بيان المؤتمر الجهوي الثالث لحزب النهج الديمقراطي العمالي – جهة الدار البيضاء سطات

بيان المؤتمر الجهوي الثالث لحزب النهج الديمقراطي العمالي – جهة الدار البيضاء سطات




بيان المؤتمر الجهوي الثالث لحزب النهج الديمقراطي العمالي – جهة الدار البيضاء سطات





تحت شعار: “بلترة وتقوية وتصليب تنظيمنا بالجهة دعامة لبناء حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحات والكادحين“،
انعقد يوم الأحد 29 يونيو 2025 بالمقر المركزي لحزب النهج الديمقراطي العمالي بالدار البيضاء، المؤتمر الجهوي الثالث لحزبنا بجهة الدار البيضاء سطات، في ظرفية دولية تتسم بتصاعد حروب الإبادة الدموية ضد شعوب المنطقة، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني ومحور المقاومة والممانعة في إيران ولبنان واليمن، وفي سياق إقليمي مطبوع بتكثيف الهجوم الإمبريالي والرجعي على الشعوب التواقة للتحرر، أما على المستوى الوطني، فقد انعقد المؤتمر في ظل تعمق الأزمة البنيوية للنظام المخزني، التي تتجلى في تفاقم كل مؤشرات الفشل السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والبيئي، بفعل طبيعته اللاشعبية، وتبعيته الكاملة للمراكز الإمبريالية، وارتباطه العضوي بمصالح الكتلة الطبقية السائدة عبر آليات الاستغلال والاستبداد والتفقير.

وقد عرف المؤتمر نقاشا جديا ومسؤولا، تخللته مصادقة جماعية على التقريرين السياسي والمالي، وكذا على مشاريع الأوراق المطروحة على المؤتمرات والمؤتمرين، وانتهى إلى أن جهة الدار البيضاء سطات تمثل واجهة مركزية للتناقضات الطبقية، وساحة استراتيجية للصراع من أجل التغيير الجذري، وفي تشخيصه للوضع الجهوي وقف على:

الإجهاز على الخدمات العمومية: حيث أصبح تسليع التعليم واقعا مفروضا بفعل سياسة الخوصصة والتخلي التدريجي عن المدرسة العمومية التي تعيش ترديا خطيرا في البنية التحتية، واكتظاظا مهولا في الأقسام، وخصاصا في الأطر، مما يعمق الهدر المدرسي، ويكرس الفوارق الطبقية، وبخصوص الصحة، تعاني المستشفيات والمراكز الصحية من ضعف التجهيزات وقلة الأطر، مما يدفع الفقراء رغم فقرهم نحو القطاع الخاص الذي يتنامى كالفطر، في ظل استمرار الفساد وغياب الرقابة وتفويت ممتلكات الشعب، وأما فيما يتعلق بالسكن، فالجهة تعرف ارتفاعا جنونيا في أسعار العقار، وتشريدا ممنهجا لساكني الأحياء الشعبية بدعوى إعادة الهيكلة، دون توفير بدائل حقيقية، ما يفاقم أزمة الكرامة والحق في السكن اللائق وخاصة مع الاعدادات لمونديال 2030.

أوضاع الطبقة العاملة والفلاحين: تعاني الطبقة العاملة من الاستغلال المكثف، وهشاشة الشغل، والطرد الجماعي، وغياب الحماية الاجتماعية، والتضييق على العمل النقابي، ويعيش الفلاحون الصغار، خصوصا في مناطق برشيد وسطات وبنسليمان والمحمدية، على وقع الجفاف، والديون، وغياب الدعم التقني والمادي، مما يفاقم الهجرة القروية والفقر البنيوي.

نهب الأراضي والهدم والتشريد: تعرف الجهة حملات ممنهجة لنزع الأراضي وتفويت العقارات العمومية لفائدة اللوبيات العقارية، وتهجير السكان قسرا، ما يؤدي إلى تفكيك النسيج الأسري والاجتماعي، وتنامي مظاهر التشرد والانحراف والهدر المدرسي.
استنزاف الثروات الطبيعية والتدهور البيئي: تتعرض الموارد الطبيعية (المقالع، الغابات، المياه الجوفية) للاستنزاف المفرط، دون مراعاة للمعايير البيئية أو مصالح الساكنة المحلية، مما يهدد التوازن البيئي والصحي للمنطقة.

أوضاع مهاجري إفريقيا جنوب الصحراء: يعيش المهاجرون من دول جنوب الصحراء في ظروف غير إنسانية، حيث يحرمون من الحق في السكن والعمل والصحة، ويتعرضون للاستغلال في القطاعات الهشة، في غياب تام لأي حماية قانونية أو إنسانية.
بناء على هذا التشخيص العميق، فإن المؤتمر الجهوي الثالث لحزب النهج الديمقراطي العمالي بجهة الدار البيضاء سطات يدعو إلى:
تقوية جبهة النضال الشعبي من خلال بناء أدوات التنظيم الذاتي للجماهير الشعبية، وتوسيع رقعة التعبئة من أجل التصدي للاستغلال والفساد والاستبداد.

فضح ومناهضة كل مظاهر القمع والفساد، والتضييق الممنهج على الحريات النقابية والسياسية والإعلامية، والتضامن مع كافة ضحايا الاستبداد.

تأكيد الموقف الثابت في دعم نضال الشعب الفلسطيني ورفض كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، وتأكيد مركزية القضية الفلسطينية كقضية تحرر وكرامة وحقوق شعب.

رص الصفوف وتوحيد جهود كل القوى التقدمية والديمقراطية واليسارية من أجل بلورة مشروع بديل، جذري، ديمقراطي، شعبي، قادر على تحقيق تحرر شعبنا من التبعية والاستبداد.