أصبح المغرب مقبرة جماعية للأفارقة البؤساء
أصبح المغرب مقبرة جماعية للأفارقة البؤساء
بدأت وسائل التواصل الاجتماعي تتناقل الصور والفيديوهات عن مجزرة يوم 24 يونيو 2022 على الشريط الحدودي لمدينة مليلية المحتلة. العشرات من جثة الشباب الأفريقي النازح نحو اوروبا تتساقط على السياج الفاصل بين مدينة مليلية المستعمرة ومنطقة الناضور. الأرقام متضاربة حول عدد الوفيات والسلطتين الاسبانية والمغربية تسارع الزمن من اجل طمس معالم المأساة معالم جريمة ذهب ضحيتها مهاجرون شباب أفريقي استقبلته الدولة المغربية فتحتمت عليها جراء ذلك مسؤوليات سياسية وقانونية لا يمكن التنصل منها أمام المجتمع الدولي والإنسانية.
أن تزهق أرواح العشرات في أحداث يوم 24 يونيو هو تتويج لطبيعة الاستقبال الذي تعامل به السلطات المغربية هؤلاء النازحون منذ أن تطأ أقدامهم ارض المغرب. إنهم يعيشون مشردين في أهم المدن المغربية وعلى جنبات الممرات التي يسلكونها وهم في طريق نزوحهم يعيشون تحت الشمس الحارقة وزخات المطر يتسولون المارة ولولا تعاطف المواطنات والمواطنين لمات هؤلاء بالجوع والعطش.
أن تعاظم ظاهرة النزوح والهجرة للشباب الأفريقي في السنوات الأخيرة تعكس وتكشف اشتداد النهب الامبريالي الذي تتعرض له خيرات أفريقيا المنجمية والزراعية هذا النهب الذي ترعاه الأنظمة العميلة في المستعمرات الأفريقية القديمة. إنها أنظمة وكيلة مصالح الشركات الامبريالية الكبرى التي تصدر الثروات وتفتح في وجه بضائعها ورؤوس أموالها كل الحدود الدولية يستنا تقفل هذه الحدود أمام الشباب وغيره لكي يتضخم جيش العاطلين وتتوفر اليد العاملة الرخيصة والطيعة القابلة لأية أشغال مهما كانت وضاعتها أو قسوتها. يرفض الشباب الإفريقي الانصياع لتلك الشروط ببلاده فيسقط بسهولة بين مخالب مافيات الاتجار في البشر وهي بدورها مافيات مراقبة وتخدم في نهاية المطاف الرأسمال المفترس لأنها توفر له ضحايا ومصادر للاستغلال وللنهب.
إن القوى الحية ببلادنا وعبر العالم اذ تدين الجريمة الشنعاء التي ذهب ضحيتها المهاجرون الأفارقة يوم 24 يونيو فإنها تعبر عن تضامنها مع المهجرين قسرا نتيجة النهب والاستغلال الذي تتعرض له خيرات أفريقيا ونتيجة الظلم الاجتماعي والاستبداد الذي تمارسه أنظمة وكيلة عميلة مصالح الدول الامبريالية ومؤسساتها. علينا ان نرفع الصوت عاليا للمطالبة بكشف حساب من طرف النظام القائم ببلادنا والذي نصب نفسه دركيا للاتحاد الأوروبي مقابل بعض المساعدات ومقابل سكوت هذا الاتحاد عن الجرائم التي تقع ببلادنا نتيجة التفقير المتصاعد لشباب المغرب والمجبر بإلقاء نفسه بدوره في البحر هربا من استغلال واستبداد دولة لا ترحم مواطنيها وما بالك المهاجرين الأفارقة البؤساء.