لجنة المتابعة الوطنية للجبهة الاجتماعية المغربية:كلمة بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة الفقر
كلمة بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة الفقر
أيها الحضور الكريم،
باسم لجنة المتابعة الوطنية للجبهة الاجتماعية المغربية أحييكن/م رفيقاتي رفاقي وأحيي كل المشاركات والمشاركين في عشرات الوقفات الاحتجاجية التي تنظم اليوم في مختلف المناطق ببلدنا العزيز بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على الفقر.
لقد اتسعت رقعة الفقر إلى حد لا يطاق بحيث أصبح يمس حوالي ثلثي السكان وما يترتب عنه من امتهان للكرامة الإنسانية ومآسي تدمي القلب وجحيم اجتماعي يعاني منه حوالي 22 مليون نسمة.
ومعه تتسع الفوارق الاجتماعية، هي الأعلى من بين البلدان المغاربية بينما تستحوذ كمشة من العائلات المغربية على اقتصاد وخيرات البلاد.
أيتها الجماهير المسحوقة، إن الفقر لم ينزل من السماء بأمر الهي، كما يروج دجالو النظام وفقهاء البلاط، بل هو نتيجة لسيطرة الامبريالية وخاصة الامبريالية الفرنسية على بلادنا والكتلة الطبقية السائدة والنظام المخزني الذي ترتكز عليه. فسياسات هذا النظام ، نظام الرأسمالية التبعية المخزني، تقوم على التبعية والاحتكار والريع والاستبداد وذلك من خلال:
– الاستغلال المكثف للطبقة العاملة وحرمانها من أبسط حقوقها القانونية ومنها الانخراط في الضمان الاجتماعي والحد الأدنى للأجور والعزم على تجريدها من سلاحها في الكفاح أي ممارسة حق الإضراب وتسهيل تشريدها …
– إغراق البلاد في الديون التي تقارب الناتج الداخل الخام نتيجة الإذعان للمؤسسات الإمبريالية المعروفة.
– تبذير المال العام في البذخ والطقوس البالية والكماليات والقصور والحفلات والمهرجانات الباذخة والنفقات العسكرية التي لا ضرورة لها والصفقات المشكوك في جدوائيتها مثل صفقة القطار الفائق السرعة…
– تهريب الأموال للخارج (الحديث عن حوالي 34 مليار دولار) لم تنفع معه شيئا سياسة عفا الله عما سلف والتهرب الضريبي وتفشي الرشوة والابتزاز…
– استنزاف الطبيعة وتدميرها وتبديد الثروة الوطنية من رمال ومقالع وغابات وفرشة مائية وثروات سمكية ومنجمية ونهب خيرات البلاد والسطو على أراضي الجموع والسلاليات ونوجبه الفلاحة نحو التصدير بدل تحقيق السيادة الغذائية لشعبنا.
– خوصصة واسعة لأهم القطاعات الاستراتيجية مثل شركة “سامير” وتخريب المرافق الاجتماعية الأساسية كالصحة والتعليم وتسليمها لافتراس باطرونا القطاع الخاص وجشعها.
– تكريس الفوارق المجالية وتهميش البادية والثقافة واللغة الأمازيغية ورفض القيام بجبر الضرر الفعلي لفائدة المناطق التي تعرضت لعقاب جماعي عقب أحداث معروفة سنوات الجمر والرصاص.
– قمع الفئات والقوى المناضلة وتفريخ الأحزاب والنقابات والجمعيات وتزوير الانتخابات وصنع الخرائط.
هذا النظام هو من أنتج الفقر والهشاسة والحاجة والبطالة والتسول وغيرها وهذا هو نموذجه التنموي الفاشل وما يروج له حول نموذج تنموي جديد مجرد خطاب للاستهلاك والتدويخ. هذا النموذج المخزي يتناقض بشكل تام مع إعلان الحق في التنمية الصادر عن الأمم المتحدة في 4 دجنبر 1986 والمصادق عليه من طرف الدولة المغربية ويعد بالتالي التزاما دوليا لبلادنا. والمسألة ليست اقتصادية صرفة ولا يمكن حصرها فقط في نظام الحكامة بل قضية سياسية جوهرها نظام الحكم.
في هذه المناسبة قلوبنا مع الشباب المعتقل في سجون العار، شباب حراك الريف العظيم وشباب جرادة وبني تجيت والصحفيين المعتقلين فقط لأنهم فضحوا الفساد والمفسدين وناضلوا ضد الفقر والبطالة ومن أجل المستشفى والمدرسة وبنيات تحتية حيوية، ونعبر عن تضامننا معهم.
في هذه المناسبة قلوبنا مع المرضى الذين لم يجدوا سريرا للعلاج ومع ملايين كادحي المناطق المهمشة وخاصة النساء المقهورات ومع الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أو خارج المدرسة ومع مئات آلاف العمال الذين فقدوا عملهم دون تعويض بسبب سياسة الأرباح قبل الأرواح التي عرت عن جوهر الرأسمالية القبيح القائم على عبادة الربح والفردانية والانتهازية.
إن الفقر ليس قدرا ، والنضال الشعبي الوحدوي هو سبيلنا للقضاء على الفقر والجبهة الاجتماعية مكسب أدعو الى تطويره والنهوض به خاصة على المستوى المحلي
فإلى الأمام رفيقاتي رفاقي،
إلى الأمام من اجل التخلص من المخزن وبناء نظام ديمقراطي يلبي الحاجيات الأساسية للشعب المغربي وينقله إلى مصاف الأمم المتقدمة.
وتحية عالية لكن ولكم ولكل المناضلات والمناضلين في التنسيقيات المحلية.
معاد الجحري، عضو لجنة المتابعة للجبهة الاجتماعية المغربية
الرباط في 17 أكتوبر 2020.