الحزب الشيوعي السوداني: بيان جماهيري بمناسبة ذكرى ثورة اكتوبر المجيدة

الحزب الشيوعي السوداني: بيان جماهيري بمناسبة ذكرى ثورة اكتوبر المجيدة




الحزب الشيوعي السوداني
المكتب السياسي
بيان جماهيري بمناسبة ذكرى ثورة اكتوبر المجيدة





تمر علينا هذه الايام الذكري الواحد والستون لثورة أكتوبر المجيدة.. التحية والتجلة لصناعها الابطال.. التحية لمن رحل منهم ولمن بقى.. والمجد والخلود لشهدائها الأبرار.
خرجت جماهير شعبنا في اكتوبر 64 وهي تخوض معركتها الأخيرة والفاصلة ضد نظام عبود الديكتاتوري العميل.. متحدية آلته العسكرية الأمنية وترفع ببسالة شعاراتها الوطنية التحررية التي عكستها مواثيق الثورة.. فهي تطالب بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والسلام والحفاظ على السيادة الوطنية والتعايش السلمى بين الشعوب وتبادل المنافع ورفض سياسات المحاور والاحلاف العسكرية وغيرها من الاهداف الوطنية التحررية.

ان ثورة اكتوبر هي نتاج تراكم نضالي شاق ومثابر طيلة ست سنوات لجماهير شعبنا بكل قواه الحية ضد ذلك النظام وسياساته المعادية لمصالح الشعب.. ذلك النظام الذي صادر الحريات وحل الأحزاب السياسية.. والنقابات.. فامتلأت معتقلاته بالمعارضين ونفى بعضهم لاقاصي البلاد.. فرط في السيادة الوطنية.. باع منطقة حلفا و تهجير اهلها قسرا واغراق اثار عظيمة لا تقدر بثمن من تاريخ السودان تحت مياه بحيرة السد العالي. وزج بالبلاد في احلاف عسكرية وضعته في خانة العداوة لحركات التحرر الوطني في المنطقة وادخل بلادنا في علاقات تبعية لدوائر رأس المال العالمي.

ثابر شعبنا في نضاله ضد ذلك النظام وسياساته حتى تحقق له النصر في أكتوبر 64… بعد أن توحدت ارادته بكل مكوناته تحت راية جبهة الهيئات ككيان جبهوي عريض.. فذهب نظام عبود إلى مزبلة التاريخ.
غير ان القوى الطبقية المعادية لمصالح الشعب انقلبت على الثورة دفاعا عن امتيازاتهم ومصالحهم الطبقية التي الغتها الثورة. هذه القوى الرجعية والتي تبدلت مكوناتها خاصة بعد انقلاب مايو بخروج شبه الاقطاع وحلفائه بعد ان استهدفهم النظام بتصفية مراكزهم الاقتصادية. في ذات الوقت برزت طلائع فئات الراسمالية الطفيلية من البرقراطية العسكرية والمدنية في جهاز الدولة التي راكمت ثرواتها باستغلال المال العام.. وأصبح الإسلاميون فيما بعد جزءا مهما و مؤثرا في هذه الفئة بعد المصالحة مع نظام السفاح النميري وثرائهم من استغلال المال العام وأموال البنوك واحتكار السلع.
الرأسمالية الطفيلية هذه تغلغلت داخل جهاز الدولة وتحكمت في الاقتصاد وتشابكت مصالحها مع مصالح قوى الخارج.. وبحكم هذه المصالح اصبحت تمثل طليعة القوى المعادية لتطلعات الشعب. وهي بحق امتداد لتلك القوى التي انقلبت على ثورة اكتوبر وورثت عنها كل عدائها للشعب.

هي ذات القوى التي اجهضت انتفاصة ابريل 1985. هي نفسها التي ناصبت ثورة ديسمبر العداء ونفذت انقلاب 25 أكتوبر وأشعلت الحرب لتصفية الثورة.

إننا رحبنا بالبيان المشترك للرباعية في ما يتوافق مع تطلعات الشعب. لكننا لا نغفل ابدا عن النوايا الحقيقية والنهائية التي تتخبأ وراء نصوص هذا البيان.. وهو التمهيد لخنق الثورة وتصفيتها والعودة لمسار الهبوط الناعم ووأد كل احلام وتطلعات الشعب تحقيقا لمصالح هذه القوى والتي عطلتها الحرب. وتجري الآن الترتيبات حثيثا لانفاذ هذا المخطط بالتنسيق مع قوى الهبوط الناعم الممثلين الحقيقيين لمصالح الرأسمالية الطفيلية المحلية وحلفائها بالخارج.

على شرف هذه الذكرى العطرة ندعو جماهير شعبنا بكل مكوناته السياسية والمجتمعية وهي تستلهم روح ومبادئ ثورة اكتوبر في ذكراها هذه الايام.. ندعوها للنضال الضاغط و المثابر من اجل تنفيذ كل ما هو في مصلحة الشعب ببيان الرباعية. من وقف للحرب و توصيل الاغاثات والحفاظ على وحدة الوطن.الخ. كما ندعوها لليقظة و الوقوف بحزم لاسقاط كل المخططات التي تهدف للنيل من الثورة للعودة لمسار الازمة العامة و التبعية للخارج.
ان ثورة اكتوبر بكل اهدافها وشعاراتها التي ما زال اغلبها لم ينفذ… ستظل خالدة في وجدان هذا الشعب جيلا بعد جيل الى ان تتحقق كل اهدافها.. فهي ذات اهداف ثورة ديسمبر والمضمنة في مواثيقها.
فلنشدد النضال من اجل وقف الحرب واستعادة الثورة وتنفيذ شعاراتها.

فلتحيا ذكرى ثورة اكتوبر.. والتحية لابطالها.. والمجد والخلود لشهدائها الابرار.

الحزب الشيوعي السوداني
المكتب السياسي
19 اكتوبر 2025م.