من وحي الأحداث: مياه فجيج ليست للبيع. لا للشركة
في يوم 14 يوليوز 2024 قام وفد من حزب النهج الديمقراطي العمالي بزيارة تضامن ومساندة لحراك فجيج. وكان لنا عظيم الفخر والاعتزاز بالاستقبال الأخوي الذي خصتنا به تنسيقية الحراك.
كان لقاء مفيدا لنا نحن أعضاء الوفد، لأننا اطلعنا على مجريات الحراك وعناصر الملف من مصادر مسؤولة، ولها شرف ومسؤولية تحمل قيادة الحراك. استمعنا للمرافعة والدفاع على ساكنة فجيج من دون تحيز أو الانتصار لمصالح فئوية أو جزئية. حضر تاريخ المنطقة وتضحيات أهالي فجيج الكرماء والكريمات، الأحرار والحرات.
اليوم فجيج في حاجة إلى الإسناد، ورد الجميل لها ولساكنتها وعلى رأسها الحفاظ على الواحة بالحفاظ على سبب وجودها وهو الماء. هذا الماء الذي اعتبرته التنسيقية سبب وجود الإنسان بفجيج وليس العكس. وكل مساس بهذا المنبع للحياة هو إعدام لواحة فيجيج، وإفراغ لها من أهلها وساكنتها التي عمرت وعاشت في هذه الواحة منذ العشرات من القرون، وساهمت في صنع تاريخ المغرب القديم والمعاصر.
إن ملف الماء بفيجيج له خصوصية قلما توفرت في جهات أخرى من المغرب. على قاعدة التعامل واستغلال الماء من طرف أهل فيجيج نشأ نمط عيش له فرادته، كان من ابرز واهم خصلة وهي اقتصاد الندرة والتعامل العقلاني مع مصدر الحياة وهو الماء. وفي هذا الإطار يمكن الجزم بكثير من اليقين والموضوعية، بأن اقتصاد الماء له خبراء في فيجيج وقد يتعلم منهم خبراؤنا واقتصاديونا الكثير.
وجهت الدولة نظرها إلى هذا المرفق وقررت معالجته مركزيا، وانطلاقا من قاعات الاجتماع المكيفة في الرباط سواء في الوزارات أو مجلس البرلمان من دون أن تستحضر خصوصيات واحة فيجيج وتاريخ فيجيج ومستقبل هذه المنطقة المهمة على جميع الأصعدة. إن المعالجة البيروقراطية للحكومة لقضية مياه فيجيج ومسالة الأرض بهذه الواحة هي معالجة عقيمة تقنوقراطية جاهلة بالخصوصيات، وتفتقر للحكمة التي يجب استحضارها لما تكون الساكنة بجميع فئاتها وعلى رأسها الكادحون والفقراء. انه من الأخطاء السياسة الجسيمة بل هي من أنواع الظلم الاجتماعي المسلط على فيجيج؛ هذه السياسة التي تريد خوصصة الماء بفيجيج وتفويته لشركة خاصة. انه الإمعان في الانتقام من ساكنة فيجيج واستمرار لسنوات التهميش وما سمي بالجمر والرصاص.
فعوض أن ترفع الدولة يدها وتكف عن التضييق على ساكنة فيجيج، ها هي تخطط إلى تهجير الساكنة وطردها من موطنها الطبيعي. لكن إرادة الساكنة عبرت عن نفسها بوضوح وجلاء وتلك خصلة أهل فيجيج لما يعبرون عن موقفهم، فهم يفعلون ذلك بكل وضوح وشجاعة. لقد رفضوا بيع مياه فيجيج وقالوا بصوت واحد ومتضامن لا للشركة. فيجيج اليوم تتعرض لأكبر امتحان في وجودها لما تريد الحكومة بيع مياهها وتفويته لشركة القطاع الخاص.
فيجيج في حاجة اليوم إلى هبة كل الأصوات الحرة، للدفاع عن خصوصياتها وعن نمط العيش التشاركي الذي أبدعته الساكنة منذ عدة قرون. الماء ثروة خاصة بساكنة الواحة ولا دخل لأية جهة في التصرف فيه. الماء مصدر الحياة والعيش لساكنة فيجيج ولا حق لأي كان بأن ينتزعه منهم. لا للشركة وكل التحايا والتقدير لأهلنا بفيجيج الصامدة بالأمس واليوم وغدا.
- العدد 584 من جريدة النهج الديمقراطي
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليوم بالبارحة
- السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الديمقراطي العمالي بجهة الجنوب
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خلال ندوتها يوم 16 دجنبر 2024