في موضوع رفض التطبيع يجب أن نكون فلسطينين أكثر من بعض الفلسطينيين

في موضوع رفض التطبيع يجب أن نكون فلسطينين أكثر من بعض الفلسطينيين
التيتي الحبيب: رئيس التحرير

titi-e1593062000449-800x496 في موضوع رفض التطبيع يجب أن نكون فلسطينين أكثر من بعض الفلسطينيين


في موضوع رفض التطبيع يجب أن نكون فلسطينين أكثر من بعض الفلسطينيين

دعاة التطبيع بالمغرب يدافعون عن موقفهم بالاعتماد على ما تقوم به السلطة الفلسطينية من تعاون امني مع العدو ومن قمع للمقاومة والتنكيل بالمناضلين الفلسطينيين الرافضين للاحتلال. يقول هؤلاء أننا نحن المغاربة لا يجب ان نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين. نعتبر هذا الكلام خاطئ وهذه حجتنا.

عندما تقوم السلطة الفلسطينية بدور الدركي للكيان الصهيوني فإنها تلعب دور الخيانة للثورة الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني. ومن هذا المنطلق فان هذه السلطة تضع نفسها خارج الشعب الفلسطيني وهي بذلك تصبح عميلة يجب الإطاحة بها واستعادة الشعب الفلسطيني لثورته وأدوات تحرره وليس الانحراف الذي سارت إليه فئات اجتماعية فلسطينية ربطت مصالحها مع مصالح العدو. ان الثورة الفلسطينية أصبحت رهينة في يد حفنة من السياسيين المعبرين عن مصالح فئات أمراء الحرب وكمبرادوريين فلسطينين حتى قبل أن يتحقق تحرير الوطن الفلسطيني. وجود هذه الفئات في السلطة الفلسطينية أصبح يبعد شعوب منطقتنا عن مساندة ودعم الثورة الفلسطينية ويسقط هذه الشعوب في حبائل الرجعية والصهيونية ويفتح الأبواب أمام التطبيع والاختراق الصهيوني لجميع المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية والعسكرية والأمنية في منطقتنا.

نعتقد بشكل راسخ أن مصلحة شعبنا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية هي التحرر من قبضة الرجعية ببلادنا وقبضة حلفاءها التقليديين من رجعية عربية ودول امبريالية وعلى رأسها الامبريالية الفرنسية والصهيونية. دخلت العلاقة مع الصهيونية مرحلة نوعية لم تشهدها في السابق وكان احد تبريراتها ما تقوم به السلطة الفلسطينية من تطبيع ومن دور الدركي للكيان الصهيوني.

نعتقد بشكل راسخ ان مقاومة التطبيع ببلادنا اصبح متداخلا مع نضال الشعب الفلسطيني وبقية شعوب العالم العربي والمغاربي لسبب واضح وهو تداخل المصالح الأساسية للنظام القائم ببلادنا والكيان الصهيوني. إن الاصطفاف بات أكثر وضوحا ولذلك على القوى المناضلة ببلادنا وفي فلسطين ان تكاتف الجهد وتتوحد في جبهة نضالية قوية ضد الرجعية والامبريالية والصهيونية. ان مناهضة التطبيع بات يتجاوز البعد القومي أو الإسلامي أو التاريخي على أهميته وأصبح يرتكز على البعد الاقتصادي والسياسي والعسكري- الأمني. لقد تشابكت مصالح الكتلة الطبقية السائدة الاحتكارية مع مصالح الكيان الصهيوني وباتت هذه المصالح تضرب في الصميم القدرة الشرائية للجماهير وباتت خيرات البلاد تنهب من طرف هذه القوى الرجعية الصهيونية المتحالفة.

من خلال هذه الأبعاد لعملية التطبيع الجارية ببلادنا وضدا على مصالح الجماهير الشعبية تصبح عملية مقاومة التطبيع شانا شعبيا بامتياز لكن هذه القضية لم تفسر وتشرح بما فيه الكفاية لحد الساعة ولذلك وجب تركيز المجهودات والإبداع في التحليل والتفسير وصياغة السياسات المطلوبة.