كلمة لجنة التنسيق لعائلات المختطفين مجهولي المصير وضحايا الاختفاء القسري بالمغرب في الذكرى 50 لأحداث 3 مارس
كلمة لجنة التنسيق لعائلات المختطفين مجهولي المصير وضحايا الاختفاء القسري بالمغرب في الذكرى الخمسين لأحداث 3 مارس 1973 بفجيج
تحية النضال، الصمود والمقاومة لكل ساكنة فجيج رجالا ونساء وأطفالا الذين قاوموا الاستعمار، ناضلوا من أجل التحرر الوطني ومن أجل الديمقراطية الحقيقية التي تكون فيها السيادة للشعب وناهضوا الاستبداد.
تحية الوفاء والإخلاص إلى كل من ساهم في تنظيم هذا الحدث التارخي تحت شعار، حتى لا ننسى: فجيج الحقيقة والذاكرة، تخليدا للذكرى الخمسين لأحداث 3 مارس 1973 بفجيج، ونذكر بالخصوص المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف والجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب وسوء المعاملة وبتنسيق مع جمعية النهضة ومشاركة عائلات المختطفين مجهولي المصير وضحايا الاختفاء القسري بالمغرب والطيف الحقوقي المغربي وذلك من أجل الحقيقة، الذاكرة وعذم النسيان.
وقفة إجلال وإكبار لأمهات وزوجات وأخوات المختطفين مجهولي المصير والشهداء وضحايا الاختفاء القسري بالمغرب وأخص بالذكر هنا الشهيدة المختطفة فاضمة أحرفو التي استشهدت بالمعتقل السري الرهيب “أكدز” والمرحومة فاطمة عيسى زوجة المختطف بلقاسم وزان حتى لا ننسى التضحيات الجسام التي قدمتها. وبالمناسبة لا يفوتنا أن ننحني تقديرا وإجلالا لجميع الأمهات والزوجات والأخوات اللواتي رحلن عنا دون معرفة الحقيقة كل الحقيقة حول مصير ذويهم. وتحية أيضا لجميع المشاركين والمساهمين في هذه الذكرى دون ان ننسى جميع المتتبعين.
إن الهدف من تخليد الذكرى الخمسين لأحداث 3 مارس 1973 الأليمة التي اكتوى بنارها العديد من الضحايا وأسرهم على امتداد خارطة المغرب والتي همت أساسا مناطق فجيج وكلميمة وإملشيل وتنغير وخنيفرة ومولاي بوعزة وأملاكو وأزيلال.. حيث وقعت خلالها عدة انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان شملت: الاعتقال التعسفي والتعذيب والاختطاف والتحرش والإعدام والنفي وغير ذلك من الانتهاكات التي تتسم بالتواتر والمنهجية، استنادا إلى التقرير الختامي لهيئة الإنصاف والمصالحة هو أولا وقبل كل شيء رد الاعتبار ومواصلة النضال من أجل المبادئ النبيلة التي ضحوا بحياتهم من أجلها كالحرية والكرامة والعيش الكريم لكل المغاربة، وناضلوا من أجل مجتمع ديمقراطي خال من كل أنواع الاستغلال والاستبداد والتسلط تكون فيه السيادة للشعب حتى يتمكن من تقرير مصيره بنفسه وكذلك من أجل الذاكرة وعدم النسيان حتى لا يتكرر ما جرى وما يجري من انتهاكات جسيمة لحقوف الإنسان ببلادنا وذلك بمواصلة النضال من أجل الديمقراطية والقضاء على الاستبداد ومعرفة الحقيقة والحفاظ على الذاكرة وجبر الأضرار المناطقية والفردية.
إننا نخلد هذه الذكرى ومؤسسات النظام الرسمية وشبه الرسمية أصدرت تقاريرها بخصوص الاختفاء القسري وآخرها التقرير الأولي المقدم من طرف الدولة المغربية إلى اللجنة الأممية المكلفة بالاختفاء القسري وكلها تنحو نفس المنحى الا وهو إقبار الحقيقة حول الاختفاء القسري، تارة تدعي أن عدد الحالات العالقة هو 9 ثم انخفضت إلى 6 والآن وصلت إلى 2 حالات، حسب التقارير الأخيرة. فعوض مواصلة البحث والتحري لمعرفة الحقيقة نصبت نفسها ناطقا رسميا باسم النظام المغربي ومدافعة عنه وخصوصا أمام المحافل الدولية لتلميع صورته. إن الدولة المغربية لا تكلف نفسها عناء مواصلة البحث عن الحقيقة، حقيقة الاختفاء القسري بل تعمل المستحيل لطمس الحقيقة وإغلاق الملف. كذلك نخلد هذه الذكرى والتكرار لا زال مستمرا من قبيل الاختطاف، الاعتقال التعسفي، التعذيب، المحاكمات الصورية….
وفي الأخير فإننا نؤكد أن نضالنا يندرج ضمن نضال جميع القوى الديمقراطية والتقدمية من أجل التحرر الوطني والديمقراطية وحقوق الإنسان وفاء لكل المختطفين مجهولي وضحايا الاختفاء القسري وجميع الشهيدات والشهداء.
فجيج في، 26 مايو 2023
○