من وحي الأحداث: فلسطين من النهر إلى البحر
فلسطين من النهر إلى البحر
في يوم 14 ماي 1948 صدرت وثيقة إعلان قيام دولة الكيان الصهيوني في فلسطين بعد أن وافقت الأمم المتحدة على تقسيم فلسطين في سنة 1947 وفي 15 ماي 1948 بدأت اكبر عملية تهجير لشعب عرفها التاريخ المعاصر. لقد استولت عصابات وافدة من كل أصقاع الدنيا على ارض شعب يعيش في وطنه وأرضه.
عملت البرجوازية الأوروبية على حل المشكل اليهودية التي عاشتها منذ انتصار الديانة المسيحية وانتشارها في القارة الاوروبية على حساب الشعب الفلسطيني. كانت هذه الطبقات السائدة في صراع عدائي مع معتنقي الديانة اليهودية وهوفي العمق والجوهر صراع على المصالح المادية والمنافع الدنيوية، وتم تلبيسه الطابع الديني الفكري والعقائدي. انه صراع فئات ومكونات نفس هذه الشعوب وبغطاء الطوائف الدينية.
مع الانتقال نمط الإنتاج الإقطاعي إلى نمط الإنتاج الرأسمالي وتحول المجتمعات من مجتمعات إقطاعية تحت سلطة الأسياد النبلاء إلى مجتمع رأسمالي تحت سيادة البرجوازية، تطور الصراع أيضا بين فئات الطبقات السائدة واكتسى طابعه الديني الذي يبرر ويعطي المصداقية الأخلاقية والروحية للمصالح التي يملكها ويدافع عنها كل فريق من هذه الطبقات البرجوازية السائدة. وفي هذا الإطار احتلت المسالة اليهودية موقعا كان يشكل عقبة كبيرة أمام فرض الهيمنة والسيطرة المطلقة للفئات البرجوازية المسيحية بمختلف تفرعاتها. وكلما انفجرت دورة من دورات الأزمة الاقتصادية للرأسمالية، كلما تفاقمت التناقضات بين مكونات الطبقة السائدة. ولم يكن من الغريب أو المستغرب أن تحل البرجوازية الغربية المهيمنة المسالة اليهودية بالعنف والتقتيل كما فعلت مع الدولتين النازية بألمانيا والفاشية في ايطاليا واسبانيا حيث تمت الإبادة الجماعية لمواطنيها اليهود؛ وعملت الدولة الامبريالية البريطانية على تهجير يهود العالم إلى فلسطين والتخلص النهائي من القضية اليهودية في المركز الامبريالي الغربي.
لقد شكل الاستعمار الجديد وبمواصفات جديدة الحل التاريخي للقضية اليهودية فكان ترحيل مواطنين من جميع بلدان اوروبا الى موقع واحد وهو فلسطين، وتشكيل كيان مصطنع برعاية الأمم المتحدة. لقد شكل هذا الاستعمار القاعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية لزرع رأس الجسر الامبريالي في المنطقة ورعايته ليصبح اكبر قاعدة عسكرية للاعتداء على شعب فلسطين وباقي شعوب المنطقة وضمان التواجد العسكري للامبريالية بشكل دائم.
إن استعمار فلسطين، كان مخططا امبرياليا سعت من ورائه البرجوازية الأوروبية لحل القضية اليهودية في مجتمعاتها حلا عنصريا وتمييزيا تجاه مواطنين ومواطنات يتصارعون معهم على السلطة والحق في الوجود في تلك البلدان. لكن الصراع العدائي التاريخي بين المعتقدات لم تستطع الديمقراطية البرجوازية استيعابه أو حله، ولذلك صدرته إلى الخارج وعلى حساب الشعب الفلسطيني المسالم.
لكن الشعب الفلسطيني لم يستسلم ولن يخضع لهذا الظلم التاريخي وسيتحرر ويسترد أرضه كل أرضه من النهر إلى البحر.