وعمقه الشعبي، واستطاع أن يعيد للاحتجاج الميداني بريقه وفعاليته، وأن يحرك النقابات في اتجاه الفعل النقابي الميداني لتحقيق المصالح الحقيقية للشغيلة التعليمية، ومواجهة محاولات الحكومة المخزنية، الرامية حقيقة، تحت مسمى "الإصلاح"، إلى إعدام الوظيفة العمومية وتكريس هشاشة الشغل في القطاع التعليمي ناهيك عن ضرب مجانية التعليم، وفسح مجال أرحب للقطاع الخاص لتدبير القطاع التعليمي وإنهاك القدرة الشرائية للفقراء وفئات من الطبقة الوسطى. ولذلك فقوة الحراك وزخمه تتأتى من المطالب القوية التي رفعتها التنسيقيات والنقابات الرافضة للنظام الأساسي، والذي اعتبره رجال التعليم نظاما "للمآسي"، ومن أبرز هذه المطالب السحب التام للنظام الأساسي وإلغاء نظام التعاقد المشؤومين واعتماد نظام الوظيفة العمومية كنظام وحيد في القطاع. وتتأتى هذه القوة منا الأشكال النضالية المتميزة، ومنها الإضرابات المتوالية التي بلغت نسبة المشاركة فيها 100% والمسيرات المليونية الوطنية والوقفات الجهوية والمحلية والتوقفات المحدودة زمنيا عن العمل مع الاعتصامات داخل المؤسسات، هذا الزخم النضالي لم يكن المخزن يتوقعه، وفي نفس الوقت عمل عوض الاستجابة الفورية للمطالب العادلة لرجال ونساء التعليم، على ربح الوقت بمحاولات خلق الانقسام بين صفوف رجال ونساء التعليم، ومحاولات تشويه نضال التنسيقيات، والتخويف والترهيب بالاعتقال والاقتطاع من أجور الشغيلة التعليمية بل أكثر من ذلك بتوقيف أزيد من 500 أستاذ وأستاذة دون أن يَفُتَّ هذا القمع في عضد الشغيلة، وذلك بفضل النضال الوحدوي القاعدي الميداني والتضامن الاجتماعي. لقد أكّد الحراك التعليمي أن ما لا يأتي بالنضال يأتي بمزيد من النضال. ونظرا لما تميز به هذا الحراك، نخصص هذا العدد الذي يتزامن مع نهاية الموسم الدراسي لإعادة قراءة كل أبعاده وتوثيقها، لأنها إحدى التجارب النضالية التي تمثل درسا في تدبير المقاومة الشعبية ضد الافتراس المخزني. وفي سبيل ذلك، خصصنا ثلاثة محاور لهذه القراءة، أولها تَتَبّعَ محطات الحراك وأَحَاطَ بسياقها، وفي ثانيها طرح تصور حول الفعل النقابي في سياق الحراك لما أثاره هذا الفعل، وثالث المحاور خصصناه للحصيلة الحراك لتثمين المكاسب وتوضيح النقائص. كما يتضمن العدد المزيد من المقالات والاسهامات السياسية والثقافية.