بيان اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني

بيان اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني*
عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني اجتماعها الدوري في ظل تصاعد الأحداث على الساحة الفلسطينية، وخاصة في قطاع غزة والضفة الغربية، واستمرار التآمر الدولي والإقليمي على حقوق شعبنا. وبعد نقاش معمق لمجمل المستجدات، أصدرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني البيان التالي:
أولاً : إدانة توسيع العدوان على قطاع غزة ودعوة لتصعيد المواجهة
ترى اللجنة المركزية أن قرار الاحتلال توسيع عملياته العسكرية في قطاع غزة ليس حدثًا معزولًا، بل هو امتداد لسياسة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الممنهجة التي يمارسها العدو منذ عقود ضد شعبنا، بهدف كسر إرادته وإخضاعه سياسيًا واقتصاديًا.ـ
إن تجويع أهلنا في القطاع ومنع دخول المساعدات جزء من استراتيجية الاحتلال لإخضاع المقاومة وكسر الحاضنة الشعبية.ـ
إن الحزب الشيوعي الفلسطيني يؤكد أن الرد الوحيد على الابادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا في قطاع غزة هو تصعيد كافة أشكال المقاومة والمواجهة، السياسية والجماهيرية والمسلحة، محليًا وعربيًا ودوليًا، والعمل على فرض إدخال المساعدات إلى القطاع فورًا ودون أي قيد أو شرط، باعتبار ذلك حقًا إنسانيًا وقانونيًا لشعبنا المحاصر .ـ
ثانياً: التحذير من المؤتمرات الدولية الموجهة ضد مصالح شعبنا
تحذر اللجنة المركزية من الانخداع بالشعارات البراقة التي ترفعها بعض المؤتمرات الدولية تحت عناوين “السلام” و”حل الدولتين”، في حين تخفي في جوهرها أجندات خطيرة تستهدف تصفية قضيتنا الوطنية. مؤتمر نيويورك الأخير، الذي عقد برعاية السعودية وفرنسا، مثال صارخ على ذلك. فقد رُوّج له على أنه لدعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكن بيانه الختامي تجنب أي إشارة لحل الدولتين، وركز بدلاً من ذلك على مطلب نزع سلاح المقاومة دون قيد أو شرط، وهو مطلب يتطابق مع أهداف الاحتلال ويضرب جوهر حق شعبنا في الدفاع عن نفسه.ـ
ثالثاً: انتقاد ممارسات السلطة الفلسطينية والقيادة المتنفذة في منظمة التحرير
تعتبر اللجنة المركزية أن إصرار السلطة الفلسطينية والقيادة المتنفذة في منظمة التحرير على إجراء انتخابات المجلس الوطني في هذه المرحلة العصيبة يعكس انفصالًا خطيرًا عن الواقع النضالي لشعبنا. إن هذه الخطوة، بدل أن تكون مدخلًا للوحدة، تعمّق الانقسام وتكرّس هيمنة فئة سياسية فقدت صلتها بالمشروع الوطني التحرري. وكان الأجدر بها العمل على إعادة بناء منظمة التحرير على أسس وطنية وثورية، لتضم جميع فصائل العمل الوطني دون استثناء، بما يضمن إنهاء الانقسام وتوحيد الطاقات في مواجهة الاحتلال.ـ
رابعاً: الدعوة إلى انخراط السلطة الفلسطينية في الكفاح والنضال
ترى اللجنة المركزية أن السلطة الفلسطينية فقدت منذ زمن طويل وظيفتها الوطنية، وتحولت إلى أداة للتنسيق الأمني مع الاحتلال، وهو ما كان جوهر مهمتها منذ تأسيسها. إن استمرار هذه السياسة يرسّخ دورها كوكيل أمني للاحتلال، وهو ما يرفضه الحزب بشكل قاطع. ومن هنا، تدعو اللجنة المركزية السلطة الفلسطينية إلى مراجعة سياساتها جذريًا، والانخراط في مسار الكفاح والمقاومة وتبني برنامج وطني للتحرر، بما يعيد لها دورها كصوت لشعبنا في المحافل الدولية وداعمًا لنضاله المشروع.ـ
خامساً: خطورة قرار الكنيست بفرض السيادة على الضفة الغربية
