غزو واحتلال أمريكي صهيوني تركي لسوريا بتمويل الأنظمة الرجعية

كل التطورات والوقائع تؤكد صحة تحليلنا أن ما جرى في سوريا هو غزو أمريكي صهيوني تركي بتمويل ومباركة من الأنظمة العربية الرجعية في الخليج وغيره، هدفه السيطرة على سوريا وتحويلها إلى دولة فاشلة مقسمة إلى مناطق نفوذ أمريكية تركية صهيونية بعدما كانت تشكل حلقة أساسية في محور مقاومة ومواجهة المشروع الصهيوني الإمبريالي الرجعي في المنطقة، والقاعدية الخلفية للمقاومة اللبنانية والفلسطينية. وبذلك فهي ليست ثورة كما تروج ابواق الدعاية الإمبريالية والصه يو نية والرجعية. ووصفها بالثورة هو جريمة في حق الشعب السوري وتزوير للتاريخ ومسخ لمعنى الثورة. فثورات التحرر تشعلها الشعوب بقيادة حركات التحرر الوطني بهدف تحررها وفق تطلعاتها الوطنية والثورية في تقرير مصيرها وبناء أنظمتها الوطنية الديمقراطية الشعبية التي تقطع مع الاستعمار والإمبريالية والتبعية والاستبداد، ولا تشعلها وتقودها القوى الظلاميةو الرجعية المسخرة والممولة والموجهة من طرف المخابرات الامريكية والصهيونية والإنحليزية والتركية. إن هذه الاخيرة تشعل “الثورات” المضادة بهدف إشاعة الفوضى والتقسيم والحروب وبث النزعات والصراعات الطائفية والإثنية بما يخدم المشروع الإمبريالي الصهيوني في إعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط لضمان استمرار الهيمنة الإمبريالية الأمريكية على ثرواتها النفطية و ممراتها المائية الاستراتيجية وبما يضمن تفوق الكيان الصهيوني، كقاعدة أمامية للإمبريالية في المنطقة، و إزالة وتصفية كل من يهدد وجوده وعلى الخصوص قوى وحركات المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن وغيرها، وتصفية القضية الفلسطينية كعقبة رئيسية امام المخطط الإمبريالي الصهيوني. هذا هو الرهان الاستراتيجي للإمبريالية الامريكية.
إن ما يحاك من مخططات ومؤامرات إمبريالية صه يونية رجعية في حق شعوب المنطقة في سوريا وفلسطين ولبنان واليمن وغيرها يفرض على هذه الشعوب وحركات المقاومة والقوى الوطنية والثورية استنهاض الهمم والإرادات وتقوية التضامن والإسناد فيما بينها وتوحيد وتنسيق الجهود والمواقف للتصدي لهذه المخططات و المؤامرات مع الانفتاح والاستفادة من الهبات التضامنية للشعوب وقوى التحرر والتقدم والسلام في العالم مع الشعب الفلسطيني . كما عليها التصدي لمسلسل التطبيع الذي يجري تعميمه على دول المنطقة كرهان إمبريالي صه يوني لتدمير هوية وثقافة الشعوب وتأهيلها للتعايش مع الكيان الصه يوني العنصري النازي عبر استدماج سرديته الزائفة في وعيها وثقافتها وبالتالي في حياتها الاجتماعية.
وفي خضم هذه السيرورة، بل في قلبها، يجب تصعيد وتقوية النضال على جميع الأصعدة ضد الأنظمة الرجعية العميلة للإمبريالية والصهيونية في أفق التخلص منها باعتبارها العقبات الرئيسية أمام تحقيق أهداف التحرر الوطني الديمقراطي الشعبي.وهذه مهمة القوى الثورية والوطنية في بلدان المنطقة مما يفرض عليها نهج النضال الوحدوي كطريق اساسي للتغيير وسبيل لتحقيق جبهة الطبقات والفئات الشعبية المعنية بهذا التغيير.