من وحي الاحداث: نجاح المعركة يبدأ من نقطة تحصين الذات
نجاح المعركة يبدأ من نقطة تحصين الذات
كانت أولى تباشير النصر الاستراتيجي الذي دشنه طوفان الأقصى هو فشل الأجهزة الاستخباراتبة الصهيونية في التقاط مؤشرات بداية المعركة وساعة انطلاقها ومكانها. كل المعارك تبدأ بالتحضير لها وإذا أنجز ذلك التحضير بعيدا عن عين وأذن العدو كلما توفرت شروط المباغتة وشل حركته وإبطال سرعة رد فعله فما بالك حرمانه من الاستعداد المسبق وانتظار الهجوم أو المسارعة إلى إجهاضه بالضربة الاستباقية كما حصل في العديد من المعارك بمنطقتنا أو عبر العالم.
دعونا نقف عند هذه النقطة الأساسية كميزة لمعركة طوفان الأقصى ودلالاتها السياسية والفكرية والتنظيمية. تحقيق هذا المستوى من التحصين يدلل على أن الجيش الذي تم تأسيسه كان يمتاز بروح قتالية عالية وإعداد سياسي وفكري من درجة رفيعة استحال معها نجاح محاولة زعزعة إيمانه بمصير المعركة أو إضعاف عقيدته القتالية. ولقياس مدى قوة ورسوخ هذه القناعات لا بد من الانتباه الى الضغوطات ومحاولة الاختراق السياسي والفكري التي يقوم بها العدو ولن نشك لحظة بان هذا العدو تناسى هذه المهمة او تهور في الاشتغال عليها. لذلك نعتقد بان هذا الجيش تأسس بطريقة احترافية تم بها انتقاء الأبطال والمناضلين الأقوياء والأشداء وعبر إزالة الضعاف او المخترقين الذين استطاع القادة كشفهم وتحييدهم بما يقوي الإرادة والعزيمة ولحمة الجيش رهن الإعداد. أما التحصين التنظيمي فهذه اخطر مهمة وأشرسها، لان العدو يستعمل كل التقنيات وآخر نتائج وتطبيقات العلوم الاستخباراتية والتي لا تتوفر إلا عند البانتاغون والجيش الصهيوني. فإذا كانت الأجهزة الاستخبارات الصهيونية تتباهى بكونها تمتلك اقوي تطبيق للتجسس واختراق الهواتف النقالة بما فيها للرؤساء والملوك فان هذه الأجهزة عجزت على ترصد التواصل الداخلي للجيش الذي نفذ طوفان الأقصى أما عن القبة الحديدية والأسوار المدججة بالكاميرات والمرصودة بالأقمار الاصطناعية
فإنها عجزت عن رصد تحركات أعضاء الجيش لما نفذ أولى هجوماته العسكرية.
فما حصل في معركة طوفان الأقصى يعتبر أول واهم انجاز ستكون له انعكاسات ونتائج على بداية قلب موازين القوى بين الجيش الصهيوني وأجهزة الدولة الصهيونية وعلى مستقبل حرب تحرير فلسطين كل فلسطين. هي بداية تحصيل النتائج الهامة وأولها استرجاع القناعة الراسخة بان هزم العدو ملك اليد ويجب الاستعداد لها بتحصين الذات وقطع دابر كل الخونة والعملاء بدون رحمة ولا شفقة.