تعتبر اللجنة المركزية أن قرار الكنيست بفرض السيادة على الضفة الغربية ليس سوى حلقة جديدة في مشروع صهيوني استيطاني إحلالي بدأ منذ تأسيس الحركة الصهيونية، ويهدف إلى السيطرة الكاملة على فلسطين التاريخية بعد اقتلاع شعبها. هذا القرار يؤكد أن العدو لا يؤمن بأي حلول سياسية حقيقية، وأن مشروعه مدعوم من الإمبريالية العالمية والرجعية العربية، ما يفرض على شعبنا تبني استراتيجية مقاومة شاملة، سياسية وميدانية، لمواجهة هذا الخطر الوجودي.ـ
سادساً: رؤية الحزب للحل
يؤكد الحزب الشيوعي الفلسطيني أن أي حل سياسي لا يقوم على إنهاء الاحتلال بالكامل وإقامة دولة فلسطينية ديمقراطية مستقلة على كامل التراب الوطني الفلسطيني، عاصمتها القدس، وضمان حق العودة الكامل للاجئين هو حل تصفوي مرفوض، إن الحزب يرى أن معركة التحرر الوطني هي جزء من الصراع الأممي ضد الإمبريالية والصهيوني والرجعية وأن انتصار شعبنا يتطلب وحدة النضال الفلسطيني والعربي والأممي.ـ
سابعاً: دعوة للوحدة الوطنية في مواجهة المخططات
تدعو اللجنة المركزية جميع فصائل العمل الوطني المناهضة لاتفاق أوسلو والاحتلال إلى التوحد في جبهة وطنية مقاومة، لمواجهة المؤامرات التي تستهدف تصفية قضيتنا، وتكثيف النضال والكفاح بكافة الاشكال حتى تحقيق التحرير الكامل.ـ
الوضع العربي الراهن
ترى اللجنة المركزية أن الأوضاع العربية تشهد أزمات عميقة نتيجة الهيمنة الأمريكية والصهيونية على المنطقة، وتواطؤ أنظمة رجعية تعمل على خدمة مصالح الخارج على حساب شعوبها.ـ
ـ• سوريا: ما يجري من اقتتال داخلي، خاصة بعد سيطرة الجماعات الارهابية على الحكم وتحديدا جماعة ما يسمى بأحمد الشرع (الجولاني سابقا) في مناطق واسعة، وارتكابها مجازر في الساحل والسويداء، وتغاضيها عن التوغل الصهيوني في الجنوب السوري، إضافة إلى الهيمنة التركية في الشمال، يشكل خطرًا على وحدة سوريا وسيادتها. إن الحل يكمن في توحيد الوطنيين السوريين، وفي مقدمتهم الشيوعيون، لإسقاط مخطط التقسيم وإعادة بناء الدولة الوطنية المستقلة.ـ
ـ• لبنان: تدين اللجنة المركزية قرار الحكومة اللبنانية بسحب سلاح المقاومة بالقوة، وترى فيه تنفيذًا لإملاءات العدو الصهيوني والإدارة الأمريكية، دون أي ضمانات بانسحاب الاحتلال من الأراضي اللبنانية المحتلة أو وقف اعتداءاته على الجنوب.ـ
ـ• اليمن: تحيي اللجنة المركزية الشعب اليمني قيادة وشعبا على عملياته البطولية في إسناد شعبنا في قطاع غزة، متحديًا التهديدات الأمريكية والصهيونية، ومثبتًا أن التضامن الأممي العربي ممكن وفاعل.ـ
ـ• الأنظمة المطبعة: تدين اللجنة المركزية مواقف الحكومات العربية المطبعة مع الاحتلال، التي لم تتمكن من إدخال أي مساعدات إلى غزة، ولم تقطع علاقاتها مع عدو قتل خلال 22 شهرًا أكثر من 60 ألف فلسطيني، جلهم من النساء والأطفال بل تبرر تخاذلها وتقاعسها لشعوبها بأن المقاومة اداة فارسية وكأنه لا يوجد احتلال صهيوني ولا غربي في معظم الدول العربية الفاقدة لسيادتها.ـ
الوضع الدولي الراهن: ترى اللجنة المركزية أن تفاقم الصراعات الدولية، كما هو حادث بين روسيا وحلف الناتو، وبين الصين والولايات المتحدة، ليس صراعًا من أجل تحرر الشعوب، بل هو صراع بين إمبرياليات تتناحر على إعادة تقسيم الأسواق والثروات ومصادر الطاقة والنفوذ. موقف الحزب الشيوعي الفلسطيني واضح: هذه ليست معركتنا ولا معركة الطبقة العاملة، بل هي معركة البرجوازية العالمية، وعلى الشيوعيين أن يناضلوا ضد توظيف هذه الحروب في قمع الشعوب وإفقارها.ـ
الحل الاشتراكي كخيار إنساني: ترى اللجنة أن الحل الجذري لكل الحروب والفقر وتردي الأوضاع الاقتصادية هو التوجه نحو الاشتراكية، التي تضمن توزيع الثروات بعدالة، وتقضي على جذور الاستغلال، وتمنع تفشي الفاشية والنازية في عالم اليوم.ـ
المجد لشهدائنا
الحرية لأسرانا
النصر لشعبنا ومقاومته الباسلة
اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني
* نُشر بالموقع الرسمي للحزب الشيوعي الفلسطيني يوم 11 آب/أغسطس 2025