عبدالله الحريف: قطبية تنائية جديدة تتبلور
يتبلور الآن أمام أعيننا, على المستوى الدولي, قطبان أساسيان:
– قطب يبني هيمنته على العالم على:
– نشر أكثر من 800 قاعدة عسكرية في العالم والرفع من وتيرة التسلح إلى مستويات خيالية وزرع الحروب لإضعاف أو تفتيت الدول وتطبيق العقوبات الاقتصادية على العشرات من الدول والحصار على عدد من الدول وتصدير الإرهاب وتدبير المؤامرات ظد الأنظمة التي تعارض هيمنته وفرض عملته كعملة دولية وتسخير المؤسسات الاقتصادية والمالية والنقدية “الدولية” لخدمة مصالحه الخاصة ونكث المعاهدات التي وقعها (الإتفاقان النوويان مع إيران ومع روسيا واتفاق باريس حول البيئة والاتفاقات التجارية المتعددة الأطراف…) وضرب القرارات الرماما هذا القطب الذي يتراجع على المستوى الاقتصادي وعمقت جائحة كورونا من إفلاسه الاخلاقي. إنه القطب الامبريالي تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
– قطب صاعد تمثله الصين يرتكز إلى اقتصاد قوي ممركز على الذات ومنفتح , في نفس الآن, على العالم, قطب لا يتدخل في الشئون الداخلية للشعوب ويحترم سيادتها ويبني علاقات تجارية واقتصادية منصفة مع الدول ولا يصدر الإرهاب ولا يتوفر على قواعد عسكرية ولا يحيك المؤامرات ضد الانظمة . إنه قطب يتفوق اقتصاديا واجتماعيا واخلاقيا على القطب الآخر.
لن يقبل القطب الأول بفقدان هيمنته بسهولة. وقد يدفعه غروره وغطرسته وتفوقه العسكري إلى إرتكاب حماقات تعرض البشرية إلى حرب عالمية لا تبقي ولا تدر. وهو ما يتطلب بناء أوسع جبهة شعبية عالمية ضد الامبريالية الامريكية، عدوة الشعوب. إنها مهمة ملحة وعاجلة وحيوية.