سوريا تنزف تحت سياط الإرهاب والغزو

سوريا تنزف تحت سياط الإرهاب والغزو




سوريا تنزف تحت سياط الإرهاب والغزو





تعيش سوريا منذ سقوط حكم عائلة الأسد الاستبدادي وسيطرة المجاميع الإرهابية التكفيرية على وقع هجوم ممنهج على الشعب والبلاد التي تحوّلت واقعيا إلى كانتونات تحت إشراف الغزاة والمحتلين الجدد أمريكيبن وصهاينة وأتراك في إطار ترتيبات مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يهدف إلى تقسيم وتفتيت الأقطار العربية الناتجة عن اتفاقيات سايكس بيكو (1916). وتكرّس العصابات التكفيرية الإرهابية التي وُضعت على رأس حكم دمشق كل وصفات الامبريالية والصهيونية والرجعية الإقليمية ممثلة في محور تركيا/قطر/الإخوان سواء فيما يتعلق بإطلاق يد الكيان الصهيوني الذي يعربد بمنتهى الحرية داخل سوريا بعد أن دمّر كل إمكانياتها ومقدّراتها العسكرية والعلمية أو فيما يتعلّق بإقامة نظام فاشي طائفي يستهدف كلّ الأقليات العرقية والدينية مستعملا أفظع أشكال وأساليب القمع والإرهاب وانتهاك كرامة البشر على الطريقة الظلامية القروسطية مثلما جرى مؤخرا في محافظات الساحل الغربي.

إنّ حزب العمال إذ يجدّد تضامنه غير المشروط مع الشعب السوري الشقيق الذي يتعرّض إلى محنة تقاطعت فيها إرادة كلّ أعدائه من امبريالية وصهيونية ورجعية عربية وإقليمية وأدوات تنفيذ ظلامية، فإنه:

– يعتبر ما يجري في سوريا الشقيقة جزءا من خطة الامبريالية وربيبتها الصهيونية من أجل مزيد تركيع المنطقة لمزيد التحكم في مقدراتها، حيث تلعب القوى التكفيرية الإرهابية صنيعة المطابخ الاستخبارباتية والسياسية الاستعمارية دورا وظيفيا لتكريس أهداف التفتيت على أسس طائفية وعرقية.

– يعتبر أنّ مصلحة الشعب السوري لن تكون مع الغزاة مهما كانت هوياتهم ولا مع عودة “نظام العائلة العلوي الاستبدادي”. إنّ الشعب السوري الذي تمّ السطو على نضالاته وطموحاته المشروعة في الحرية والديمقراطية والتقدم والعدالة الاجتماعية جدير بذلك في إطار وحدته ووحدة ترابه من أجل نظام جديد يقطع مع الاستبداد والدكتاتورية ويؤسس لنظام جمهوري وطني ديمقراطي علماني يحترم تعدد النسيج الديني والطائفي والعرقي والثقافي لسوريا ويوحّد بناتها وأبناءها من أجل تحرير أراضيهم المحتلة (الجولان، لواء الاسكندرون…) وتكريس الوحدة العضوية مع حركة التحرر الوطني الفلسطينية والعربية.

– يهيب بالشعب السوري الشقيق وقواه الوطنية والتقدمية إلى توحيد الجهود وتنظيم الصفوف في أسرع وقت ممكن من أجل التصدي للمخاطر الكبيرة المحدقة به وبالمنطقة وكنس العصابات الظلامية الإرهابية وطرد كلّ الغزاة والمحتلين الذين يمزّقون جسد الوطن تحت أنظار أنظمة عربية واقليمية متواطئة ومتشفية وقوى استعمارية كبرى تتصارع كالكواسر على “الفريسة”.

– يهيب بكل القوى التقدمية في المنطقة وفي العالم أن تنتبه إلى المجازر التي يتعرّض لها الشعب السوري وأن تخلق كل آليات التضامن والاسناد حتى الانتصار على العصابات المعادية للحرية والتقدم والمكلفة بتكريس أهداف أعداء الشعب السوري وشعوب المنطقة.

حزب العمال
تونس، في 10 مارس 2025