الذكرى 12 لحركة فبراير، كشف حساب
الذكرى 12 لحركة فبراير، كشف حساب
جدوى هذا السؤال تأتي من زاوية المحاسبة السياسية للأحزاب والمنظمات السياسية، لما يتعلق الأمر بموقفها من قضايا الشعب ونضالاته وتضحياته وعلى رأسها الموقف من حركة 20 فبراير أثناء مظاهراتها ووقفاتها وبعد خفوت وهجها وانفضاض جل من التحق بصفوف فعالياتها.
أصعب اللحظات، هي تلك التي يكون فيها النضال الجماهيري في تراجع، والصراع الطبقي يتميز بالانحباس والجزر. هذه اللحظات هي ما يسعى العدو الطبقي الى تحويلها إلى نقطة اللاعودة أي انه يجعلها نقطة تحول في المزاج الشعبي وموازين القوة حتى تصبح القناعة عند الجماهير والمناضلين بان لا فائدة من النضال والاستمرار في الإعداد له. يسعى العدو إلى إشاعة اليأس وسط المناضلين وتوسيع الفرقة والتشتت وسط من كان بالأمس موحدا أو متحالفا او متضامنا. في هذه اللحظات يتم الفرز بين القوى المناضلة الحقيقية وبين تلك التي لا يتعدى اهتمامها بالجماهير سقف تسخير تلك النضالات إلى أهداف محددة ومرتبطة بتحسين شروط التفاوض القائم أو المستقبلي بين تلك القوى وأجهزة دولة الكتلة الطبقية السائدة.
على ضوء هذه الاعتبارات دعونا نحاسب أفعال وأقوال الحزب المستقل للطبقة العاملة المغربي، حزب النهج الديمقراطي العمالي. ترى ماذا يفعل والى ماذا يدعو طيلة هذه السنوات وبارتباط من حركة 20 فبراير وكلما كانت المناسبة تسمح لإحياء ذكراها؟ يكفي ان اسرد بعض ما يفعله هذا الحزب في هذه الذكرى 12 لحركة 20 فبراير. لقد ساهمت مناضلاته ومناضليه في جل فروع الحزب في إحياء هذه الذكرى بالحضور المميز لهم/ن في الوقفات او حتى بعض التظاهرات. كان لهذا الحضور تأثيره النسبي وكان مناسبة ليربطوا أواصر الرفاقية والتعاضد مع رفاقهم/ن من القوى المناضلة الأخرى الدائمة الحضور. رفع الجميع شعارات تنعش الذاكرة الجمعية كما نددوا بالغلاء وبتغول الدولة البوليسية. بادرت فروع الحزب في تنظيم ندوات فكرية وسياسية كانت مناسبة التفكير الجماعي في دروس حركة 20 فبراير وما يجب على الجميع التمسك به لكي تكون الأحزاب والمنظمات السياسية والنقابية والجمعوية في مستوى استعداد شعبنا للتضحية والعطاء. كما أعلن الحزب عن قرار تنظيمه لندوة مركزية يأطرها المكتب السياسي بالمقر المركزي بالرباط، ندوة يعرف من خلالها الحزب، بمواقفه من الوضع القائم وبخطه النضالي في المساهمة القوية من اجل بناء نظام وطني ديمقراطي شعبي، متحرر من قبضة الرجعية والهيمنة الامبريالية. كانت حركة 20 فبراير بداية نهوض شعبي من اجل تخلص شعبنا من الاستبداد الطبقي ومن اجل الانعتاق والحرية. هكذا انخرط فيها الحزب وهكذا يستنتج دروسها ويتسلح بها.