بعض من مقومات الوحدة النضالية

بعض من مقومات الوحدة النضالية

 

TITI-12 بعض من مقومات الوحدة النضالية

الوحدة لنضالية غاية تطرحها وتتطلبها شروط المعارك التي تكون فيها موازين القوة مختلة لصالح العدو. ولتحقيق الوحدة النضالية لابد من توفر الوعي العلمي حول هذه الوحدة واعتبارها نتيجة عمل مضني وطويل النفس. وهذا الوعي العلمي يشترط المعرفة العلمية والممارسة السديدة.

أما المعرفة العلمية لضرورة الوحدة فهي ترتكز على النظرة التاريخية والبعيدة المدى في استشراف المستقبل أي في بعدها الاستراتيجي ولها بعد عملي نظري وهو القدرة على ابتكار التكتيكات المناسبة والضرورية. والممارسة السديدة هي مختبر تجريب تلك النظرة الإستراتيجية في الممارسة العملية بغية تسديد النظرية وبغية تجسيد أفكارها السديدة وتحويلها الى قوة وفعل في تعيير الواقع أي في خوض المعارك وهزم العدو.

الوحدة النضالية هي اذا امتلاك الوعي العلمي والممارسة السديدة من طرف المكونات التي ستخوض المعارك. ولهذا السبب لابد وان تناقش تلك الأطراف والمكونات هذه القضايا وتصل إلى حد ادني من التفاهم بصددها. وكلما كان هذا النقاش موضوعيا وهادفا كلما كانت نتائجه ايجابية في التمهيد لبناء الوحدة النضالية بين هذه المكونات التي ستخوض المعارك آو هي مفروض فيها وعليها خوض تلك المعارك.

السؤال الذي علينا طرحه والإجابة عليه هو: هل جميع مكونات خوض المعارك قادرة على استحضار كل تلك المقومات للوحدة النضالية الآنفة الذكر؟ جوابنا هو بالنفي لسبب جوهري يخص حالة هذه المكونات والتي غالبيتها لم تصل بعد إلى درجة متقدمة في تجدرها او تحولها الى شكل من الأشكال التنظيمية الفكرية والسياسية والنقابية والجمعوية كتعبيرات طبقية اجتماعية واضحة المعالم واعية لدورها في الصراع الطبقي.

انطلاقا من هذه الحقيقة فان الثقل في امتلاك مقومات الوحدة النضالية يقع على الفصيل الذي تقدم ولو نسبيا في اتجاه تحوله كتعبير طبقي عن طبقة أو فئة اجتماعية واضحة المعالم والمصالح البعيدة المدى والقريبة الآجال. على مثل هذا الفصي لان يتقدم بمقترحات عناصر تبني الوحدة النضالية ويشتغل بكل ما أوتي من قوة الإقناع والاقتراح لكي يقنع ويحشد اكبر عدد من مكونات خوض المعارك الى فكرة الوحدة النضالية. ولكما نجح هذا الفصيل في ربط أقواله وتصريحاته السياسية بممارسة وحدوية موضوعية رفاقية غير متعالية وغير متعالمة كلما التف حوله أصحاب الإرادة النضالية واضعين مقترحاته وتوجهاته على محك تجربتهم الخاصة وبذلك يكون قد ساعدهم موضوعيا في مسائلة شرطهم الذاتي لكي يفحصوا حقيقة انتماءهم الطبقي وعن أية فئة يعبرون موضوعيا وما هي مصالحها المستقلة وكيفية خوض النضال من اجلها، وهنا يطرح سؤال النضال الوحدوي ومع من؟ هكذا نرى أن مسؤولية الفصيل الذي تحقق له الوعي بمهمة التعبير المستقل عن مصالح طبقة اجتماعية آو فئة طبقية اجتماعية بضرورة توفير مقومات الوحدة النضالية ستمكن هذا الفصيل من لعب دور الريادة والصاعق لإطلاق تجربة غيره من المكونات في إبداع طرق توفير مقومات الوحدة النضالية. ولما تنطلق هذه التجربة ستكون الوحدة النضالية قد وضعت على سكتها الصحيحة ولن تستطيع قوة العدو تحريفها وان استطاعت فلوقت وجيز فقط.

لتحقيق الوحدة النضالية يجب على كل مكون أن يبدأ من ذاته وبعدها يبحث عن الحلفاء الأقربون.