لا للتفريط في سبتة ومليلية والجزر الشمالية
لا للتفريط في سبتة ومليلية والجزر الشمالية.
اقتطعت اسبانيا من شمال المغرب أجزاء ترابية، وهي المدينتين السليبتين سبتة ومليلية وجزر تقع في ملكية المغرب بمقتضى القانون الدولي نفسه. هذا التواجد الاسباني يعتبر استعماريا، وهذه المناطق أصبحت من أقدم المستعمرات على الصعيد الدولي، وتحولت بفعل الأمر الواقع إلى أماكن ومواقع استيطانية يراد به القضاء النهائي على طابعها وهويتها التاريخية. تسارع الحكومات الاسبانية إلى المزيد من دمج هذه المناطق بالفضاء الاسباني ثم الأوروبي، بغرض توسيع دائرة القوى المستعمرة للمدينتين خاصة. الهدف من فرض الأمر الواقع، هو جعل المغرب في مواجهة ليس فقط مع اسبانيا وإنما أيضا مع الاتحاد الأوروبي.
شكلت هذين المدينتين مصدر للإضرار بمصالح الشعب المغربي، لأنهما أصبحتا بوابة الاتجار والتهريب لسلع تنافس الصناعة المغربية، ومصدر تهريب المخدرات من والى المغرب. بل إنهما أصبحتا مجالا للاتجار في البشر يشمل الدول الفاشلة في القارة الأفريقية.
وجود هذه المستعمرات الاسبانية على أراضي ومناطق المغرب البحرية، هو تهديد لسيادة المغرب لما تشكله من تواجد القواعد العسكرية الاسبانية والناتو. إن هذه القواعد العسكرية تشكل تهديدا واقعيا وماديا، على كل محاولة يقوم بها الشعب المغربي للتحرر من القبضة والهيمنة الامبريالية. إنها تشكل تهديدا حقيقيا لكل مشروع مستقبلي يرمي للبناء الاشتراكي بالمغرب الكبير. تجسد هذه القواعد العسكرية بهذه المواقع المغربية إرادة استمرار الاشتباك العسكري بين اسبانيا مع المغرب.
لم تهتم الدولة المغربية بهذا الملف، مما شجع الدولة الاسبانية على المضي قدما في مخططها المطبق لقطع جميع الروابط التاريخية وتحويل الاستعمار إلى أمر واقع، وهو اعتبار المدينتين والجزر الشمالية جزء تاريخي من التراب الاسباني.
إن تصرف الدولة المغربية الناشئة عن معاهدة ايكس ليبان وما تلاها مع الدولة الاسبانية، كان وسيستمر في التفريط في كل مظاهر سيادة الشعب المغربي. فلا سيادة غذائية، ولا سيادة طاقية، ولا سيادة على المياه البحرية وعلى المدينتين السليبتين.
إن منطق سياسة الدولة حامية مصالح الكتلة الطبقية السائدة بالمغرب، هو التفريط بالجزء لأنه يدخل ضمن صفقة تاريخية لتقسيم الأدوار والمسؤوليات في حماية المصالح الخاصة بكل طرف.
أن يبقى الاستعمار الاسباني في المدينتين سبتة ومليلية والجزر الشمالية وكأنه قرار مشترك بين من له مصلحة القضاء على انتصار معركة أنوال وزخمها الذي كاد أن يقيم منطقة محررة لن تهدا إلا بالجلاء التام للقوات الاستعمارية عن شمال المغرب بما فيه عن المدينتين والجزر الشمالية.
لم يقل التاريخ، كلمته الفصل في موضوع حق الشعب المغربي في هذين المدينتين والجزر الشمالية، ولن يضيع هذا الحق مهما تكالبت الأطراف المستفيدة من وضعية الاستعمار والاستيطان.