وحدة الماركسيين في صلب بناء حزب الطبقة العاملة المنشود
وحدة الماركسيين في صلب بناء حزب الطبقة العاملة المنشود
في كل فترة من تطورات الصراع الطبقي ببلادنا تتضح أهمية وجود الحزب المستقل للطبقة العاملة المغربية. في كل مستجد نضالي يطرح سؤال ما هو الاتجاه او المنحى الذي يجب ان يذهب اليه النضال والمبادرات؟ هذه الحاجة أصبحت قوية لأن الحركة الاحتجاجية تطورت والفاعلين كثيرين والمتربصين أكثر. هذا بالضبط ما حصل بالسيرورات الثورية في منطقتنا منذ نهاية 2010 وبالمغرب مع حركة 20 فبراير. انتهت المرحلة الاولى من هذه الموجة النضالية الى عنق الزجاجة؛ بالانحسار تارة، وتارة أخرى بالركوب عليها وتوظيفها من طرف الحركة الاسلامية متحالفة مع بقايا الانظمة او مع قوى خارجية لها مصلحة في اجهاض المد الثوري بمنطقتنا.
وضع هذا الدرس على جدول الانجاز مهمة تدخل الطبقة العاملة في مجريات الصراع الطبقي لكي تخرج السيرورات الثورية من عنق الزجاجة او من أجل منع الحركة الاسلامية من السطو عليها. في هذا المنحى قربتنا الثورة السودانية من الاجابة لأنها وضحت الدور الذي على الشيوعيين القيام به، اولا في النهوض بالجبهة النقابية وإعدادها لمعركة الاضراب العام، وفي الجبهة السياسية لبناء جبهة الطبقات ذات المصلحة في الثورة والنجاح في مهمة العصيان المدني لإسقاط النظام وتفكيكه وتصفيته على خلاف ما حدث في الموجة الاولى من السيرورات الثورية التي اكتفت بإسقاط رأس النظام.
في وضعنا الراهن، يجب الانخراط في مهمة بناء الحزب المعبر على مصالح الطبقة العاملة والإسراع بتدقيق أين تكمن هذه المصالح وما هي الشعارات والمطالب التي تترجمها سواء في الواجهة الاجتماعية او الاقتصادية وخاصة السياسية؟ وللتقدم الجيد في هذه العملية، على الماركسيين ان يفتحوا فيما بينهم ورشة الحوار الفكري والنظري والسياسي والتنظيمي على قاعدة المشترك وبروح ايجابية ونقدية، تمكن من تحصيل اتفاقات او ارضية مشتركة ارقى من البداية؛ يجب ان نفعل بيننا، نحن المقتنعون بمهمة بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة مبدأ: وحدة- نقد – وحدة.
إن ورشة وحدة الماركسيين يجب ان تنطلق من حاجيات الوضع الراهن في الاجابة على القضايا الراهنة، قضايا التغيير الثوري ببلادنا سواء من حيث الارضية النظرية والمرجعية كمنهج للتحليل والممارسة او قضايا سياسية من حيث ترتيب الاولويات وقضية ترجمة مصالح الطبقة العاملة لتصبح مرئية ومقروءة من طرف باقي الطبقات الاجتماعية، ثم بناء الجبهات على الواجهة النقابية والمهنية وعلى المستوى السياسي أي على مستوى جبهة الطبقات الوطنية التي تنخرط في التغيير الجدري.
كلما انغرس الماركسيون في اتون الصراع الطبقي وارتبطوا بالطبقة العاملة وعموم الكادحين وبالحركية النضالية، كلما استشعروا ضرورة العمل المشترك وسبله. إن وحدة الماركسيين ليست ترفا فكريا ولا هي موضة زمانها، إنها ضرورة تمليها المسؤوليات التاريخية التي باتت تفرض تأهيل الطبقة العاملة لقيادة الصراع الطبقي. إن كل تخلف عن هذه المهمة هو استمرار في هدر التضحيات والتفريط في ما راكمته الأجيال من وعي وتجارب.
فإذا كان لنا ما يمكن استلهامه من تجربة الحركة الماركسية اللينينية المغربية هو بالضبط هذا الاصرار على بناء وحدة الحركة الماركسية اللينينة حيث بلغ الاهتمام بها الى انشاء نشرة “الوحدة” تتعلق بنقاش جدي بين المنظمات الماركسية اللينينة وعينت لجان تنظيمية ترعى مهام التوحيد. من جهتنا ومواصلة لهذا الوعي وبنفس الاصرار، فإننا في النهج الديمقراطي عقدنا ندوات جماهيرية او داخلية وموائد مستديرة للدفع بعجلة التوحيد وهزم الحلقية والانغلاق على الذات. يجب اليوم بدل المزيد من المبادرات والإصرار على الهجوم الوحدوي من أجل تكسير جدار الخلافات الموضوعية وكنس الاختلافات المصطنعة او المفتعلة. نحن واعون بصعوبة المهمة لكننا مؤمنون بضرورة التغلب عليها ولن ننجح في ذلك إلا اذا انخرطنا جميعا او جلنا على الاقل في معمعان النضال وخضنا معارك الصراع الطبقي وتحدينا نيران الاعداء الظاهرين والمتسترين.