الرفيق جميل مزهر ينعي الرفيق اللواء القائد الكبير أبو أحمد فؤاد

الرفيق جميل مزهر ينعي الرفيق اللواء القائد الكبير أبو أحمد فؤاد




عاش ورحل صلباً وسيظل باقياً فينا فكراً ونهجاً ومسيرةً

نائب الأمين العام للجبهة الرفيق جميل مزهر ينعي الرفيق اللواء القائد الكبير أبو أحمد فؤاد

ينعى نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق جميل مزهر باسم الأمين العام والمكتب السياسي واللجنة المركزية وكافة كوادر وأعضاء الجبهة القائد الوطني والقومي الكبير الرفيق المقدسي داوود أحمد مراغة “أبو أحمد فؤاد” نائب الأمين العام السابق، الذي تَرجّل عن ساحات النضال بعد عقود طويلة أفنى فيها عمره مقاتلاً جسوراً وقائداً عسكرياً صلباً لم يعرف التردد أو المساومة، وبقي ثابتاً على المبادئ حتى آخر رمق.

برحيله، فقدت فلسطين والجبهة أحد أعمدة النضال الوطني، ورمزاً من رموز جبهة المقاومة الصلبة، وكان ممن ساهموا في كتابة مسيرة الجبهة الكفاحية منذ انطلاقتها، وظل حاملاً لنهجها المقاوم، ولم يتخلَ عن البندقية، وهو السياسي الذي لم يسقط في وحل التسويات، والقائد الذي لم يعرف الحياد أو المهادنة، والأب الذي احتضن رفاقه بروح التواضع والإخلاص، وكان قريباً من الجميع، دافئ الحضور وصادق الموقف، ورفيقاً حقيقياً يعيش هموم التنظيم والثورة والجماهير، ويشارك الرفاق في كل التفاصيل ويواسيهم ويخفف عنهم همومهم ومعاناتهم.

كان الرفيق أبو أحمد فؤاد من الرعيل الأول للثورة الفلسطينية ممن حملوا راية الكفاح المسلح منذ انطلاقتها، والتزموا دربها بلا تردد أو مساومة، وخاض معارك الصمود والدفاع عن الثورة ووجودنا الوطني، مؤمناً أن فلسطين لا تُحرر إلا بالبندقية والمقاومة المستمرة، عاش ورحل صلباً، لكنه باقٍ فينا فكراً ونهجاً ومسيرةً نكملها بعزيمة وإصرار.

الرفيق أبو أحمد كان مدرسةً ثورية متكاملة تربى على يديه جيلٌ من المقاتلين والمناضلين الذين حملوا الراية من بعده، وظلّ دوماً ثابتاً على المبادئ متقدماً الصفوف، مدافعاً عن الجبهة ونهجها الكفاحي الواضح، رافضاً أي انحراف أو تهاون في المواجهة مع العدو، ومتمسكاً بوحدة الحركة الوطنية الفلسطينية، رابطاً بين النضال الوطني والاجتماعي، ومنحازاً دوماً للفقراء والكادحين، ولم يحِد يوماً عن درب المواجهة، ولم يُساوم ولم ينحنِ، بل ظل واقفاً بشموخ المقاتل المؤمن بعدالة قضيته.

كان الرفيق أبو أحمد فؤاد يرى في القدس جزءاً من قلبه، المدينة التي وُلِد وترعرع فيها، وعاش عشقها في كل تفاصيل نضاله، مدافعاً عن هويتها الوطنية، مؤمناً أنها بوصلة الصراع ولبّ القضية، لا تُحسم إلا في ساحات الاشتباك والمواجهة، وليس على طاولات التفاوض، وكان يرى أن راية فلسطين لن ترفرف خفاقة إلا عندما تتحرر القدس، من بحرها إلى نهرها.

أما غزة التي تخوض غمار ملحمة بطولية، فقد كانت تسكن وجدانه، فقد عشقها بأهلها ومقاوميها، وتابع صمودها رغم مرضه، وكان آخر تواصل لي معه حديثاً عن غزة، سألني عنها وعن أهلها، وعن مقاومتها وصمودها، وأكدنا له أن شعبنا ومقاومتنا بخير، وأن النصر حليفهم مهما بلغت التضحيات وحجم حرب الإبادة.

إننا، وإذ نودّع قائداً جبهاوياً وعروبياً تقدمياً استثنائياً، فإننا نودّع جزءاً من روح الجبهة، ونؤكد له في رحيله أننا سنبقى على العهد، متمسكين بالمبادئ التي أفنى حياته من أجلها، ماضين في درب المقاومة والكفاح، حامِلين رايته حتى تتحقق أهداف شعبنا في التحرير والعودة وإقامة دولة فلسطين على كامل التراب الوطني، وحتى ترفرف راية فلسطين خفاقة على مآذن وكنائس القدس.

المجد لروح القائد الملهم الرفيق أبو أحمد فؤاد والمجد للشهداء والنصر حتماً قادم لشعبنا

نائب الأمين العام للجبهة الشعبية
الرفيق جميل مزهر
17 يناير/ كانون ثاني 2025