هل لليسار “الإسرائيلي” موطئ قدم داخل يسار المنطقة؟
هل لليسار “الإسرائيلي” موطئ قدم داخل يسار المنطقة؟
كتب أحدهم في تدوينة يدافع فيها على حزب الاتحاد الاشتراكي وعلى ما ينتظر منه أن يقوم به في المشهد السياسي وأين يجب أن يتموقع وهو يستعد لعقد مؤتمره 11. ومن المهام التي عليه ان يقوم بها: “ولأنَّ إتحاد اليوم مطالب بأن ينسج علاقات جديدة ملزمة له لأنها جزء من سيادة الدولة…الإتحاد الاشتراكي يجب أن يعيد بناء ذاته مع اليسار المشرقي والفلسطيني والاسرائيلي… عليه إعادة فتح قنوات مع أحزاب جزائرية تتقاسم معنا نفس المنطلقات..”
إنها دعوة متحفزة للتطبيع مع الكيان الصهيوني بتبرير أنها تنخرط ضمن ربط تحالفات قوية مع اليسار المشرقي الذي يشمل طبعا الفلسطيني والإسرائيلي. هذه الحجة أصبحت متداولة بين صفوف الأحزاب السياسية المغربية وخاصة تلك التي تسعى الى تبرير انقيادها وراء الدولة المغربية التي قررت أن تكشف بوضوح عن كل علاقاتها مع الكيان الاستيطاني العنصري الصهيوني بل إنها قررت أن تعمق علاقات التعاون والخدمة المتبادلة الى درجة منج اجهزة الكيان الصهيوني العسكرية والاستخبارية قواعد على ارض المغرب محصنة للعمل بدون تحفظ او تستر. إن المطبعين الجدد يتخفون وراء ما يقوم به بعض اليسار المشرقي او ما يشكله ما يسمى باليسار “الإسرائيلي”.
لكن السؤال الذي يجب أن يطرح وبقوة هو هل لليسار “الإسرائيلي” مكانة وسط اليسار العربي والمغاربي؟ هل يمكن قبول قوى سياسية تعترف بالدولة الصهيونية وتريد لها البقاء والصمود على حساب حق الشعب الفلسطيني في كامل وطنه، قوة تقدمية تحترم حق الشعوب في تقرير مصيرها؟ أليس هذا “اليسار” مجرد تجميل للكيان الغاصب ومحاولة ترسيخ خرافة أن هناك شعب يهودي يتوزع مثله مثل جميع شعوب العالم الى طبقات اجتماعية وفئات طبقية تخوض صراعا طبقيا ولها ممثلون سياسيون من ضمنهم اليسار وفي طليعته الشيوعيون الذين يمثلون الطبقة العاملة الإسرائيلية؟
ان الكيان الصهيوني ليس الا قاعدة عسكرية متقدمة للامبريالية في المنطقة ولهذه القاعدة العسكرية ميزة انها تنتج ما تستهلك ولذلك هي مضطرة لتوزيع العمل بين جنود يشتغلون وجنود يملكون وسائل الإنتاج ويوظفونها ضمن خطة استعمارية استيطانية.
ان التذرع بوجود يسار إسرائيلي وضرورة ربط العلاقات معه هو تقديم خدمة فكرية وسياسية لمشروع غرس الكيان الصهيوني في منطقتنا وإعطائه كل أسباب أن يصبح كيانا عاديا وقابل للحياة مع بقية شعوبنا. ان مثل هذا الموقف لا يخرج عن التفريط في حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على كامل ترابه. انه غدر وخيانة لطموح شعوبنا في التحرر من الامبريالية والرجعية وكيانها المصطنع “اسرائيل”.