من وحي الاحداث: تمخضت الحكومة فولدت قانونا أساسيا مسخا
تمخضت الحكومة فولدت قانونا أساسيا مسخا
مرة أخرى غدرت الحكومة بالنقابات الأربعة، وأخرجت قانونا أساسيا كانت تعده في الكواليس، وفي غفلة عن أصحاب النوايا الحسنة في هذه القيادات المتنفذة في النقابات الأربع. مرة أخرى لم يخطا المناضلون الذين صقلتهم التجارب واليقظون، لما حذروا من الحوارات المغشوشة، ومن عادة التدليس التي تشتغل بها هذه الحكومة ووزاراتها.
صدر القانون الأساسي لوزارة التربية، وكأنه لم يكن موضوع مداولات وحوارات سرية وشبه علنية مع النقابات الأربعة “المغرر” بها في أحسن تقدير. استعملت الوزارة الدهاء بتشتيت الصف النقابي وعزلت إحدى أهم النقابات المناضلة واستفردت بالملف خارج المتابعة من طرف شغيلة التعليم ومعها الرأي العام الوطني. تمكنت الوزارة من طبخ الملف في سرية شبه تامة وبمعاونة القيادات المفاوضة لها.
فما العمل اليوم بعد أن انكشفت الخديعة والتلاعب بنتائج الحوار؟ هذا السؤال لا يطرحها جميع من شارك أو بارك سياسة وزارة التربية وإنما هم أقلية من يعربون جهارا أنهم سقطوا في فخ التدليس والمناورة السياسية من طرف وزير يعلن عكس ما يضمر. لذلك أصبح من المستعجل ترميم الصفوف ومواجهة نتائج الحوار المغشوش لان القاعدة العامة لشغيلة القطاع زادت قناعة بفراغ العمل النقابي وبلا جدواه. لقد تدهورت القناعات وأصبح الكفر بعمل النقابات هو العملة السائدة وطبعا المستفيد الأول والأساسي هو الحكومة والباطرونا لأنهم حققوا أهدافا كانوا يبيتون لها منذ السنوات الأولى للاستقلال الشكلي.
أصبح لزاما على القواعد النقابية المناضلة واجب ترميم الصف وضخ كم كبير من العزيمة والإرادة لمواجهة كل أسباب التخريب ومحاسبة القيادات المتورطة في هذه النتائج. هذا أولا، ثانيا وجب إطلاق حملة من التشاور والعمل المشترك مع قواعد النقابات المناضلة لتقديم خطة نضالية تجيب على هذه السياسات الرجعية الهادفة لضرب المدرسة العمومية وتحويل المدرسة إلى منشأة تسير بعقلية وبأهداف المؤسسات الخاصة والتعامل مع شغيلة القطاع بمنطق ومفهوم الموارد البشرية كما وضعتها المؤسسات النقدية الامبريالية من بنك عالمي وصندوق النقد الدولي.
على المناضلين النقابيين في الجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي والنقابة الوطنية للتعليم كدش تحمل مسؤولياتهم التاريخية لوقف هذا النزيف وإرجاع القاطرة فوق سكتها وانقاد العمل النقابي من هذا التخريب الفظيع الحاصل اليوم في قطاع التعليم والمنتشر في قطاعات أخرى.
على مناضلي حزب الطبقة العاملة النهج الديمقراطي العمالي أن يكونوا في طليعة هذه المهمة ويقومون بدور العمود الفقري لهذا العمل النقابي المناضل والموحد للصفوف لأنهم/ن شيوعيون ووحدهم الشيوعيون هم من يجيد القيام بمثل هذه المهام الإستراتيجية والنوعية.