بيان النهج الديمقراطي العمالي بجهة أوربا الغربية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة
النهج الديمقراطي العمالي
جهة أوربا الغربية
بيان بمناسبة اليوم العالمي للمرأة (8 مارس)
يأتي تخليد العيد الأممي للمرأة هذه السنة في ظل ظروف تتوالى فيها الازمات الصحية والاقتصادية والبيئية في العالم برمته بسبب السياسات الرأسمالية المتوحشة للقوى الامبريالية والانظمة التابعة لها القائمة على تكثيف استغلال الطبقة العاملة والهجوم على مكتسباتها التاريخية وتفقير الشعوب ونهب ثرواتها. هذه السياسات، التي تعمقت أكثر مع جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا بين روسيا والغرب الامبريالي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، أطلقت يد البرجوازيات الرأسمالية الاحتكارية للمزيد من الاستغلال والنهب والمضاربات في أسعار المحروقات والمواد الغذائية الأساسية والأدوية وتسريح العمال وتجميد الأجور وضرب الخدمات الاجتماعية وتفويتها للقطاع الخاص… والهدف طبعا هو مراكمة الأرباح والثروات على حساب حياة وصحة وعيش العمال والكادحين والشعوب عبر العالم. وتعتبر النساء العاملات والكادحات من أكثر ضحايا هذه السياسات الطبقية النيوليبرالية حيث يمارس عليهن الاستغلال والاضطهاد الطبقي والجنسي، وتعاني أغلبيتهن من الفقر والبطالة والأمية والعنف بكافة أشكاله وعلى الخصوص في البلدان التابعة.
من هنا، تأتي ضرورة الالتحام بالنساء العاملات والكادحات وتأطيرهن وتنظيمهن والرفع من وعيهن للاستمرار في النضال من أجل احترام حقوق وكرامة المرأة وتحقيق المساواة الفعلية والشاملة كجزء من النضال العام للطبقة العاملة والشعوب في العالم للقضاء على الرأسمالية وبناء المجتمع الاشتراكي حيث تتحقق العدالة الاجتماعية وكرامة و حرية الانسان.
وإذا كانت الحركة الشيوعية والتقدمية العالمية قد حققت مكتسبات هامة في مجال حقوق النساء والتي تم تكريسها في الاتفاقيات الدولية لحقوق الانسان بصفة عامة وحقوق المرأة بصفة خاصة، فإن هذه المكتسبات أصبحت الآن مهددة أكثر من أي وقت مضى مع توالي الأزمات الاقتصادية والحروب وأزمة البيئة والمناخ وتصاعد الاتجاهات الفاشية والعنصرية والرجعية المصاحبة للأزمة الخانقة للرأسمالية واشتداد تناقضاتها. الشيء الذي يفرض انخراط النساء بقوة، الى جانب رفاقهن الرجال طبعا، في معركة تحصين تلك المكتسبات وانتزاع المزيد من الحقوق وفي مقدمتها الكرامة والمساواة والعمل كشرط لتحقيق الاستقلال المادي، والانعتاق من الاستغلال والاضطهاد والاستيلاب الرأسمالي.
فالمرأة، في النظام الرأسمالي، لن تنال مقابل عملها إلا فضلات من مادة انتاج الرأسمالية، كما شرحتها المناضلة الماركسية الالمانية كلارا زيتكين، التي اقترحت الاحتفال بالثامن (8) من مارس كيوم عالمي للمرأة من أجل حقوقها السياسية والاجتماعية، والتي أكدت بأن لا انعتاق من الاستغلال للمرأة العاملة دون الحصول على الحكم السياسي كما الرجل. فتحرر المرأة مرتبط بتحرر المجتع وتحرر هذا الأخير مرتبط بتحرر المرأة.
إننا في النهج الديمقراطي العمالي بجهة أوروبا الغربية إذ نتابع بقلق كبير تردي أوضاع النساء عبر العالم وضمنهن النساء المهاجرات ، وكذا أوضاع النساء المغربيات عامة والعاملات والكادحات خاصة، وما تعانيه من ظلم واستغلال واضطهاد وفقر و أمية و غيره فإننا :
– نحيي نساء المغرب وجميع النساء في العالم بمناسبة اليوم العالمي للمرأة 8 مارس الذي يرمز من جهة للتاريخ النضالي للمرأة العاملة وتضحياتها كجزء من الطبقة العاملة، ولهمجية وجشع الرأسمالية من جهة أخرى.
– ندين بشدة السياسات النيوليبرالية المتوحشة التي تقود العالم نحو الحروب والدمار والمجاعات وتدمير البيئة وتفقير الشعوب وتكثيف استغلال العمال وتكريس اللامساواة والتمييز ضد النساء.
– نعلن تضامننا مع نضالات كافة النساء عبر العالم من أجل الكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية، وضمنها نساء فلسطين اللائي يتعرضن، كجزء من الشعب الفلسطيني، لأبشع أشكال القتل والعنف والاعتقالات والتشريد والحصار والتجويع من طرف الكيان الصهيوني العنصري المجرم.
– نحيي عاليا نضالات النساء العاملات والكادحات في المغرب ضد الطرد من العمل والاستغلال والتهميش والاضطهاد بجميع أشكاله، وضمنهن عاملات شركتي”سيكوميك” و”لوسيان” بمكناس والعاملات الزراعيات والنساء السلاليات والأستاذات… و نعتبر معاركهن معاركنا.
– ندين الهجوم المخزني المتواصل على النضالات العمالية و الشعبية و على الحريات العامة من خلال الاعتقالات والمحاكمات الصورية ومحاصرة القوى المناضلة وضمنها حزبنا النهج الديمقراطي العمالي.
– نعبر عن تضامننا مع المعتقلين السياسيين وضمنهم معتقلي حراك الريف والصحفيين والمدونين وضمنهم المدونة سعيدة العلمي ونطالب بإطلاق سراحهم الفوري واللامشروط.
– نطالب بوقف الحرب بين روسيا و الغرب الامبريالي و بحل حلف “الناتو” كأداة عسكرية في يد الامبريالية وخصوصا الأمريكية لإشعال الحروب والنزاعات وتهديد السلام والأمن في العالم.
عن المكتب الجهوي
6 مارس 2023